أنصفها الاسلام وخذلتا التيارات الاسلامية
كتبت :محمد الشريف
الإسلام أنصف المرأة، وأعلي من قدرها لكن عن أي إسلام نتحدث؟! هذا هو السؤال الذي يتجاهله الكثيرون عند الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام. فالإسلاميين الجدد على إختلاف تياراتهم وحركاتهم تجاهلوا عن عمد تراث حضارة ألف عام منذ صدر الإسلام تمتعت فيه المرأة بأهلية كاملة كحاكمة وفقيهة وعالمة ومستشارة وعاملة وربة بيت بل، ومحاربة تحمل السلاح.
«حواء» قررت أن تعيد قراءة تاريخ المرأة في الإسلام، ونقلت رؤية الأحزاب الإسلامية الصاعدة لدور المرأة لتقف علي جوانب القضية
حالة من التخوف الشديد أصابت الكثير من السيدات حول مكانة المرأة ومكتسباتها بعد سيطرة التيارات الإسلامىة على المشهد السياسى، خاصة بعد ظهور بعض التصريحات التى وصفت المرأة بالجهل أو أن مشاركتها فى البرلمان مفسدة للديمقراطية؛ وغيرها من التصريحات التى تُسىء للمرأة التى كرمها الإسلام وأعلى من شأنها.
وعن سبب هذاالتخوف ترى إحدى الناشطات، أن التيارات الإسلامية نفسها هى من خلقت حالة الرعب لدى الناس، حيث انتهجوا منهجاً غير منطقى بدلاً من الخروج للإعلام وعرض البرنامج الانتخابى، ووعد الناس بحياة كريمة فى ظل استقرار أمنى واقتصادى، بعضهم يصرحّ بأن المرأة جاهلة، وفرض الحجاب علىها وغيرها من التصريحات التى كانت سبباً فى خلق هذه الحالة من التخوف الشديد.
وتؤكد د آمنة نصير أستاذة الفلسفه الإسلامية بجامعة الأزهر أن هذا التخوف ليس افتراضياً بل هو أمر ملموس على أرض الواقع، نلمسه فى نتائج الانتخابات البرلمانية السابقة حيث يقتصر دور المرأة فى البرلمان على عدد قليل من المقاعد .. فعندما ظهر أحد المشايخ ليصرح بأن حل الأزمة الاقتصادية وفراغ خزينة الدولة يأتى بالرجوع إلى زمن السبايا، فهل معنى ذلك العودة بالزمن للوراء لزمن الغزوات حيث سبى النساء؛ إن هذا الكلام حتى لو كان غير متزن إلا أن فى ظاهره إهانة للمرأة.
بينما يتعارض رأى د.هشام ابو النصر أمين حزب النور بالجيزة مع ما سبق مؤكداً أن السبب يرجع فى هذه الظاهرة إلى الإعلام المصرى وتصيّده للأخطاء ومحاولة تشويه صورة التيار الإسلامى بإثارة بعض القضايا الهامشية التى لا تأخذ إلا مقداراً ضئيلاً من اهتماماتنا مثل الخمور والمرأة وغيرها؛ فموقف الحزب واضح من المرأة التى كرمها الإسلام وكفل لها جميع الحقوق التى تحمى آدميتها.
أما جماعة الإخوان فيرى أحمد سبيع: أمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة أن هذا التخوف ليس له أساس من الصحة، فالحزب حريص على المكانة التى كفلها الإسلام للمرأة سواء على صعيد العمل الاجتماعى أم السياسى.
مؤكداً أن موقف الحزب من المرأة يعتبر رداً رادعاً لكل من يعتمل فى صدره تخوفاً على مكانة المرأة فى ظل حكم الحزب.
ويشير إلى أن عدد النساء اللاتى شاركن فى برلمان 2011 - 2012 يصل إلي أكثر من عشر مقاعد منها أربعة مقاعد لسيدات من حزب الحرية والعدالة..
العلم حق مكفول
«المرأة جاهلة بطبعها وأن الجهل لم يخلق إلا للمرأة» هكذا كان التصريح على لسان الشيخ أبو إسحاق الحوينى المرجعية لكثير من السلفيين فى مصر .
ويرد على ذلك د. هشام أبوالنصر أمين حزب النور بالجيزة ، قائلا: لم يقصد الشيخ المعنى الذى تناقلته وسائل الإعلام وإنما أراد أن يقول أن هذه آفة من الآفات التى توطدت فى المجتمع الإسلامى، فمجتمعاتنا تنظر للمرأة نظرة متدنية، تنظر إليها على أنها شئ ثانوى، جاهلة. مهمشة، ليس لها دور فعال. أما موقف الحزب فهو واضح وإلا فأين نحن من السيدة عائشة وهى التى روت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وعلمت المسلمين فكانت مقصداً لكل صاحب فتوى.
وعن الحرية والعدالة يؤكد أحمد سبيع أمين الإعلام بالحزب: أن من ينكر حق المرأة فى العلم فليس على علم بالشريعة الإسلامية ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، فقد حث على تعليم العلم ولم يخص به رجلا دون امرأة، والتاريخ يذكر لنا السيدة نفيسة حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى لقبت بنفيسة العلم.
وتدعم د. آمنة نصير حق المرأة فى تعلم العلم وتعليمه قائلة: «إن المرأة هى التى روت الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعملت فى مجال الفتوى أمثال السيدة عائشة والتى كان يقصدها كل طالب حديث.
العمل
نبدأ مع واقعة فى المنوفية حيث تم افتتاح مبنى جديد لمجلس الدولة. وتم نقل العاملين من الرجال إلى المبنى الجديد. ومنع دخول العاملات إليه بقرار من مفتش فرع المجلس بالمحافظة بحجة أنه لا يجوز اختلاط الرجال بالنساء، وتبين أنه سيتم إقصاء المرأة من مجال العمل، فأجاب: «يُسأل المفتش عن سبب اتخاذه هذا القرار، فالسلفيون فيهم المتشدد والمعتدل. فهو لا يعبر عن الحزب».
أما عن رأى الحزب فيؤكد، على أن من حق المرأة الخروج إلى ميدان العمل مادامت ملتزمة بالضوابط الشرعية.
ويؤكد أحمد سبيع أمين الحزب على احترام حزب الحرية والعدالة لحق المرأة فى العمل سواء الميدانى أم السياسى. قائلا: نحن فى مرحلة الجميع يتسابق فيها ويقدم أوراقه الرابحة، ويتنافس على كسب مساحة على أرض الواقع.
وتشير د. نصير إلى استحالة إقصاء المرأة من العمل بقولها: من يستطيع ذلك؟! فالمرأة على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بايعت وأعطت حق الأمان - وهى التى دافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الغزوات أمثال (نسيبة بنت كعب عندما توارى الرجال من حوله (صلى الله عليه وسلم) فى معركة أُحد.
وتؤصل د. نصير حق المرأة فى العمل بقولها (إن من عدل الشريعة الإسلامية للمرأة أن أعطاها ما أعطى للرجل فقال: «إنى لا أضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى..»
رئاسة الجمهورية
وعن موقف التيارات الإسلامية من ترشح المرأة للرئاسة والذى كفله القانون للمرأة. فيقول د. أبوالنصر حزب النور - أرى أن ترشح المرأة لتولى منصب رئيس الجمهورية لا يتناسب مع ثقافة أى رجل شرقى، وأريد من كل من يدعو إلى تفعيل هذا الحق أن يأتينى بخمسة نماذج من الدول الأوروبية التى تولت فيها المرأة منصب رئيس الدولة».
وعن تهميش المرأة يستنكر د. محمد الجبالى أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ما يدعو إليه بعض الأئمة من تهميش المرأة وعدم مشاورتها ووجوب مخالفتها: قائلا الإسلام حينما أمرنا بالمشورة والنصيحة لم يعين الرجال دون النساء، بل إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أشارت عليه إحدى زوجاته فى صلح الحديبية فأخذ برأيها وذبح هديه واقتدى به المسلمون.
القوانين الوضعية
ويؤكد د. صبرى محمد السنوسى، أستاذ القانون الدستورى بجامعة القاهرة. أن الدساتير والقوانين المتعاقبة كفلت حقوق المرأة بدءا من حقها فى العمل، وتولى المناصب العامة مرورا بحقها فى الترشح للمجالس النيابية.
وكان أقصى ما تمتعت به المرأة من حقوق فى دستور 1973 والذى تم تعديله عام (2007) ليسمح بمنح المرأة عدد (64) مقعدا من مقاعد البرلمان وهو ما تم فى انتخابات (2010) ولكن بعد تعطيل العمل بالدستور وصدور الإعلان الدستورى الأخير، فقد ألغيت النصوص وعادت الأمور لنصابها ليقتصر الأمر على المساواة بين الرجل والمرأة فى عدد المقاعد، كما منح المرأة البالغة 28 عاما حق الترشح للمجالس النيابية وهو ما نصت عليه المادة الأولى من قانون مباشرة الحقوق السياسية.... ولم يقتصر حق المرأة على حق الترشح للمجالس النيابية بل امتد ليصل للترشح لرئاسة الجمهورية وفقا للمادة (26) من الإعلام الدستورى
ساحة النقاش