رجل أفسدته امرأة: ابن أمه

كتبت :نجلاء أبوزيد

أحمد خالد ، عمرو يحيى مش مهم الاسم .. المهم المعاناة التى يعانيها بعض من هؤلاء الرجال بسبب أمهاتهم اللائى جعلنهم بمثابة لعبة فى أيديهن يمين يمين ، شمال شمال .. وبين حب الأم وطاعتها من ناحية والخوف من غضبها من ناحية أخرى تضيع الشخصية وتضيع معها أحلام الحياة والمتسقبل.

وحول هذه المشكلة التى يعانى منها بعض الرجال كان هذا التحقيق لنعرف كيف يشعر ابن أمه وكيف يراه الآخرون وكيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة الذكورية النسائية الأساس!!

محمد خالد تحدث قائلاً: أعتقد أنه كلما كانت شخصية الأب ضعيفة والأم هى المتحكم والمسيطر كلما كان أولادها الذكور ضعاف الشخصية وغير قادرين على اتخاذ أى قرار مصيرى بدون رأى الأم وقد قابلت فى حياتى بعض هذه النماذج لكن للأسف لا ننسجم لأننى بطبعى مستقل حتى بعد زواجى لا أسمح لزوجتى بالتدخل فى كل القرارات فالرجل هو الأقدر تحديداً لما هو فى صالح الأسرة ومن يمشى وراء النساء سواء أمه أو زوجته يضيع الأسرة كلها.

> يحيى - موظف - يحكى أزمته قائلاً: أعيش وسط شقيقاتى الثلاث وأمى ويعتبروننى رجل البيت منذ وفاة والدى ولا أنكر أنهن يدللننى بشكل مبالغ فيه فملابسى تكوى وما أطلبه من طعام يجهز لكننى وصلت للخامسة والأربعين ولم أتزوج والسبب كما تقول كل من تفسخ خطبتى لها أننى ابن أمه وأن أمى تتفنن فى تطفيش العرائس لأظل رجل البيت.

> أشرف عبد العزيز - موظف - يقول: يعنى إيه ابن أمه كلنا أولاد أمهاتنا لكن البعض له شخصية والبعض الأخر مالوش واللى النهاردة بتحركة أمه بكرة تحركه مراته وقد كان عندى زميل فى الدراسة كانت أمه تتدخل فى كل شىء وكان «غلبان قوى» لا يرفض لها أمراً وبالرغم من أننى لا أعرف أخباره الأن لكنى على ثقة أنه لايزال مطيعا لتعمليات أمه ولا يأخذ أى قرار بدون استشاراتها أما بالنسبة لى فأنا أحترم أمى ولكن أفضل أن تكون لى حياة خاصة فخوفها الشديد على قد يجعلها ترفض كل ما أريده والأفضل أن تدرك أننى كبرت وأصبحت رجلاً ويجب أن أعيش حياتى بطريقتى.

> ويقول هانى سيد - موظف - دائماً أحرص على عدم إغضاب أمى لكن هذا لا يعنى أن أكون مسلوب الإرادة وقد ربتنى أمى على أن أتصرف كرجل منذ صغرى وأن أتحمل نتيجة تصرفاتى ، ولذلك أعترف لها دائما بفضلها على فى كل نجاح أحققه فى حياتى الخاصة أو العملية.

> بندقة أو محمد يحكى تجربته قائلاً: أبلغ من العمر 35 سنة ، مازالت أمى تنادينى بدلع «بندقة» وخطبت ثلاث مرات وبسبب تدخلاتها يفشل الارتباط وأقنعها والدى كثيراً بالتوقف عن تدليلى لكنها ترفض وتحرجنى بشدة أمام زملائى فى العمل عندما يتصلون فى البيت وفكرت فى السفر وترك مصر لكننى أتراجع أمام دموعها وتعهدها لى بالكف عن التدخل فى حياتى لكنها لا تمل من إفساد كل شىء أختاره وتشعر أنه يبعدنى عنها أحيانا للأسف أتمنى الموت لأتخلص من سيطرتها.

آراء الزوجات

وإذا كانت هذه هى ملامح المشكلة كما يراها الرجال فكيف تراها النساء من زوجات وأمهات

> السيدة نهى - موظفة - تقول: زوجى إنسان طيب ولا ينقصه إلا أن يتخلص من سيطرة أمه التى تحيل حياتنا لجحيم فهى تتحكم فى حياتنا من بيتها وعندما فكر فى الزواج بى وافقت لأننى موظفة ولى راتب.. بعد إنجابى رفضت أن أخذ أجازة رعاية طفل وأجبرت زوجى على وضع ابننا فى حضانة وعندما تأخر حملى الثانى بدأت تبحث له عن عروسة وهو يبكى لى معلنا عجزه عن فعل شىء وأراد الله وحملت وعند إلحاق ابنى بالمدرسة رفضت أن نلحقه بمدرسة خاصة وأصرت على حكومية وفكرت فى الانفصال لكن دائما أعود لأن زوجى طيب لكنه فعلاً ابن أمه.

تختلف معها السيدة ولاء محمد - ربة بيت - قائلة بعد زواجى دخلت معركة مع حماتى من منا يسيطر على زوجى والحمد لله بعد سنوات أصبح لا يطيع غيرى والحكاية باختصار أنها أفسدت حياتى منذ اليوم الأول لزواجنا حيث اختارت الأثاث ومكان الفرح ولأننى أحبه تحملت لكن بعد حملى وزيادة تدخلاتها تركت البيت وعاد لها واستمرت فى تحكمها فيه لكننى كنت أقابله وأبكى وأؤكد رغبتى فى العودة لبيتى ولكن دون سيطرة أمه وبعد محاولات وإصرار منى على حماية بيتى منها نجحت وانقطعت صلتها بى تماما حيث يزورها مع أولادى ولا تدخل بيتى وحياتنا مستقرة!!

للأمهات رأى

 وماذا عن الأمهات؟!

السيدة تهانى محروس تقول: الأم الذكية تحب ابنها بعقل ولا تسيطر على حياته حتى لاتخسره فماذا ستكسب إذا أصبح ابن أمه ولم يعد رجلاً قادراً على تحمل بيت وأولاد فالأم لاتعيش لابنها طيلة الوقت ويجب أن تعلمه أن يكون صاحب قرار وفى نفس الوقت دون أن يكون جاحداً أو تاركاً لها لمجرد أنه تزوج وأصبح رب أسرة .

وتختلف معها د . نجوى - أستاذ بأحد المراكز البحثية - قائلة:

طالما تعبت الأم وربت ابنها خاصة إذا كانت أرملة فيجب أن يظل حافظا لجميلها وألا يفضل الأخرين حتى لو زوجته عليها وألا يسافر أو يمشى وراء أصدقائه تاركاً نصائحها فالأم هى أكثر شخص يحب أولادها ويجب أن يقدروا هذا .

فليس جزاء الأم التى تعبت وربت أن تعيش بمفردها وألا يكون لها رأى فى حياة واختيارات ابنها وليقول الناس مايريدونه فالأم هى الأم وعلى ابنها إرضاؤها أولاً كما أوصانا الرسول .

وما بين هذه الآراء المختلفة والمتنوعة نتوجه للمتخصصين لنعرف الخيط الرفيع بين طاعة الأم وضياع الشخصية عــن ذلــك تـحــدثــت د. زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع قائلة : قد تسىء الأم أسلوبها فى التنشئة وتتفن فى ربط ابنها بها بحيث تضيع شخصيته ويصبح غير قادر على حسم أى أمر دون الرجوع لها وهكذا بإرادتها أو دون أن تدرى تدمر حياة ابنها لأن الحياة التى نعيشها تتطلب القدرة على التحدى والصمود واتخاذ قرارات مصيرية نابعة من رؤيتنا للأمور المختلفة لا رؤية غيرنا وغالباً هذه النوعية من الأمهات تكون فى حالة معاناة فى حياتها الزوجية وتعتبر الابن هو خط الدفاع ، غير مدركة لما ارتكبته وربما ينصحها الكثيرون لكنها لاتستمع لأنها فى الأساس تعانى مشكلات اجتماعية ، ونصحت بضرورة الأمهات بقراءة كتب التربية لتعرف خطورة القضاء على شخصية الابن وأن الأمر قد ينعكس عليها بالسلب هى شخصياً ، فمن تعود أن يعيش بلا شخصية أو قدرة على اتخاذ القرار يسلم زمام أمره إما لأمه أو زوجته وهنا قد تعانى الأم بشدة مما زرعته طيلة حياتها ، لذلك يجب ألا نضيع أولادنا سواء بإهمالهم أو إلغاء شخصياتهم .

> تتفق معها د . ليلى الموصلى أستاذ علم الطب النفسى بجامعة الأزهر قائلة : الشخص الذى لايستطيع أخذ قرار دون العودة لأمه أو غيرها شخص غير سوى نفسياً ولديه معاناة حقيقية فى علاقاته مع الآخرين وهو فى البداية لايكون مدركاً لما يعانيه بل يرى أنه مظلوم من المحيطين ويبدأ بسبب تدخلات أمه المبالغ فيها فى خسارة الأصدقاء ويعانى عدم القدرة على القيام بعلاقة عاطفية كاملة فدائما يتركه الآخرون ويعيش مكتئباً ، لديه إحساس بالرفض من الآخرين ولايجد غير الأم إلى جواره فيزداد ارتباطه بها وبعد فترة يدرك أن هذا الارتباط الزائد بالأم هو ما أفسد عليه كل حياته وهنا قد يتحول حبه الشديد لها لكراهية داخلية لايعبر عنها لكن يحدث خلل نفسى فى أحاسيسه تجاهها وحتى لاندخل فى كل هذه الأشياء يجب على الأم أن تعطى لابنها منذ طفولته الفرصة ليأخذ قراراته ويتعلم من أخطائه ويدير حياته.

المصدر: مجلة حواء -نجلاء أبوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1907 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,078,739

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز