الطاعة العمياء

كتبت :مروة لطفي

 رغم إدمانى لقراءة أبواب المشاكل فى المجلات والصحف المختلفة إلا أننى لم أتصور يوماً أن أكون بطلة لإحدى تلك الأبواب، لكن عجزى عن الخروج من أزمتى دفعنى لذلك .. فأنا سيدة أبلغ من العمر 25 عاماً .. نشأت فى أسرة محافظة .. فكانت الطاعة العمياء هى القانون السائد فى بيتنا .. فلم أسمع يوماً أمى تخالف أبى فى الرأى أو حتى تناقشه فى أمر ترفضه .. كما كانت تردد دوماً إن طاعة الزوج هي طريق المرأة للجنة لذلك تعلمت من صغرى الهدوء والطاعة حتى أننى كنت مثالاً للفتاة الخجولة المؤدبة النادرة الوجود على حد قول المحيطين من أقارب ، جيران، وزملاء دراسة، لذا اقتصرت علاقاتى بالجميع على المعرفة السطحية وما أن وصلت إلى السنة النهائية بالجامعة حتى رشحتنى إحدى الجارات للزواج من أحد أقاربها .. هكذا تزوجت ولم أكن أعرف شيئاً عن ماهية العلاقة الزوجية سوى تلك الطاعة العمياء التى اعتقدت أنها البوابة السحرية لقلب زوجى ورضاء ربى كما علمتنى أمى .. وبالفعل .. كانت تلك الصفة سبباً لإعجاب زوجى فى بداية علاقتنا، خاصة بعد مروره بعدة تجارب عاطفية مع بنات استولين على قلبه بأفكارهن المتحررة، لكن لم تنجح إحداهن بإقناع عقله على حد قوله، على عكس براءتى التى أقنعته بى من أول يوم للقائنا وفقاً لما أكده..

فهل استمرت تلك البراءة فى قناعته بى؟!

لقد سئمها بعد عامين من الزواج بحجة أنه يريد امرأة تختلف عنه، فتمنح لحياته طعماً ومذاقاً بدلاً من طاعتى العمياء التى تشعره بأننى دمية يحركها كيفما يشاء .. حتى أنوثتى لم تسلم من اتهاماته فأخذ يشكك فيها مردداً «إننى باردة وغير متجاوبة معه فى العلاقة الحميمة» .. فهل طاعة الزوج أصبحت عيباً؟ وماذا أفعل حتى أكون امرأة مكتملة الأنوثة؟!

س.أ «العباسية»

- يقولون: الرجل يحب بعقله ويتزوج بعقلية أبيه، فعادة ما ينجذب الرجل لصاحبة الرأى ذات الشخصية القوية والتى تشغل ذهنه بغموضها وأفكارها المتحررة بينما يبحث عن صاحبة الشخصية الهادئة التى تستمع إليه وتطيع أوامره، تلك هى الإزدواجية التى يعانيها الرجل الشرقى وتشكو منها الغالبية العظمى من النساء وهو ما وقعت فيه وساعد عليه نشأتك المحافظة، لذا عليك باستخدام الذكاء الأنثوى للتعامل مع هذه الإزدواجية، فالرجل بطبيعته يمل من الرتابة ويهرب من المرأة الخاضعة التى توافقه على كل شئ ليحن قلبه إلى من تختلف معه أحياناً فيؤدى اختلافهما إلى اتفاق .. ولكى تكونى تلك المرأة عليك بمحاولة تثقيف نفسك من خلال القراءة ومتابعة وسائل الإعلام المختلفة، حيث يساعد ذلك على تبادل الأحاديث والمناقشات بينكما فضلاً عن ضرورة البحث عن اهتمامات وعلاقات اجتماعية مشتركة تجددان بها علاقتكما الزوجية..

أما بالنسبة لعلاقتكماالحميمة فتذكرى أن محاولة إسعاد زوجك وإظهار اشتياقك له ليس عيباً إنما يكمن العيب الحقيقى فى إهمال احتياجاته النفسية قبل الفسيولوجية..

فإذا ما نجحت فى تلبية تلك الاحتياجات تربعت على قلبه وتوغلت فى عقله.

وأدعو القراء للتعليق على تلك المشكلة من خلال موقع المجلة الإلكترونى:

ومضـــــــــــة

حـــــــــــــــــــــــب

الصفحة الأخيرة

انتهينا .. بهذه البساطة طويت آخر صفحة فى حكاية حبنا .. وكأن أيام عمرى التى سرقتها تحت مسمى العشق لم تكن سوى شيئا عابراً فى حياتك..

والكلمات والوعود .. والمواعيد .. كلها تفاصيل هامشية لا تستحق الوقوف أو التفكير فيها ولو لثوان، هل بهذه السهولة تغلق فصلاً كاملاً من حياتنا؟! .. وإذا كان الأمر على هذا النحو فلما لا تحتفظ به فى أحد أركان القلب بدلاً من تمزيق أوراقه وحرقها؟!..

وطالما اخترت طريق النار .. فلماذا تركت بقايا الرماد لتشعل بها جذوة كبريائى على أحاسيس أهدرتها مع شخص أسكنته قلبى وعقلى فغادرهما ورحل لمجرد شعوره بالملل؟!

أسئلة كثيرة تدور فى ذهنى ولا أجد لها إجابة، لذا قررت جمعها والقائها فى سراديب النسيان.. فهل أنجح مثلك فى كتابة فصل جديد من حياتى؟!

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,699,583

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز