نجلاء أبو زيد 

صدمة عمرى

مررت بأقوى قصة حب خلال دراستى الجامعية انتهت بزواجنا وأنجبنا ثلاث بنات أكبرهن فى الجامعة الآن، وكافحت معه وبنينا أسرة مستقرة هادئة حتى فوجئت منذ أسابيع بأنه تزوج منذ عام وأنجب ولدا وأنه على حد قوله مازال يحبنى أنا والبنات والدليل أننى لم أكتشف لكنه هو من أخبرني، وطلب منى أن أستوعب وأتحمل وأتجاوز، وانهرت وطلبت الطلاق لأننى لا أتحمل الخيانة لأنه ليس زوجى فقط لكن حب عمرى وبناته قررن مقاطعته رفضا لما فعله بالبيت وتحولت حياتنا لجحيم، وحاليا عرض على أن ننفصل دون طلاق ليمنحنى الفرصة لأهدأ وحفاظا على شكل البنات وحتى يستطيع الاطمئنان عليهن والإنفاق على البيت، ودخلت فى دوامة من المفاوضات فانهرت مرة ثانية وأهلى يقنعونى بالاستمرار لأننى لن أستطيع الإنفاق على البيت بمفردى، وإذا أصريت على الطلاق سنتركه تماما لمن خطفته منا، لا أعرف ماذا أفعل الظروف الاقتصادية تحاصرنى وقلبى موجوع وكرامتى تريد منى الإصرار على الطلاق لأبدأ صفحة جديدة فأنا مازلت أحبه لكن لا أطيق رؤيته؟

سميرة

أقدر مشاعرك جدا وما أصابك من ألم الغدر فى حب عمرك ورغبتك فى الطلاق، وفتح صفحة جديدة حق أساسى لك ولكن عليك التريث والتفكير بهدوء وقبل طلبك للطلاق عليك منح نفسك فرصة أكبر من الوقت حتى لا تندمى بعد ذلك فأنت حاليا تريدين الثأر لكرامتك لكن بعد فترة من الزمن عندما تشعرين أنك خسرت كل شيء وأن زوجك وأبو بناتك أصبحت له عائلة أخرى ستصبحين الزوجة المطلقة وبناتها والزوجة الأخرى هى البيت الأساسى له، لذلك يمكنك التقليل من خسائرك بأن توافقى على طلبه بالانفصال دون طلاق ليظل مسئولا عن بناته ويظل بيتك هو البيت الأول له، وربما بعد مضى فترة من الزمن تتراجعين عن قرارك وتسامحينه، وحتى وإن استمر رفضك له كزوج ستكونين حافظت على علاقته مع بناتك كأب، وإن كن قاطعنه الآن تضامنا معك بعد فترة ستتغير مشاعرهن لأنه والدهن وكما قلت فهو يحبهن ولا يتأخر على طلباتهن، وهنا أنصحك أيضا بأن تبدئى استعادة حياتك العملية التى تركتها لتدعمى زوجك، افعلى ما تريدينه لاسترداد ثقتك بنفسك هنا ستكتشفين أنك اخترت القرار الصائب، فالطلاق لن يسعدك لكن سيزيد الضغوط المادية عليك والأفضل الموافقة على عرضه للانفصال ولو على الأقل لفترة عندما تشعرين أنك قادرة على الحياة دون الاعتماد اقتصاديا عليه.

 

الخزنة

أعمل كمدرسة بإحدى دول الخليج ولم أتزوج للآن، وطيلة الوقت أهلى يستنزفوننى ماديا بالرغم من أنى أرسل لهم دون أن يطلبوا لأننى أحبهم وأعرف ظروفهم وأرى أنهم عائلتى، لكن بدأت أشعر أننى خزنة العائلة، الكل عاوز وإذا تأخرت فى الإرسال تعاتبنى أمى بقولها أننى أذل أشقائى وأنها لن تكلمنى إلا بعد أن أراضيهم، أشعر بفراغ ووحدة حتى فى الإجازات، الكل يحضر للسلام علي فى بيت العائلة ولا يفكر أحدهم فى دعودتى لزيارة فى بيته، ومؤخرا خلال إجازة نصف العام طلب منى شقيقى مبلغا لأنه فى ضائقة مالية فأعطيته له وفوجئت أنه أخذ زوجته وأولاده لرحلة فى شرم الشيخ ولم يفكر فى دعوتى للذهاب معهم، أريد التوقف والعودة والإقامة هنا لكنهم جميعا يقنعوننى أن مرتب الحكومة لن يكفينى وأن أى شخص يتمنى مكانى، وطبعا أنا مدركة أسبابهم لكن فعلا تعبت، فهل أنهى عملى وأعود أم أستمر فى الغربة لقد أوشكت على الأربعين ولم أعد أرى أى فرص للارتباط؟

سماح

شعورك تجاه أسرتك وأنك تحولت لخزنة شعور حقيقي لأن علاقتك بالجميع أصبحت توفير احتياجاتهم المالية، وأعتقد أنه آن الأوان لاتخاذك قرار يخص حياتك، فإذا كنت تشعرين أنك تريدين العودة لعملك فى المدرسة بمصر ارجعى ولا تستشيرى أحدا لأن نصائحهم لك لن تكون وفقا لمصلحتك لكن وفقا لمصلحة كل فرد واحتياجاته المادية التى توفرينها له بسفرك، ويجب ألا تربطى عودتك برغبتك فى الزواج أو لأن سنك كبر لكن لرغبتك فى العيش فى بلدك، لذا قبل اتخاذك للقرار فكرى جيدا وضعى لنفسك خططا لحياتك ويجب أن تؤهلى نفسك أن الكل سيرفض قرارك وعليك أن تعيشى وفقا لرؤيتك لحياتك، وربما تنجحين بعد فترة في خلق مجتمع جديد يحقق لك السعادة وينهى مشاعر الغربة التى تشعرك أن عمرك ضاع.

صمام أمان 

الصداقة بين الأزواج شيء ضرورى جدا لا يلتفت الكثيرون لأهميته ويرون أن العلاقة الزوجية أقوى من الصداقة دون أن يدركوا أن الصداقة ربما تكون هى خط الدفاع الأول لأى أزمات تمر بها علاقة الزواج، قد يتخاصم الزوجان لكن يحتفظان بصداقتهما التى تسمح لكل طرف بأخذ رأي الآخر فى أمر يهمه سواء فى العمل أو فى علاقته بالمحيطين به، وتدريجيا ينتهى الخلاف الزوجى بسبب مساحة الود والحوار التى تسمح بهما الصداقة، ويعتقد البعض أنه لا تنجح الصداقة بين الأزواج لأن وقت الخلاف ينسى الطرفان صداقتهما، وهنا العيب ليس فى فكرة الصداقة لكن فى عدم قدرة الزوجين على تدريب أنفسهم على أن الصداقة بينهما يجب أن يتم الحفاظ عليها خصوصا وقت الخلاف، فالتدريب على الفصل بعض الوقت بين كوننا أزواج وكوننا أصدقاء أمر ضرورى ويتحقق بالوعى والرغبة المشتركة من الطرفين فى خلق علاقة متميزة بينهما تكون بمثابة صمام أمان للزواج.


المصدر: نجلاء أبو زيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 238 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,010,255

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز