بدأ فى الإسكندرية وتتوالى المحافظات

برلمان "الظل"دائرة ضوء نسائية

كتبت :سمر الدسوقي

برلمان نسائي موازِ لمجلس الشعب ويباشر معظم مهامه بل يكون له دور فى محاسبة أعضاء البرلمان الأصلي ومتابعة مايقومون به من جهود ، هذا بجانب تأهيل النساء لممارسة دور فعال في الحياة السياسية المقبلة بما يتناسب ومكانتهن ووضعهن في المجتمع .

كل هذه الأهداف وغيرها الكثير كانت الدافع وراء تبنى نساء الإسكندرية لفكرة تأسيس برلمان نسائي يلعب هذا الدور ، بل ويشكل كيانا يحتذي به في سائر محافظات الجمهورية فيما بعد ..

ومعهن حاولنا أن نتعرف علي طبيعة هذه الفكرة ومرجعياتها القانونية والدستورية، وما يمكن أن تلعبه من أدوار في إطار تأهيل نساء مصر لمباشرة حقوقهن السياسية في المرحلة المقبلة .. والأهم من هذا وذاك هل يمكن أن يتحول هذا الكيان الموازي لكيان معترف به وقائم بالفعل علي نطاق جغرافى أوسع..؟؟ 

فى البداية تقول عايدة نورالدين - رئيسة مجلس إدارة جمعية المرأة والتنمية بالإسكندرية، والتى تعد النواة لبداية هذه الفكرة - «البداية تعود لمتابعتنا لأوضاع المرأة المصرية بعد ثورة 25 يناير ، والتى شهدت تردياً واضحاً ، فعلى الرغم من مشاركة المرأة فى أحداث هذه الثورة منذ بدايتها وحتى الآن بكافة الوسائل ، نجد أنها لم يتم إشراكها فى لجنة إعداد الإعلان الدستورى ، بعدها ومع بدء الاستعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية تم إلغاء نظام الكوتة والذى بذلنا جهوداً مضنية كنساء مصريات معنيات بشأن المرأة ، للمحافظة عليه ضماناً لتعزيز حقوق وتواجد المرأة فى البرلمان ، ثم اكتمل الأمر بما حدث عند إجراء الانتخابات بشكل فعلى ، حيث تم وضع النساء المرشحات فى أغلبية قوائم الأحزاب فى ترتيب متأخر ، ولم يعلن عن أسماء الكثيرات منهن - نتيجة لهذا الوضع - فى الدعاية الانتخابية ، وكأن وجودهن على هذه القوائم يعد مجرد تحصيل حاصل ، وأخيرا كانت نتائج المرحلة الأولى والثانية للانتخابات والتى جاءت مخيبة للآمال بالنسبة لوضع وتواجد المرأة بشكل كبير داخل البرلمان ، حيث اختفى التواجد النسائى تماماً فى العديد من المحافظات ومنها محافظة الإسكندرية ، كل هذا جعلنا نشعر بالخوف بل والقلق على وضع المرأة المصرية بل ونستشف أن هناك نوعاً من الإقصاء لها على الساحة السياسية فى المرحلة المقبلة، وبالتالى ولدت فكرة هذا البرلمان لكى نضمن مشاركة وقيام نساء الإسكندرية ، واللاتى لم يفزن ولم يتواجدن بالبرلمان المقبل ، فى برلمان يضم ويفتح أبوابه أمام كل نساء الإسكندرية من كافة المناطق وكافة الفئات ، ويكون له دور فى متابعة ومراقبة وتقييم أداء أعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية الذين سيمثلون المحافظة تمهيداً لمحاسبتهم محاسبة شعبية سواء محلياً أو دولياً ، هذا بجانب إعداد مقترح مشروعات بقوانين تلبى الاحتياجات المجتمعية .

تدريب سياسي للنساء

وعن تجربتها الشخصية فى المشاركة بل والتأسيس لهذا البرلمان وما تطمح فى تحقيقه من أهداف خلاله ، تقول الناشطة الحقوقية رحاب يحيى أبو العلا: أعمل فى مجال حقوق المرأةا والدفاع عنها منذ أكثر من اثنى عشر عاماً من خلال مؤسسات المجتمع المدنى وغيرها، وقد كانت لى تجربة للترشح فى انتخابات مجلس الشعب الحالية بالدائرة الثانية بمحافظة الإسكندرية ، نتج عنها بالطبع كغيرى من نساء المحافظة عدم الفوز ، فقد كان التواجد والتمثيل للأحزاب المعروفة وللمرشحين الرجال والذين كان ترتيبهم على قوائم الأحزاب فى المقدمة ، لذا فكرنا جميعاً فى التعاون جنباً إلى جنب مع غيرنا من التحالفات والجمعيات النسائية ، وكذلك النساء العاديات المهتمات بالمشاركة فى الحياة العادية ، فى الاستمرار فى القيام بدورنا لخدمة هذا المجتمع سواء كنا داخل برلمان رسمى أو من خلال برلمان موازِ .

هذا بجانب أن يكون لما لايقل عن 25 سيدة على مستوى كافة محافظات الجمهورية تواجد ودور فعال داخل اللجنة التأسيسية التى ستعنى بوضع الدستور ، حتى لايتم الاستمرار فى تهميش النساء فى كافة سبل الحياة والمشاركة السياسية كما يحدث مؤخراً .

توعية

وعن بدء هذا البرلمان فى ممارسة عمله بشكل فعلى ، وطبيعة مايضمه من أعضاء حتى الآن ، تقول حنان عوض إحدى المؤسسات له : لقد كانت بداية فكرة هذا البرلمان تعود بصورة أو بأخرى إلى ضرورة توعية النساء العاديات أيضاً - بجانب الأسباب الأخرى لتأسيسه - بكيفية اختيار مرشحيهم فى مجلس الشعب ، فأعداد ليست بقليلة من النساء - كما لاحظنا من خلال متابعتنا للانتخابات فى مرحلتيها الأولى والثانية- كنّ يذهبن للانتخاب دون أن يكون لديهن دراية كافية بكيفية اختيار المرشح الذى يعبر عنهن ، ولذا فمع إعلاننا عن تأسيس هذا البرلمان ، حاولنا أن يضم نساء محافظة الإسكندرية من كافة المناطق ومن ربات البيوت لأساتذة الجامعة، وكذلك من المناطق الريفية للشعبية فالمدينة ، حتى نستطيع أن نلعب دوراً فى توعيتهن وإعدادهن للمرحلة السياسية المقبلة ، بخلاف ما سيلعبن من أدوار فى هذا الشأن، خاصة وأن بعضهن سيكون له دور فى الشأن السياسى ، وسيطرحن من خلال هذا البرلمان مايخص منطقتهن من قضايا ، بل وسيراقبن ويحاسبن أعضاء البرلمان الحالى المنتخبين ، وحتى الآن قمنا بعقد مائدة مستديرة ضمن أنشطة وفاعليات برلمان النساء ، عن حقيقة دور النساء فى لجنة صياغة الدستور المصرى المقبل .

مشاركة رجالية

وتؤكد مريم على استشارية جمعية المرأة والتنمية وعضوة البرلمان النسائى على أن البرلمان سيضم أيضاً عناصر مشاركة من الرجال بما يدعم دور وتواجد المرأة بل ويعد واجهة حضارية تعبر عن إيمانها بضرورة تكامل كافة فئات المجتمع لخدمة الوطن وقضاياه ، كما أن مرجعيته ستكون مبادئ الشريعة الإسلامية، بل والإيمان بأن دور المواطن ومشاركته فى خدمة مجتمعه بل وتأثيره لابد وأن يكون - كما أثبتت ثورة يناير - أكثر قوة وتأثيراً من دور أى كيان سياسى، لأن المواطن هو من يختار مجلس الشعب وليس العكس ، وبالتالى فمن حقه أن يراقب أعمال أعضائه ويقوم أداءهم بل ويواجههم بالوعود والبرامج الانتخابية التى قطعوها على أنفسهم كلّ أمام دائرته ، هذا بجانب أن يرصد له احتياجات هذه الدائرة بل ويتكامل ويتعاون معه فى تلبية هذه الاحتياجات ، وهو ماسيعنى البرلمان النسائى بتحقيقه فى المرحلة المقبلة .

 

المصدر: مجلة حواء -سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 700 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,877,822

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز