
نجلاء ابو زيد
الحائرة
تزوجت بشكل تقليدى منذ عشر سنوات وأعيش مع زوجى وأولادى حياة طبيعية لا تخلو من الخلافات المعتادة لكن بشكل عام أعتبر زواجى ناجحا، لكن منذ أيام فاجأنى زوجى بإعلان رغبته فى الزواج ليس بشخصية محددة لكنه يريد الزواج لأنه يرى أنه مقتدر ماليا وصحيا ومن حقه يتزوج بأخرى، وانهرت ولكن لم أترك البيت بل أقمت فى غرفة الأولاد، وبعد مرور أسبوع من عدم الكلام فوجئت به يخبرنى أنه منحنى الوقت الكافى للبكاء واستيعاب الفكرة وأنه لا يرانى مقصرة فى شيء لكن يريد الزواج، وبدأ يتواصل مع معارفه ليرشحوا فتاة مناسبة ويريد ألا يكون سبق لها الزواج، وأخبرته أننى أرفض وأنه إذا أصر سأطلب الطلاق، ففوجئت به يخبرنى أنه سيمنحنى شهر لإعادة التفكير وسيقيم فى شقة أخرى تخصنا وبعد الشهر سينفذ لى ما أريد ولن يقصر فى طلبات الأولاد، وأخبرت أهلى بما يريد فعله وفوجئت بهم يرون أنه حقه طالما لم يقصر فى شيء تجاهى وأننى إذا اخترت الطلاق سأندم وأولادى لن يسامحونى لأننى هدمت البيت، وأقرب صديقة لى تنصحنى بقبول الوضع لأنه لم يخوننى ولا توجد شخصية معينة فى ذهنه لكن يريد الزواج من أجل فكرة التعدد دون أن يكون مرتبط بواحدة أخرى، الأيام تمر واقترب موعد القرار وأنا حائرة حياتى كانت مستقرة والآن لا أعرف أى القرارين أفضل تحمل زواجه أم الحصول على الطلاق؟
سامية
أقدر معاناتك النفسية وصدمتك فى زوجك ولكن يجب أن تدركى أن الطلاق ربما يريحك نفسيا لبعض الوقت لكن سيحملك مسئولية إدارة حياة أولادك بمفردك لأنه سينشغل بعمله وزوجته الجديدة، بعكس الحال إذا كنت مازلت زوجته، هنا كان سيقسم بينكما الأيام ويدير شئون البيت لأنك ما زلت زوجته وأم أولاده، وفى نفس الوقت موافقتك على زواجه ستجعلك تعانين من وجود زوجة ثانية تشاركك فى زوجك لكن هل تشعرين أنك قادرة على الانفصال عن زوجك خاصة وأن المحيطين بك كلهم متقبلين فكره التعدد ولن تجدى مساندة ودعما حقيقيا بعد الانفصال.
لذا أرى أنك يجب أن تمنحى نفسك فرصة التجربة هو ما زال فى مرحلة البحث، وربما لا يجد فتاة تقبل أن تكون زوجة ثانية، وإن وجد حاولى تجربة الوضع لفترة فإذا شعرت بقدرتك على التعايش والاستمرار وتقبل فكرة التعدد استمرى، وإذا وجدت زوجك لم يعد كما كان وأصبحت وأولادك على هامش حياته اطلبى الطلاق ووقتها لن تندمى لأنك عشت التجربة بكل تفاصيلها، لذا أخبريه أنك ستجربين الوضع الجديد وإذا ناسبك الوضع ستسمرين، وإن لم يناسبك ستختارين الطلاق، وأعتقد أنك بهذا القرار ستغلقين باب الندم إذا طلقت من الآن خاصة وأن المجتمع لن يتفهم أسبابك، فالكثيرون يرون التعدد حقا ولا يستوجب طلب الطلاق إلا فى حالة الاهمال.
شقة العائلة
تزوجت بعد قصة حب من ابن الجيران ووافقت منذ البداية على الإقامة مع والدته لأنه ابنها الوحيد وشقيقاته متزوجات وظروفه لن تسمح بشراء شقة، لا أنكر أن أهلى اعترضوا وحذرونى ولكن حبى له منذ طفولتنا جعلنى مصرة، وفعلا تزوجنا وكانت علاقتى بحماتى معقولة حتى خلافاتنا معقولة، وأنجبت ابنى الأول والثانى وكانت كل فترة تفتعل مشكلة وتترك البيت وتجلس عند إحدى ابنتيها لفترة ثم أذهب مع زوجى ونحضرها، وظل الحال معقولا حتى غضبت ابنتها الصغرى وجاءت بأولادها لتعيش معنا فى بيت والدها كما تحب أن تردد أمامى فى كل لحظة، وتحولت علاقتى بحماتى إلى أسوأ علاقة على الأرض، تقف مع ابنتها فى كل شيء، وإن أخطأت ابنتها فى أو زوجى تقول لنا بيت أبوها واللى مش عاجبه يمشى، وزادت المصاريف على زوجى وحاليا تشجعها على الطلاق وزوجى يحاول إصلاح الأمور مع زوجها لتعود لبيتها، ولكن الأمور تزداد تعقيدا، وذهبت لأمى ولا أريد العودة لبيتى، وزوجى يطالبنى بالصبر، فماذا أفعل؟
هاجر
للأسف تتكرر مشكلتك كثيرا عندما ترفض أى فتاة سماع نصيحة أهلها بضرورة أن يكون لها بيتا خاصا، وتحت شعار الحب تضع أول مسمار فى انهيار حياتها الزوجية بعد أن تكون أنجبت، لذا عليك أن تتحلى بالصبر كما نصحك زوجك، ففى الوضع الحالى ليس أمامك حلول كثيرة ويجب أن تكونى واقعية وإن طلقت شقيقة زوجك فستعيش فى بيت والدها فعلا، لذا اجلسى مع زوجك وضعى نظاما لحياتك مع أسرته فى نفس الشقة وإن كان فى مقدوره أخذ شقة إيجار جديد سيكون هذا مناسبا، وإن لم يكن اجعلى لنفسك نظاما يجعلك بعيدة عن المشاكل معهم ولا تفكرى للحظة فى الانفصال لأن هذا سيزيد الأمر تعقيدا وبدلا من أن تعيشى مع زوجك ببيت والده ستنتقلين بأولادك لبيت أهلك وستجدين من لا يرحب بوجودك مع أولادك.
الصحبة الطيبة
الصحبة الطيبة هى طريقنا للإيجابية والتفاؤل، هى من تمنحنا الشعور بالأمان والطمأنينة، رسائل يرسلها لنا الله فى مرحلة ما لنشعر أن هناك من يشبهوننا وأننا لم ننقرض بعد من هذا العالم، هم رفقاء الحلم والأمل بمستقبل أفضل مهما كان الواقع صعبا وظهورهم فى حياة أيا منا لا يرتبط بسن أو منصب لكن لهم علامات لا يخطئها القلب ومنها أنهم يشبهوننا فى القيم التى نشأنا عليها وإن اختلفت ظروف وأعمار كل منا أننا لا نحتاج طيلة الوقت أن نشرح أو نفسر لهم لماذا فعلنا هذا أو ذاك، لا يسيئون الظن فى تصرفاتنا لأن قلوبنا هى من جمعتنا أنهم دوما لديهم الرغبة فى تقديم المساعدة لمن يحتاج وإن لم يطلب، يرون الصواب صوابا والخطأ خطأ قد نلتقى بهم صدفة ثم ننجذب نحوهم لشعورنا أنهم يضيئون لنا طرقا كنا نراها مظلمة فكثيرا ما نخطئ فى اختيار بعض الاصدقاء ونكمل معهم لمجرد أنهم هم المتاحين لكن تظل قلوبنا حائرة تبحث عمن يشبهها حتى نجد صحبتنا الطيبة.



ساحة النقاش