يواجه الشباب في العادة الكثير من التحديات، ويكون عليهم اتخاذ العديد من القرارات المصيرية سواء بالنسبة لحياتهم العملية أو الشخصية، وفي أوقات كثيرة تصعب عليهم عملية الاختيار ويحتاجون لصديق مخلص يقدم لهم النصيحة، هنا لا يوجد أفضل من الأب، فصداقته هي طوق النجاة في مواجهة الصعاب.

ويحدثنا عن أهمية صداقة الأب لأولاده في مرحلة الشباب الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في المستشفيات العسكرية ويقول: دائما ما نقول إن العوامل التي تساهم في تكوين الشخصية تنقسم إلى ما يلي: من 10% إلى 15% عوامل وراثية، ومن 10% إلى 15% من الخبرات الحياتية، أما النسبة الأكبر والتي تتراوح من 70% إلى 80% تتكون نتيجة التربية الأولى من العمر والعلاقة مع الأب والأم، ويمثل الوالد الثقة في الذات والشعور بالأمان والعاطفة، أما الأم فهي الوتد التي تحمل الأسرة، ومن هنا عندما يكون الأب قريبا من أولاده وعلاقتهم به قوية ويستطيعون مناقشته في أمور حياتهم وما يواجههم من مشكلات فهذا يجعله قادرا على أن يعطيهم خبراته الحياته بكل صدق وحب وبهدف أن يستفيدوا من جميع التجارب التي مر بها، وهذا على العكس من أن يكون الأب بعيدا عن أولاده ولا يعدونه صديقا لهم وقتها عندما يحتاج الأبناء لنصيحة ما مستمدة من خبرات سابقة نجدهم يلجأون إلى الأصدقاء أو المعلومات المنتشرة على الإنترنت، وللأسف هذه الطريقة في اكتساب المعرفة قد تعرضهم لكثير من المشكلات ولا تقدم لهم ما يحتاجون إليه من نصائح مخلصة.

ويضيف مؤكدا أن الابتعاد عن الوالدين خاصة الأب قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات بشكل كبير خاصة إذا كان الابن في مرحلة المراهقة وشخصيته عصابية هنا ممكن أن يقدم على الانتحار.

ويضيف أن البنت أكثر من الولد في تعلقها بوالدها لأنه الحب الأول في حياتها ما يجعلها تتأثر بعلاقته بها بشكل كبير.

وفي النهاية يركز الدكتور فرويز على ضرورة وجود علاقة قوية بين الوالد وأبنائه لحمايتهم من الوقوع في الكثير من المخاطر التي تحتاج لخبرات الأب وحكمته للتغلب عليها.