يعد شارعا عباس العقاد ومكرم عبيد أكبر شارعين تجاريين بمدينة نصر .. وهما متوازيان .. يمتدا بطول المدينة .. أولهما يحمل اسم المفكر الكبير والشاعر العقاد «1889 - 1964» والذي قال في حب مصر : قد رفعنا العلم.. للعلا والفداء .. في عنان السماء .. حي أرض الهرم .. حي مهد الهدي .. حي أم البقاء» . والأبيات من قصيدة العلم التي نظمها عام 1934 .

أما الشارع الثانى فيحمل اسم مكرم عبيد وزير مالية مصر الأسبق والمولود فى العام نفسه الذى ولد فيه العقاد .. ورحل عن عالمنا عام 1961 . وهو أحد مفكرى أقباط مصر .. وصاحب المقولة الشهيرة «نحن مسلمون وطنا ونصارى دينا.. اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارا.. اللهم اجعلنا نحن نصارى وللوطن مسلمين» وكان وفديا كبيرا ومقربا من سعد زغلول زعيم الأمة .. وبعد رحيله أصبح عبيد سكرتيرا لحزب الوفد .. ومن أبرز أقواله أيضا : «إن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا» .

والفنانة مارسيل حنا .. فنانة مصرية تنتمى لتلك الروح وهذا الإحساس الذى كان يحمله مكرم عبيد .. والذى نحمله جميعا من أن مصر وطنا يعيش فينا بالفعل.. وقد صورت الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر .. وجسدت شخصيته التى تفيض بالسماحة والحب والمودة .. بنظرة محلقة تتحاور مع الهلال الذى يعد رمزا روحياً وقد تألق بلمستها بهيئة وجه إنسانى .. يتعانق والزرقة الليلية فى الخلفية .

علماء العرب

وقد صورت مارسيل بريشتها عشرات اللوحات لقاهرة المعز ومساحات من النور والاشراق مسكونة بسحر الدروب والمنافذ والأبهاء ..

كما رسمت لوحات أخرى حول الزمن العربى الجميل لعلمائنا من أمثال البيرونى والرازى والشيخ الرئيس ابن سينا .. وقدمت لوحات أخرى للزمن الحاضر فى فن البورتريه أو الصورة الشخصية أيضا مثل الملكة فريدة والملكة ناريمان واليزابيث الثانية ملكة انجلترا .. فهى تجد متعة فى تصوير تلك الدندنشات التى تتألق على الملابس مع المشاعر والأحاسيس .. بين همس الحرير وحوار الدانتيلا ودفء الفراء وسحر النقوش ورصانة التيجان واشراقة الذهب ووشوشة الاحجار الكريمة .

ومن أجمل صورها الشخصية: داليدا وعبدالحليم حافظ وقد تألقت صورته بلمستها جسدت فيه الرومانسية والحزن الشفيف فى بورتريه يعكس شخصيته الحالمة .. تقول عنه : عبدالحليم قمة من قمم الفن العربى ومطرب الشباب والكبار .. ويكفيه أغنيته الأسطورية قارئة الفنجان فهى رمز للحب المستحيل .. الحب الاسطورى ..

ومن ابداعاتها الأخيرة والتى تعد الأحدث صورت الفنان فاروق حسنى بملامح مسكونة، بهدوء .. ومحلقة فى تأملات ومن بين مناظر مارسيل صورت مشهدا للريف المصرى .. وهو مشهد عرضى يمتد باتساع يتألق بدنيا من الأضواء تجسد عناصر عديدة من البيوت الريفية وأبراج الحمام والأشجار والنخيل مع فلاحات الريف والجوامع والمساجد .. ويغلب على اللوحة لمسات من الأخضر مع الأحمر الوردى والأزرق.. والأبيض البرىء .

أسرة فنية

الفنان أحمد رجب صقر .. أستاذ الجرافيك بكلية الفنون بجامعة المنيا .. تمتد أعماله بالتنوع والثراء .. من لوحة التصوير والجرافيك الى الأعمال الفنية المركبة والتى تتميز بالتجسيم تتنوع فيها اللمسة من التشكيل المجسم الذى يجمع بين رصانة الايقاع المعمارى .. واللون .. واحتشاد كل أشكال الفنون البصرية .. وقد بلغت مشاركات صقر فى المعارض الجماعية مع المعارض الخاصة التى أقامها أكثر من 50 معرضا فى مصر وخارجها .. وهو يستعين فى أعماله بوسائط عديدة معاصرة تؤكد على معنى الحداثة مثلما نرى فى لوحاته الزيتية والتى استخدم فيها تذاكر القطارات .. وجعلها تتميز بذلك الحس الدرامى الذى يأخذنا إلى أعماق وآفاق جديدة .

وفى معرضه الذى أقامه عام 2008 قال عنه الفنان والناقد الراحل أحمد فؤاد سليم: «أحمد صقر صديق فى الفن والإنسان .. نتشارك فى النفس مهما اتسعت المسافة .. وقد حفزنى هذا المعرض وأثار ذكرياتى حين كان يخطو هذا الفنان الموهوب خطوة الى الحداثى الأول .. كان هو مثلما عرفته اليوم وسابقا .. يرى العالم بنظرة حديثة.. كما نرى فى هذا المعرض الجميل».

والفنان صقر يقوم بتجاربه فى الابداع وسط أبنائه ومن هنا نجد ابنته الكبرى رنا «سبع سنوات» وهى بالسنة الثانية الابتدائية ترسم بطريقة تنم عن موهبتها المبكرة.. أما أخيها عبدالرحمن بالسنة الأولى الابتدائية فهو وبشكل تلقائى يستفيد من الايقاع ومنطق التشكيل الذى يقدمه والده .. مما يعكس نوعاً من التفاعل وتواصل الأجيال .. ونحن نتمنى أن يكون تواصلا وتفاعلا بين مدرسى ومدرسات التربية الفنية مع أبنائنا من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى المراحل التعليمية المختلفة.. خاصة وللفن أكثر من وظيفة مع الارتقاء بالذوق والتذوق .. بما يجعل الأطفال يعيشون عالما من الابتكار بعيدا عن العنف والتصارع .. ونحن نتمنى أن يكون هناك وعى بين أولياء الأمور أيضاً يساهم فى تشجيع النشء على الاهتمام بالرسم .. مثل المواد الأخرى .. من أجل خلق جيل يعى المعنى الحقيقى للفن الذى يعد جوهر الحضارات الإنسانية.