لماذا الآن حركة لطلاب المدارس؟

كتبت :ماجدة محمود

أطلت علينا أخيرا حركة تطلق على نفسها «حركة طلاب مدارس مصر للتغيير» الحركة ظهرت للنور مع احتفالات ثورة الخامس والعشرين من يناير احتفاء بمرور عام على قيامها، أى أنها كيان وليد حديث لم يتعد عمره الشهرين بعد، خرجت من رحم مدارس مصر وبالتحديد طلاب مدارس التعليم الدولى «الأمريكى والإنجليزى» ثم انضمت لها مدارس اللغات والمدارس الحكومية، وأبرزها مدرسة السعيدية، والخديوية، مؤسسو الحركة شباب شاركوا فى ثورة يناير منذ اليوم الأول لاندلاعها، وظلوا طوال عام يفكرون فى تجميع أنفسهم فى كيان خاص بهم، يبرز حراكهم السياسى فى الشارع المصرى، وبنفس الأهداف التى خرج من أجلها كل مصرى «الحرية والعدالة الاجتماعية» يضاف إليها المحاكمات العادلة والناجزة لقتلة شهداء مصر، وأكثر ما أثار هذه الحركة «مذبحة بورسعيد» التى وقعت خلال مباراة «الأهلى والمصرى» وراح ضحيتها أكثر من (75) شابا من خيرة شباب مصر، شباب أعزل، آمن، ذهب ليشاهد مباراة رافعا علم ناديه وبلده، فعاد ملفوفاً بالكفن، مما أثر فى نفوسهم جميعا، خاصة وأن الشهداء من أصدقائهم المقربين.. الحركة تضم فتيان وفتيات تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 18 عاما، أرادوا من خلال حركتهم استعادة مشهد ثورة 1919م والتى شارك فيها الطلبة وكانوا وقوداً لها، وكذا الحركة الطلابية فى السبعينيات ودورها البارز المعارض لتردى أوضاع المصريين أثناء حكم الرئيس السادات .

وعلى ذكر مظاهرات الطلبة، نعود بالذاكرة إلى مشهد عام 1935م وبالتحديد يوم 13 نوفمبر والتى سميت «بانتفاضة الطلبة»، على أثر الاحتفال بعيد الجلاء، والخطاب الذى ألقاه ببريطانيا السير صموئيل هور - وزير الخارجية البريطانى وقتها - قائلا «نصحت بألا يعاد دستور 1923م لأنه غير صالح للعمل، ولا دستور 1930م لأنه لا ينطبق على رغبات الأمة». فما كان من المصريين الذين صدموا من كلامه . إلا أن قاموا بمظاهرات فى القاهرة، أعقبها فى اليوم التالى، مظاهرات طلبة «جامعة فؤاد» القاهرة حاليا، حيث تدفقوا وعبروا كوبرى عباس، فقابلهم البوليس وأطلق عليهم النيران، فسقط منهم شهداء، وظلوا هكذا لمدة أسبوع بعد أن وصلت المظاهرة لميدان التحرير، وانتهت المظاهرة بتحقيق المطالب وعودة العمل بدستور 1923م. الانتفاضة الثانية، فبراير 1946م، وخرجت لميدان التحرير، بعد فشل مفاوضات النقراشى باشا مع الإنجليز والذين رفضوا الجلاء عن مصر، فخرجوا فى مظاهرات سلمية، واضعين شارة برونزية دائرية على أكتافهم كتب عليها «الجلاء» وقتها خرجت سيارات الجيش البريطانى وصدمت المتظاهرين، فما كان من إسماعيل صدقى رئيس الوزراء، إلا أن قال : إن تدخل الأمن كان لحفظ النظام! عجبا!! التاريخ يعيد نفسه !! وأخيرا. مظاهرات حركة طلاب مدارس مصر للتغيير والتى خرجت يومى 11 و 12 فبراير 2012م ، لنفس الأسباب تقريبا، إن خروج الشباب جاء ليعبر عن رأيه، ويعيد للأذهان حراك الشارع المصرى عام 1919م، وإن كان الهدف مختلفا، ففى ثورة 19 خرج الطلبة ضد الإدارة الإنجليزية، الآن يخرج الطلبة ضد الإدارة المصرية، وهو ما نتوقف أمامه، ولكن الحركة أكدت على أن خروجها يهدف فى المقام الأول، لحرية التعبير عن الرأى، والمطالبة بالقصاص العادل، والحكم المدنى الذى ينشده المصريون جميعا، فتحية لأبنائنا أصحاب الفكر المستنير

المصدر: مجلة حواء -ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 587 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,660,739

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز