<!--<!--

<!--

رمضان شهر خير وفرحة وأيامه لها طبيعة خاصة وأيا كانت ظروفنا الاقتصادية وأزماتنا التي لا تنتهي فانها لن تقلل من فرحتنا بأيامه الكريمة وستستمر دعوتنا التى تعلمناها عن رسولنا الكريم اللهم بلغنا رمضان.. وحتي تكتمل سعادتنا علينا التعرف علي كيفية تحقيق التوازن بين إمكانياتنا الاقتصادية وقدرتنا علي الاحتفال بالشهر الكريم ومعرفه طرق وأساليب ربات البيوت المصريات علي الاستعداد بميزانية خاصة لهذا الشهر صاحب الطبيعة الخاصة.

البداية مع الحاجة تهانى ربة بيت حيث قالت بصراحة إحنا بطلنا نحسب معانا كام وهنصرف كام لأننا لو حسبنا سنجن ولن نعيش لهذا نرمى الحمول على الله وسبحان الله رمضان شهر كله كرم صحيح المصاريف فيه كثير لكن ربنا بيرزق وزوجى يعمل أعمالاً حرة ورزقه يوم بيوم وعلى حسب ظروفه تكون ميزانيتنا لكننى تعودت من زمن على أن أحوش مبالغ بسيطة أو أدخل فى جمعية صغيرة مع جيرانى أقبضها فى رمضان حتى أفرح الأولاد وبصفة عامة رمضان ليس شهر أكل وإذا ربينا أولادنا على ذلك فلن نعانى وأنا أضع كل شئ فى البيت ونفسى فى الأكل حلو وأحاول أن أقلل المصاريف فأصنع المخلل فى البيت والمكسرات بالنسبة لنا هى الزبيب وجوز الهند والعصائر كلها طبيعية من عند العطار والبركة من عند ربنا.

تتفق معها سعاد عيد موظفة : مصاريف البيت فى رمضان كثيرة عند من يملك أما الموظفون الغلابة فأيام رمضان لا تختلف عن غيرها من حيث نوعية الأطعمة لكن أحاول صنع بعض الحلويات فى البيت والعصائر ولا أنكر أننى بقدر سعادتى بهذا الشهر بقدر شيل هم كل يوم ماذا أطهو فالأولاد يصومون ويحتاجون تغذية أفضل من الأيام العادية ومرتبى ومرتب والدهم لا يكفى إلا للأساسيات لكن ربنا بيفرجها . وقد تعلمت من تجارب زميلاتى كيف أصنع لأولادى ما يريدون وأقلل التكاليف من خلال أصنع كميات صغيرة من كل شئ بحيث يأكلون كل شئ لكن بحساب .

رمضان شهر بركة والحسابات لن تنفع معه هكذا تحدثت معى زينب سعيد ربة بيت الست المصرية قادرة على كل شئ وفى عز الظروف الصعبة تقدر تسعد ولادها إذا رضيت وحاولت تمد رجليها على قد لحافها ولم تأخذها اعلانات التليفزيون اللى بتحرق الدم . ورمضان لأنه شهر صيام فأننا نتفنن فيه فى صنع طعام على الأفطار لكن لا يزيد الطعام عن صنف واحد كل يوم ومع بعض المخللات والعيش السخن والرضا بتمر الأيام . وطبعاً الميزانية تختلف وأحياناً نستلف لكن لا نشكو حتى نحصل على ثواب الشهر الكريم وأنا شخصيا ظروفى فى رمضان أفضل من أيام السنة كلها لأن زوجى أصوله ريفية وعند بداية الشهر تأتينا نفحات من البلد أحافظ عليها لتسعدنا على مدار أيام الشهر.

الاستاذة ميرفت حسين محاسبة : ميزانية رمضان تفوق كل التوقعات وأنا شخصيا أنفق فى رمضان ما يعادل إنفاقى فى ثلاثة أشهر غيره لكننى سعيدة وطالما لدى القدرة على ذلك فلا توجد مشكلة . وأعتقد أن نظام التكافل المنتشر فى مجتمعنا رغم كل الظروف الصعبة يعطى الفرصة للجميع للاستمتاع برمضان وفى كل سنة أقوم مع بعض صديقاتى بعمل عدة شنط لبعض الأسر متوسطة الحال وتذهب كل واحدة لمن تعرفهم وتقدمها لهم على سبيل الهدية لأننا نشعر أن هذه الأشياء العينية تعين هذه الأسر المتعففة على الاستمتاع بالشهر وأتمنى أن ينتشر هذا الفكر بين الأصحاب والجيران وهذ يختلف عن شنطة رمضان التى توزعها الأحزاب ورجال الأعمال وأرى بعينى الناس طوابير عليها فنحن كمسلمين إذا أرسل كل شخص قادر حقيبتين على سبيل الهدية لبعض جيرانه ستفرق معهم وسيشعر بسعادة بالغة.

البركة !!

ربنا يخلى بيت العائلة هكذا بدأت إسراء محمد ربة بيت وقالت : الناس الكبار فى كل عائلة هم بركتها ومفتاح حل كل الأزمات وأنا شخصيا رغم مرور أكثر من 15 عاماً على زواجى إلا أن والدى لازال يرسل لى موسمى فى رمضان والموسم فى أحيائنا الشعبية يعنى فراخ ولحمة ومكسرات وقمر الدين وكل هذه الأشياء تفرح الأولاد وتقلل من المصاريف على عاتق زوجى وعندما نذهب للأفطار فى بيت العائلة نحمل معنا طعاماً لليوم التالى فالخير فى بيت العائلة هو البركة التى تعيننا على الأيام الصعبة.

الميزانية فى رمضان سبب كل المشكلات هكذا تحدثت لمياء عادل ربة بيت وقالت : كل سنة نبدأ أيام رمضان - بفرحة وسعادة لكن يوم وراء يوم تظهر المشاكل بسبب طلبات الأولاد والميزانية التى أضعها تنتهى بعد أسبوعين ولأننى تعلمت من الأعوام السابقة وتعبت من الشجار مع زوجى خلال هذه الأيام المفترجة فأقوم باعطائه المصروف خلال هذا الشهر وعليه هو وضع الميزانية التى يريدها!!

المشكلة والحل

وحول كيفية تنظيم الميزانية فى رمضان تحدثنا مع د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع فقالت: المشكلة الأساسية للمجتمع المصرى رغم كل ظروفه الاقتصادية الصعبة أنه شعب استهلاكى فنحن نتحدث عن الفقر والفقراء لكن الناس تستهلك المياه دون وعى كذلك الكهرباء والتليفزيون لا يغلق وإذا انتقلنا إلى الاستهلاك فى الطعام سنجد أن الراصد للمشترين فى أى سوبر ماركت سيجد أن العربات مليئة بالسلع وكثير منها يفسد قبل أستهلاكه وربما لسوء تعاملنا مع الطعام تكثر اصابتنا بأمراض الضغط والسكر من هنا يجب أن نضع ميزانية للأسرة تحافظ على صحتها فلا ننظر للتكلفة فقط وما يتوافر لدينا من مال ولا ننظر لنوعية الطعام الصحى . ففى الدول الأوروبية الغنية يتم الشراء بالقطعة وهذا ليس بخلا بل حرص على الصحة وإذا قررت ربة الاسرة ربط مصروف البيت بالصحة فانها ستقدم لأسرتها وجبات صحية غير ممتلئة بالدهون والسكر . فمشكلة الأسرة المصرية فى التعامل مع الطعام تزداد فى رمضان وهذا عكس الطبيعى . فمن الطبيعى أن يكون شهر رمضان شهر عبادة وصلاة وليس شهر استهلاك نذهب بنهايته لأطباء الريجيم والسكر والضغط لهذا فإننى أطلب من كل ربة بيت أن تعتبر رمضان فرصة لبداية استهلاك من نوع خاص يحافظ على الصحة وهى الأغلى فرمضان فرصة يجب ألا نضيعها فى تحسين أسلوبنا الغذائى وأن تفكر اكثر من مرة وهى تضع ميزانية لهذا الشهر بأن تقلل من الدهون والسكريات لا أن تزيد منها وإذا عودت أولادها على ذلك فستحافظ على صحتهم وستعلمهم ترشيد الاستهلاك . وأضافت أنه من الغريب أن تزداد المشاكل بين الأزواج فى رمضان بسبب المصاريف والمشتريات فى حين أنه شهر مفروض يدرب الناس على الصبر والتحمل والاقلال من الاستهلاك فعلينا إعادة فهم طبيعة الشخص وهنا سنجد أن الميزانية أقل من باقى الشهور.

 

المصدر: نجلاء أبو زيد - مجلة حواء
  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 1944 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,859,957

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز