حوار: أميرة إسماعيل
ينتظر الجميع هدية مصر للعالم؛ افتتاح المتحف المصرى الكبير والذى يضم بين أركانه آثار وحكايات نادرة عن حضارة مصر القديمة التى حرص أبناؤها المعاصرون على إلباس عظمة وحضارة أجدادهم ثوب العصرية والحداثة، وقد كشف الستار عن العديد من مقتنيات المتحف وما سيقدمه من عروض وأنشطة من خلال عدد من العروض التمهيدية التى نظمتها إدارة المتحف لتكشف للجميع أنه لا يقتصر على العروض التاريخية والمعالم الأثرية بل يشمل أنشطة ترفيهية تعمل على تسلية زائريه من الأطفال بجانب تثقيفهم..
د. عيسى زيدان، المدير العام التنفيذى للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير يتحدث لـ"حواء "عن الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المصرى الكبير، ويؤكد جاهزيتهم لهذا الحدث العالمى..
فى البداية يقول د. عيسى: جاهزون للافتتاح، ونقولها الآن بكل ثقة لأن لدينا كيان قائم بذاته وهو المتحف المصرى الكبير بما يحتويه من المنطقة التجارية وكل ما يحتاجه السائح أو الزائر عموما، ولابد أن أوضح أن لولا اهتمام وتدخل سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذا المشروع وتكليفه الهيئة الهندسية الممثلة فى اللواء عاطف مفتاح للإشراف على المشروع، وقد كنا كأثريين ومرممين فاقدين الأمل فى وجود هذا المتحف، لكن بعد تدخل سيادة الرئيس حققنا قفزة هائلة وبدأ الحلم يتحقق ويخرج إلى النور ونتباهى به أمام العالم، بل وقد أولى سيادته اهتماما وعناية بالمنطقة المحيطة بالمتحف وتسهيل الطرق والكبارى وتوفير كافة الخدمات المطلوبة.
وما الجديد الذى يضمه المتحف ويجعل العالم ينبهر به؟
لأول مرة يتم عرض مجموعة متميزة جدا من آثار الملك توت عنخ آمون بالإضافة إلى مقاصير الملك والتى تعد من أجمل المعروضات وأهمها فى المتحف، بجانب المسلة المعلقة الخاصة بالملك رمسيس الثانى، والتى تم ترميمها وتجميعها بالكامل أمام الواجهة الرئيسية للمتحف، وتعد أول مسلة معلقة على مستوى العالم لأنها فريدة من نوعها وفكرة التصميم والإنشاء مصرية، وهى فكرة اللواء المهندس عاطف مفتاح، المشرف العام على المشروع، ثم يأتى البهو العظيم ومساحته تتجاوز 7 آلاف متر مربع، وفيه تمثال الجد الأعظم عند قدماء المصريين وهو الملك رمسيس الثانى، والذى يزن حوالى 82 طن من الجرانيت الوردى، وطوله 11 متر و40 سم، وقد تم نقله فى 2018، ويعد أول قطعة اثرية تدخل المتحف، وهناك أيضا عمود الملك مرنبتاح، ابن الملك رمسيس الثانى، ثم تمثال لملك وملكة من العصر البطلمى وهو من ضمن المجموعة الأثرية الغارقة بالإسكندرية، وهناك الدرج العظيم ويحتوى على 60 قطعة أثرية وهو إحدى قاعات العرض التي يتميز ويتفرد بها المتحف عن باقي المتاحف العالمية، حيث يُعرض عليه مجموعة من أفضل وأضخم القطع الأثرية الثقيلة التي تجسد روائع فن النحت في مصر القديمة، والتي تبدأ من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني، وينتهي الدرج العظيم بمشهد بانورامي جميل يبين أهرامات الجيزة الخالدة، ويتدرج طبقًا لسيناريو العرض المتحفي إلى أربع موضوعات رئيسية، الهيئة الملكية وأماكن العبادة والملك وعلاقته بالآلهة ثم الرحلة إلى الحياة الأخرى.
كيف تم استخدام التكنولوجيا الحديثة فى المتحف المصرى الكبير؟
يتميز المتحف المصرى الكبير باستخدامه لكافة وسائل التكنولوجيا الحديثة فى العرض المتحفى، والذى يتناسب مع مختلف الفئات العمرية، ما يجعل منه مؤسسة ثقافية حضارية حديثة ملمة بكافة التفاصيل والتقنيات، فى المتحف يتعلم الطفل الانتماء ويدرس الحضارة المصرية القديمة، وبالمتحف قاعة لمحاكاة الواقع الافتراضى ولدينا متحف نوعى وهو من أكبر المتاحف على مستوى العالم ويعرض فيه مركبي الملك خوفو الأولى والثانية فى تجربة فريدة للسائح والزائر المصرى ويتم ذلك فى تجربة حية أمام الزوار.
وهل تم تحديد موعد الافتتاح؟
نحن جاهزون، وبالفعل هناك تشغيل تجريبى "يحقق رواجا سياحيا كبيرا" فى المتحف المصرى الكبير ويأتي الزوار سواء المصريين أو السائحين من كل مكان لكنه عرض يقتصر على المسلة المعلقة والبهو والدرج العظيمين.
وماذا عن المعروضات التى يتم عرضها فى المتحف المصرى الكبير؟
هناك العديد من الفعاليات والمعارض المؤقتة وهى متاحة للجميع، ومنها معارض المجلس القومى للمرأة والتى تهدف إلى بيع وترويج منتجات السيدات فى مختلف محافظات مصر، وهى خطوة رائعة لدعم المرأة المصرية والاستفادة من مشغولاتها ومنتجاتها المتنوعة والتى تعبر عن روح وأصالة المصريين على مر العصور والأزمنة.
برواز ..
تقول مي محمود، مدير عام تنمية مهارات المرأة بالمجلس القومى للمرأة: جاء التعاون مع المتحف المصرى الكبير فى إطار مشروع معالجة الدوافع الاقتصادية للهجرة غير الشرعية بالشراكة بين المجلس القومى للمرأة والاتحاد الأوروبي، وفى إطار أيضا برنامج حياة كريمة وتنمية الأسرة المصرية باستغلال المشاغل والوحدات الإنتاجية التى تم تجهيزها ورفع كفاءتها وتخصصيها تحت إطار المشروع.
وتتابع: تتنوع المنتجات الموجودة بالمتحف ما بين أعمال الكروشيه بغرز مختلفة عن الغرز التقليدية برسومات فرعونية وتراثية، وهناك جزء آخر للمنتجات والإكسسوارات، وتكون المشغولات عبارة عن طباعة وخياطة من خامات مصرية وموتيفات تعكس الطابع المصرى والتراثى والفرعونى وكذلك الموتيفات الإسلامية والقبطية المختلفة، لدينا أيضا منتجات من الحلى يتم عرضها بالمتحف بموتيفات مصرية مختلفة، ويتم ذلك من خلال مجموعات إنتاجية فى محافظات الأقصر والمنيا والبحيرة.
ساحة النقاش