<!--<!-- <!--

 

اليوم وفى الصباح الباكر .. تبدأ مصر عامها الدراسى الجديد.. حيث يبدأ ما يقترب من «عشرين مليون» تلميذ.. وطالب جامعى الموسم الدراسى وكلهم أمل ونحن معهم أن يكون عاما جديدا سعيدا.. يحققون فيه النجاحات مع نظام تعليمى أفضل يتجاوز ما قد يواجههه من المعوقات فى جميع مدارسنا وجامعاتنا من أجل تطوير العملية التعليمية وجودة التعليم فى المدارس والجامعات من أجل تخريج طالب لديه أعلى المهارات العلمية وأيضاً القدرات الرياضية والفنية والثقافية معاً ليصبح شابا نافعا لنفسه ومجتمعه.

ولأن العام الدراسى يحتاج إلى تمهيد الطفل الذى يلتحق لأول مرة بالمدرسة حتى يمر يومه الأول بسلام وأمان .. فعليك كأم أن تحتوى قلق صغيرك وأن تدركى أنه يوم قاس على كل طفل فهو يشكل الفطام الثانى له .. وخوفه أن تتركه أمه ولا تعود لتأخذه من جديد لابتعاده لأول مرة بعيداً عنها إلى المدرسة.

وأن تتعاملى بذكائك مع هذا الموقف وأن تحببيه بالمدرسة وأنه سيتعرف منها على أصدقاء يلعبون ويغنون ويتعلمون ويقرأون معه القصص الجميلة .. اذهبى معه فى أول يوم وعرفيه على مدرسيه ومدرساته .. اجعليه يعطى لمدرسته أو مدرسه زهرة جميلة .. واطلبى منه أو منهما أن تهديه قصة ملونة احضريها بنفسك دون أن يراها .. فتستطيعين أن تكسرى هذه الرهبة من نفسه .. فالإبتسامة الحنون من المدرسة هى الاحتياج الأهم للطفل من أجل الشعور بالأمان .. وعليك كأم أن تتعاملى بذكاء شديد مع ما قد يواكب دخول الدراسة من رفض أو مظاهر نفسية غير صحية مثل التبول اللارادى أو التهتهة بالكلام وهى أمور تعكس عدم الشعور بالأمان.. وهنا يجب احتواء الصغير وعدم توبيخه أو فضخ أمره بشكل جارح أو محرج أمام الآخرين بل احتوى خوفه وحسسيه بالأمان.. واستشيرى طبيباً إذا استمرت الحالة .. فهو رد فعل طبيعى يحدث مع هذه الظروف . لدى بعض الأطفال .. ولهذا تواصلى دائماً مع المدرسة حتى لا تزداد الأمو سوءاً على الطفل .. وعندما تتركينه بالمدرسة أكدى له أنك ستعودين لتأخذيه من جديد .. وهو أمر بالغ الأهمية لابنك أو إبنتك الصغيرة ..

مشاركة الزوج

اشركى زوجك فى عملية إيصال وإعادة الأبناء الصغار من المدرسة وإليها حتى لا يكون عبئاً على طرف دون الآخر وكذلك فى متابعة أمور الصغار والكبار من الأبناء فى متابعة دروسهم أولاً بأول.. والوقوف على مستوى الطفل ومعرفة مستوى ذكائه واستيعابه لدروسه وعدم مقارنته بمن هم أعلى مستوى منه وعدم توبيخه وإحراجه والضغط عليه .. فهذه التصرفات تجعله إنطوائيا أو عدوانياً وكارهاً لك وللآخرين .. إهتمى بعملية تغذية طفلك المتوازنة والمتكاملة وخاصة وجبة الإفطار فهى ضرورية جداً للطفل حتى تساعده على الاستيعاب والتركيز فى فهم دروسه بالمدرسة ويكفى كوب لبن أو جبن وعصير من الفواكه الطبيعية مع العسل الأبيض أو التمر على أقل تقدير..

ونظمى يومه مع الدراسة بين المذاكرة واللعب .. والنوم المبكر حتى يستطيع أن يأخذ كفايته من ساعات النوم فيذهب مدرسته وهو مستيقظ وبذلك لا تصبح مسألة إستيقاظه مشكلة كل يوم وسبباً من اسباب رفضه الذهاب للمدرسة.

وأيضاً اطمئنى على وسيلة المواصلات التى ستوصله إلى مدرسته وتأكدى من أمان صغيرك أو صغيرتك عند صعود ونزول السيارة التى ستقله .. وأن تكونى آمنه عليه بداخلها .. وأن يكون هناك من يستقبله عند العودة حتى لا تتكرر الحوادث التى يضيع فيها الأطفال أو يفقدون حياتهم فى حوادث السيارات لا قدر الله .

.. وعلمى أطفالك كيف يستخدمون الأدوات المدرسية ويمسكون بالأقلام بعيداً عن وجوههم وعيونهم أو آذانهم أو أنفهم حتى لا يتحركوا هم أو من بجانبهم فجأة فتؤذيهم.

وهمسة فى أذن كل أب وأم: تابعى أبناءك فى استذكار دروسهم والوقوف أولاً بأول على مواطن القوة والضعف لديهم حتى نقومها.. وعوديهم الاعتماد على النفس والاستعانة بالبرامج التعليمية فى التليفزيون التى يقدمها خبراء من أفضل الاساتذة لكل مرحلة وعلى الانترنت.. حتى توفرى ميزانية الدروس الخصوصية التى تمثل عبئاً كبيراً جداً تفوق ميزانية الأسرة.

ونصيحة لها: كونى حريصة على عدم التمييز بين الأبناء لا فرق بين الولد والبنت وابن وآخر حتى لا تدب الفرقة والكراهية بين الأخوات وأيضاً الآباء والأمهات وحتى نحمى أولادنا وبناتنا بعيداً عن العقد النفسية وتبعاتها التى نلمسها من أشكال العنف.

- إحرصى على التواصل الدائم مع المدرسة والمدرسين وحضور اجتماعات أولياء الأمور مع إدارة المدرسة ومناقشة ما يواجه الأبناء والبنات من أمور وأيضاً استشارة الاخصائى النفسى والاجتماعى .

- إحرصى مع زوجك على إعادة القيم والأخلاقيات والاحترام والالتزام وغرسها من جديد فى أبنائنا حتى نرى أجيالنا الجديدة بصورة أفضل وهذا هو دور الأسرة والبيت.

عاجل إلى وزير التعليم

وهنا مع بداية العام الدراسى الجديد نتوجه مع كل الاباء والأمهات وننادى بمطلب عودة الأنشطة الرياضية والفنية والموسيقية والزراعية والمسرح المدرسى وحصة المكتبة إلى حصص الجدول اليومى.. واعادة النظر فى المناهج وملاءمتها لساعات الدراسة .. بعيداً عن الحشو والمبالغات حتى لا تلتهم حصص الأنشطة .. وأيضاً الاهتمام بوجود الملاعب التى تستوعب طاقات التلاميذ والطلاب وتدعم المهارات الرياضية والبطولات.

- الطلبة يعلنون نريد مدرساً يكون لنا قدوة محببة بعيداً عن العنف .. والمدرسون يعلنون من حقهم طلبة وتلاميذ أكثر التزاماً واحتراما .. وهنا يجب تكثيف الدورات التدريبية لرفع مستوى المدرسين فى العملية التعليمية والتربوية وكيفية التعامل الصحيح مع التلاميذ وهى أيضاً حلقة متصلة يساهم فيها الوزارة والمدرسة والبيت أى الأسرة.

- أيضاً وضع حد لمبالغات المدارس وخاصة الخصوصية فى مصاريف المدرسة واللبس المدرسى وهى أعباء تفوق حمل كل أسرة والاشراف الجاد من الوزارة.. لمنع هذه المبالغات.

- وأيضاً الإشراف على التزام المدرسين بالشرح الوافى داخل الفصول .. صحيح أنه هناك بعض المعوقات من كثافة التلاميذ والطلبة داخل الفصل .. ولكن فلنحكم ضمائرنا ولا نوفر مجهودنا إلى الدروس الخصوصية كمدرسين ..

- وبكل الحب نقول إذا كنا تحولنا فى الامتحانات إلى اسئلة الذكاء والفهم بعيداً عن الصم والحفظ فقط .. فعلينا أن نعلم الأبناء على البحث والابتكار فى إيجاد الحلول بعيداً عن الحفظ كنظام ظل سائداً لسنوات طويلة ولنعود المدرسين على هذا الأسلوب أولاً .. حتى لا نرى هذه الصور المؤسفة والدامية لصغارنا وأبنائنا فى أوقات الامتحانات.

- وهنا نطرح مخاوف الطلبة والتلاميذ والأهالى من عدم توفر الكتاب المدرسى مع بداية الدراسة وتعطل طباعته وأيضاً الكتب الخارجية التى لم تحل حتى الآن..

- عملية تطوير المدارس أمر أساسى لاحتياجاتنا مع تطوير التعليم ومنها المبادرة التى قامت بها السيدة سوزان مبارك لمشروع المائة مدرسة التى لا تكتفى بتطوير المبانى والجدران بل تطوير الخدمات المقدمة للتلاميذ لحياة كريمة والكشف الطبى ومتابعة كل شئ والاهتمام بالتعليم مع المهارات الفنية والرياضية وغيرها وأيضاً رصف الطرق ونظافتها المحيطة بهذه المدارس وهى بالقرى والمناطق الشعبية الأكثر إحتياجاً وفى محافظات مصر المختلفة والتى بدأ منها القاهرة والجيزة والأقصر والفيوم .. ومازال التواصل ممتداً فالتعليم هو أفضل إستثمار لثرواتنا البشرية حتى تصبح منتجة ونافعـــة لنفسها ولمجتمعها معاً ..

 

المصدر: رئيسة التحرير ايمان حمزة - مجلة حواء
  • Currently 170/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 1376 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,842,906

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز