عزيزتي حواء لك كل الحق أن تخافي علي أبنائك فهناك شبح لم يعد يهدد شبابنا فقط بل أضحي يهدد أطفالنا ايضا ألا وهو المخدرات التي أصبحت تصل إلي أطفالنا مثلما تصل للكبار، وفي دراسةخطيرة للدكتورة ليلي عبدالجواد أستاذة علم النفس من صندوق مكافحة الإدمان والمخدرات أكدت تدني سن إدمان المخدرات بين الفتيات الأطفال إلي 11 عاما وتدني سن المدخنات من الأطفال إلي 9 أعوام، التقينا بالدكتورة ليلي عبدالجواد والتي حدثتنا عن هذه الدراسة قائلة:

النسبة للفتيات وجدت معظمهن بدأن التدخين من عمر 9 سنوات حتى وصلن إلى إدمان المخدرات فى عمر 11 سنة وظللن يتعاطين المخدرات حتى سن الــ15، وعندما بحثت بعض الحالات وجدتهن يتعاطين كل أنواع المخدرات، وذكرت لى كل فتاة إنها تعلمت من زميلتها التى أعطتها «برشامة» فى أول الأمر ثم تطور الموضوع إلى تدخين الحشيش والبانجو، وعندما بحثت كيف وصلت هذه المواد الى الأطفال اكتشفت أن بعضها قد وصل من خلال زملاء الدراسة والأصدقاء والصديقات والبعض كان يحصل عليها من بعض الأكشاك فى الشارع. وتوصلت إلى الأسباب التى دفعت هؤلاء الفتيات الصغيرات إلى الوقوع فى شباك الإدمان، فالغالبية العظمى منهن تعانين خللا فى الأسرة وصراعات بين الأم والأب ويسود جو من عدم الشعور بالأمان والثقة داخل المنزل، والبنات على وجه التحديد لا يتحملن الخلافات والمشاكل لذلك يحالن الهروب من هذا المناخ السلبى فيلجأن إلى الصديقات اللواتى يضللهن ويوقعهن فى شباك الإدمان ويكون الإدمان من وجهة نظرهن هو الحل التكييفى للعيش فى مثل هذا المناخ السلبى.

أما السبب الآخر فهو الإهمال والتسيب حيث لا يوجد من يوجه هؤلاء الفتيات أو يرشدهن فيشعرن أنهن مهملات فى الأسرة فيبحثن خارج البيت عمن يهتم بهن ويسأل عنهن وعادة ما يكون هؤلاء الناس غير ملائمين ويكونون هم سبب وقوعهن فى الإدمان.

والسبب الثالث هو الإنفاق على الأبناء ببذخ وإعطاؤهم عقودا كثيرة دون تعليمهم تحمل المسئولية فمن المفروض أن أعلم أولادى تحمل المسئولية فمن المفروض أن أعلم أولادى ماذا يفعلون بالنقود مثل توجيههم لشراء الكتب ومشاهدة السينما والمسرح والمشاركة فى الأنشطة الاجتماعية والرياضية. وأنبه إلى ضرورة اهتمام الأسرة بالنشاطات والهوايات وخصوصا فى مراحل الطفولة والمراهقة حتى لا ينصرف الأطفال إلى تضييع الجهد والمال فى المخدرات.

أما السبب الرابع فهو عدم وجود نموذج أو قدوة فى العائلة يمكن أن يحتذى بها الطفل، فماذا يتوقع الأب الذى يتعاطى المخدرات أمام أبنائه وبناته، يجب أن يتوقع أن يقلده الأطفال ويتعاطون المخدرات مثله، لذا أنبه إلى ضرورة الحذر أمام الأبناء فى التصرفات وعدم التدخين أو تعاطى المخدرات أو شرب الكحوليات أمام الأطفال لأنهم يقلدون الكبار، ووجدت أن أحد أسباب إدمان الفتاة للمخدرات هو شعورها بتفضيل أخيها عليها فى المنزل حيث شكت لى إحداهن بعدم وجود عدالة فى المعاملة من قبل والديها بينها وبين أخيها ولذا شعرت بالحرمان العاطفي والمادى الأمر الذى دفعها إلى تعاطى المخدرات.

أما السبب الخامس والأوضح فهو أصدقاء السوء لذا ينبغى على كل أم أن تعرف صديقات وأصدقاء ابنتها، وأن تلاحظ ابنتها وشكلها وصحتها العامة فإذا شكت فى دخولها دائرة الادمان عليها الاتصال بالخط الساخن للصندوق رقم (16023).

مسئولية المدرسة أيضا

وتعلق الدكتورة سهير لطفى رئيس مجلس ادارة صندوق مكافحة الادمان السابقة وأستاذة علم النفس على هذه الدراسة قائلة: لقد قمنا بعمل دراسة عام 1999 على طفل مدمن كان عمره 10 سنوات ووجدنا أن إدمان المخدرات كان منتشرا بين الاطفال الذين يعملون فى الورش، أما الآن فقد اتسع الموضوع وأصبح يشمل فتيات مدارس وبنات أسر متعلمة ومثقفة، ونقف هنا عند تعريف الادمان:

وهو المداومة على أخذ مادة بعينها لا أستطيع أن أفكر أو أتحرك أو أتكلم إلا عند تعاطيها، مع العلم أن الاعتماد على هذه المادة يدمر العقل والقلب معا ويؤدى فى النهاية إلى انهيار الانسان، والأهم والأخطر من الادمان هو مراحل ما قبل الادمان التى يجب أن تنتبه لها الأسرة ففى المدارس يدعو الزملاء بعضهم البعض إلى تجربة البانجو فمن المائة طالب يمكن أن يجرب 15 طالبا، وسوف يتعب من التعاطى فى مراحله الأولى 7 طلاب سيظل هؤلاء السبعة يتعاطون فى المناسبات فقط بينما يقع اثنان منهم فى دائرة الادمان المستمر.

والمشكلة الحقيقية أنه لا توجد نسبة محددة ولا أرقام حقيقية تشير الى حجم المدمنين وأحيانا يدخل هؤلاء الاطفال تحت أسماء مستعارة ولما قمنا بالتوعية والتثقيف زادت صراحة الاطفال وأصبحوا يصرحون للشرطة بادمانهم وكيفية حصولهم على هذه المواد، وأنا أحمل المدرسة أيضا مسئولية تعاطى الأطفال للمخدرات حيث أنه تسود ثقافة القطيع داخل المدارس كما أن برامج المدرسة مهتمة بالعملية التعليمية فقط وفقدت دورها التربوى، ناهيك عن بعض الآباء الذين فقدوا القدرة على مجاراة الأطفال فى أفكارهم، فينبغى إعادة تربية الأم والأب لمواجهة المستجدات الجديدة، ومشكلة الادمان بالنسبة للفتيات بالذات كبيرة جدا لأن الفتاة في ثقافتنا الشرقية مصونة، وهذا الاطار يكسر فى الادمان فلا تعود البنت مصونة كما هو مقرر لها فى ثقافتنا العربية.

وأنا أدعو كل أم إلى تفتيش ملابس ابنتها أو ابنها الطفل وحقيبة مدرسته دون أن يعلم والنظر في وجهه ومتابعة حالته الصحية، حتي ندرك الأمر فى أوله قبل أن يقع ضحية للإدمان والمخدرات .

الإدمان في الطبقات العليا

ويحمل الدكتور إبراهيم عز الدين أستاذ علم النفس الاجتماعى الاعلام مسئولية كبيرة فى إدمان الأطفال ويقول: لقد لعب التليفزيون والدراما التليفزيونية دورا خطيرا فى تعليم الاطفال المخدرات فلا يكاد يخلو فيلم من وجود بطل يتعاطى المخدرات أو يشرب الخمور أو يدخن وطبعا يقلد الطفل كل ما يراه أمامه، ومن الجدير بالذكر أن إدمان المخدرات قد انشتر فى الفترة الأخيرة بين أطفال الطبقة الفنية فى مصر حيث ينشغل الأب بالبيزنس وتجميع الأموال، والأم بنفسها وبالصديقات تاركين الأبناء الى المربية التى قد تكون من دولة أجنبية فلا تدرك أسس التربية على القيم الأخلاقية والدينية المعروفة في مجتمعنا ويأخذ بعض الأبناء والبنات السيجارة تقليدا لأمهم أو أبيهم.. من منطلق أنها مظهر من مظاهر الرقى والتقدم مثلما انتشرت الشيشة بين بنات الطبقة الراقية اللواتى كن يعتبرنها مظهرا من مظاهر التحضر والرقى.

 

 

المصدر: سمر عيد - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,725,571

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز