اعترافات خاصـة جـدا
زوجى
كل حياتى !!
كتبت :نجلاء ابوزيد
بمجرد وصولي لبيتي أدور في فلك زوجي لأحقق رغباته وأوامره أشعره أنه سي السيد وأنني الست أمينة وبالرغم من إدراكه الكامل لحجم عملي ومكانتي إلا أنه حريص معي أن يكون لبيتنا المكانة الأولي .
كانت هذه عبارات رددتها علي أذني سيدة مرموقة خلال استعراض قصة نجاحها ووصولها للقمة في مجالها
وقد استوقفنى ما قالته فطرحته للمناقشة.. كيف تنجح المرأة فى عملها وتعيش سيدة بمعنى الكلمة فى بيتها؟!
ولاء عادل - مدرسة إنجليزى - أعتقد أن المرأة الذكية هى من تشعر زوجها أنه الأول فى حياتها وأن عملها أيا كان حبها له أو ما يحققه لها من ربح يأتى بعده وهذا شئ طبيعى فتوفير المناخ العائلى فى البيت مسئولية المرأة فمثلا أنا قد أكون مرهقة جدا وجائعة جدا وأعرف أن زوجى سيتأخر إلا أننى أنتظره لنتناول الطعام معا فالأكل لا يكون له طعم بدون وجوده، فالعلاقة الزوجية لا يمكن أن تحسب بالورقة والقلم لكنها مشاعر وأحاسيس تبدأ من المرأة ويتجاوب معها الرجل.
السيدة عزة - رئيس قطاع بإحدى الهيئات العامة - تقول : بمجرد عودتى للبيت أنسى العمل تماما وأصبح مثل أى ربة بيت وهذا الأمر يرهقنى ذهنيا لكن يشعرنى بسعادة كبيرة ففى البيت القرار لزوجى بعد مناقشة مشتركة وإذا تأخر أظل بدون طعام حتى يعود وتحديد موعد ومكان المصيف يحدث بعد أخذ رأيه ومعرفة ظروفه فى المواعيد وهذا يجعله عونا لى فى القيام بكل أعباء البيت فقد تزوجت منذ عشرين سنة وتعلمت أن إشعار الرجل أنه المسئول الأول عن الأسرة شئ ضرورى لاستمرار الحياة الزوجية بنجاح بالإضافة إلى أننى كامرأة أحتاج للشعور بأن هناك من يقف بجوارى ويدعمنى فى البيت.
وبالرغم من أن زملائى بالعمل ومن أترأسهم يروننى امرأة حديدية وأحيانا قاسية إلا أن الجميع يعلم أننى لا أناقش أمور العمل فى البيت وأن زوجي هو الأول وإذا قرر أن آخذ أجازة من عملى سأنفذ رأيه بعد مناقشة الأسباب، لأنه سر نجاحى فى العمل بدعمه الدائم لى.
تختلف معها السيدة مروى حسين - مهندسة - حيث ترى أن الحياة بكل أعبائها تجعل لكل من الزوج والزوجة حياته الخاصة حتى داخل البيت وأن الزوجة لا تستطيع أن تربط حياتها وقراراتها الخاصة بعملها وحياتها بظروف زوجها وطالما تزوج من امرأة عاملة فعليه إدراك أن وقتها ليس كله ملكا لبيتها لكن هناك طموحا خارجيا وأعباء عليها القيام بها وأضافت أنها تعود للبيت قبل زوجها لتجهز الطعام وتتناوله مع أولادها لتستطيع أن تأخذ قسطا من الراحة لتكون جاهزة للمذاكرة ليلا فى الشتاء وللذهاب لتدريبات النادى فى الصيف وعندما يعود يجهز الطعام لنفسه، فالأعباء والمسئوليات جعلتنا نعيش كلا فى عالمه الخاص ولا نلتقى إلا فى الإجازات وإن كان وقتها يفضل الخروج مع أصدقائه ويتركنا لعالمنا الخاص فى البيت !!
عبير عادل عوض - ربة بيت - تقول : أى امرأة ملكة فى بيتها تعيش فى فلك زوجها تفعل كل ما يريد وفى المقابل يلبى لها كل احتياجاتها فالزواج أخذ وعطاء وحكاية الشخصية المستقلة وكل طرف له حياته فهذا غير منطقى فطالما قبلت السيدة الزواج فعليها أن تتعلم كيف تشارك زوجها فى حياتها.
نشوى تحكى قصتها قائلة : تزوجت من زميلى فى العمل واتفقنا على أن نحافظ على صداقتنا التى بدأناها منذ سنوات وأن يكون لبيتنا أسراره الخاصة وألا نسمح لحياتنا العملية أن تأخذنا من أسرتنا التى كوناها بالحب وفعلا كان الأمر صعب فى البداية لكننى كنت حريصة على النجاح فى بيتى، والوقوف بجوار زوجى وأننى وراء نجاحه وأساعده فى التركيز حتى يكون الأفضل فنحن أصدقاء وزملاء وأزواج وليس عيبا أن أعيش فى فلكه طالما يقدر ذلك ويكفى أننى إذا شعرت بصداع آخذ اجازة ليخدمنى طوال اليوم أنا وأولادى.. ألا تستحق هذه المعاملة أن أدور فى فلكه.
لكن ما هى آراء الرجال وهل فعلا يشعرون أنهم كل حياة زوجاتهم ؟!
سعيد طه - موظف - يقول : زوجتى ربة بيت وبالرغم من ذلك أشعر أنها دائما مشغولة وتضبط مواعيدها وفقا لمواعيد أسرتها لا مواعيدى أنا وإذا طلبت ذلك تقول إنني بذلك استعبدها وأن زواجنا لا يعنى أن تربط حياتها بى فهى تحب قضاء فترة بعد الظهر فى الشراء عن البقاء معى فى البيت !!
يختلف معه فؤاد صادق - موظف - قائلا : أعمل وزوجتى فى نفس المكان ونعود للبيت معا لكننى أشعر أنها وصلت قبلى فكل شئ يتم تحضيره بحيث نصل لنتناول الطعام مع الأولاد وننام ثم نصحو لنساعد الأولاد فى المذاكرة خلال الدراسة أو نرتب لأى تمشية أو زيارة عائلية قريبة وقبل النوم يجب أن نشرب الشاى فى البلكونة ليتحدث كل منا عما بداخله للآخر.. فزوجتى نعمة من السماء فيها المودة والرحمة وكل هذا وهى تشغل مركزا قياديا فى إدارتها لكن الأمور بيننا مستقرة لأنها زوجة تفهم يعنى إيه بيت وزوج وعائلة .
وتعليقا على ما قيل تحدثنا مع د. مديحة الصفتى - أستاذ علم الاجتماع - فقالت : أى علاقة زوجية ناجحة يجب أن تقوم على المودة والرحمة وتفهم كل طرف للآخر ومحاولة إرضائه والاقتناع بأن أى تنازل قد يقوم به للآخر ليس تنازلا لكنه ذكاء لكسب الآخر على المدى الطويل.
والمرأة الناجحة فى عملها على عكس ما يعتقد البعض هى أيضا ناجحة في بيتها وهذا يدفعها للنجاح فى العمل لكن الإعلام للأسف رسخ فكرة خاطئة عن الاستقلال والتميّز والنجاح أما الواقع فله رأى آخر فالمرأة الذكية لا تخسر زوجها لمجرد أن تثبت استقلالها وأنها ليست محتاجة لأحد كذلك ليس عليها الدوران فى فلكه وفقد هويتها لتحظى بحبه لكن عليها أن تتفهم احتياجاته كرجل ، وكل رجل يختلف عن الآخر، وأن تحرص دائما على إشعاره بأهميته كإنسان فى حياتها وليس مجرد كونه مصدرا للدخل وإنها طالما تحقق دخلا مثله أو أعلى منه أحيانا فإن احتياجها له ليس أساسيا، فالمرأة التى تبحث عن السعادة الزوجية تهتم بإيقاظ المشاعر الجميلة بينها وبين زوجها طوال الوقت فتتذكره فى المناسبات بهدية وتشعره بأن حبها له لا يقل وسط انشغالها بعملها، فهناك أمور بسيطة جدا فى الحياة الزوجية والحرص على القيام بها يقوى العلاقة بشكل حقيقى فتناول الطعام معا شئ مهم، صنع أصناف يحبها الزوج ولو على مدد متباعدة ، شراء برفان يحبه، حب الزوجة لزوجها شئ ضرورى حتى تسير حياتها الزوجية بهدوء.
ساحة النقاش