المثقفون يقدمون..

خطة إبداعية لدعم الاقتصاد المصرى!

 

كتبت : مروة لطفي

ها هي شمس جديدة تشرق علي سماء مصر .. ليشهد العالم علي انجازات الثورة المصرية التي نجحت في إرساء الديمقراطية الفعلية، ليتولي حكم البلاد رئيس ثوري جاء بإرادة وأختيار الشعب .. ومعه بدأ كل في مجاله البحث عن وسيلة يشارك بها في مشروع النهضة .. «حواء» سألت نخبة من المثقفين عن المطلوب بالمجالات الابداعية للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني .. فكانت تلك السطور

بدايتنا كانت مع الكاتب لويس جريس الذى تحدث قائلاً: لا شك أن صناعة السينما جزء لا يتجزأ من اقتصاد مصر، حتى أن تلك الصناعة كانت الدخل الثانى لاقتصاد الدولة فى النصف الأول من القرن العشرين، لذلك أتمنى من الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها الاهتمام بهذه الصناعة باعتبار الفن من مصاد الاستثمار المضمونة وهو ما يؤكده تاريخ السينما فى العصور الماضية، حيث كان لمصر دور الريادة فى المجال الابداعى بكافة ارجاء الوطن العربى .. وقد لا يعرف الكثيرون أن مصر لعبت دوراً مهماً فى الدراما التركية فى أواخر الستينيات، حيث سافر الكاتب عبد الحى أديب والفنان فريد شوقى وغيرهم لعمل مسلسلات تركية. لهذا علينا إعادة الريادة للسينما المصرية من جديد، خاصة وأن لدينا آلاف من المتميزين فى قطاعات الفن، الإبداع، الانتاج الإعلامى والتليفزيونى..

وحتى ينجح هؤلاء فى المساهمة بابداعاتهم فى دعم الاقتصاد المصرى، مطلوب مجلس وطنى للإعلام يضم المثقفين. المبدعين، الإعلاميين بالتعاون مع مجموعة من الاقتصاديين بهدف تبادل الخبرات والآراء لوضع خطة مستقبلية من خلالها يصبح الإبداع أحد أهم مصادر الدخل الوطنى ..

تنوير العقول

وتؤكد المخرجة انعام محمد على أن مؤخراً قام مجموعة من المثقفين بالتجمع من خلال الجبهة الوطنية للابداع والتى جمعت مختلف ألوان الطيف من العاملين فى الفن، الحقل الأدبى، العلمى، رجال ونساء كلهم على قلب رجل واحد لكى يقدموا فكرا جديدا وعقولا مستنيرة لمصر الجديدة.

فقد لا تملك مصر ثروات بترولية وغيرها، لكنها تملك عقولاً مبدعة ومستنيرة فى كافة المجالات العلمية والأدبية لهذا أرى ان تخصيص جزء من ميزانية الدولة فى تنوير العقول وتشجيع المتميزين من بداية السلم الدراسى، ومن الطفولة إلى الكهولة يعد من الاستثمارات المستقبلية المضمونة .. فإبداع هؤلاء يساعد فى دعم الاقتصاد المصرى، فضلاً عن أهمية أفكارهم التنويرية فى فتح الطريق نحو المستقبل الذى نحلم به جميعاً لمصر، كى تأخذ مكانتها بين الأمم المتقدمة كما كانت رائدة دائماً فى العصور الماضية.

إذا اردت أن تجدد قيمة مجتمع ما .. فنقب عن انجازاته العلمية والأدبية .. بهذه الكلمات بدأت الكاتبة المتميزة ماجدة خير الله حديثها، وأضافت: إن الفن قوة ضاربة فى جميع مجتمعات العالم، لذا فهو يفرض نفسه دائما على الساحة فى كافة المناسبات العالمية .. وإذا كنا نتحدث عن دولة مؤسسات يكون فيها كل قطاع مسئول عن فئة معينة، فعلينا كمبدعين التوجه لوزير الثقافة لنطالبه بدعم السينما المصرية وحماية حرية الإبداع حتى يتسنى لهذا القطاع الهام المشاركة فى كافة المهرجانات الدولية، فضلاً عن دوره فى تحقيق عائد قومى من خلاله نرفع الاقتصاد المصرى..

دعم الثورة

وتؤكد الكاتبة وفية خيرى على الدور الذى لعبه كل من المثقفين والمبدعين والفنانين والإعلاميين فى دعم الثورة وانجاحها من خلال أفكارهم التنويرية، لذلك ترى أن حماية حرية الإبداع وفتح الطريق لنشر أعمال المبدعين الأدبية سوف يسهم فى جلب العديد من الاستثمارات إلى مصر .. خاصة أن الثقافة هى مرآة الشعوب .. فكلما انتشرت أفكارنا الإبداعية خارج نطاق حدودنا الجغرافية كلما جذبنا العديد للقدوم إلى بلدنا كى يتعرف علينا من قرب، ومن هنا تأتى أهمية الإبداع السينمائى والدرامى الذى يجلب السياحة وأموال المستثمرين.

أما الكاتب محمد صفاء عامر فيرى أن الإبداع يسهم فى صنع الحضارة المصرية .. حيث تقوم الدولة الديمقراطية على المبدعين والكُتاب، باعتبار أن أفكارهم هى التى تصنع الدولة العصرية ولولاهم تتحول الدولة إلى صحراوية، لهذا علينا اعلاء الثقافة المصرية لأن اعلائنا لها يرفع من شأن مصر ووضعها فى موقع الريادة الذى كان ولا يزال الوضع الطبيعى لهذا البلد العريق.

حرية الإبداع

بينما تؤكد الكاتبة الصحفية أمينة النقاش أن العديد من الدول الإسلامية تعتمد على الإنتاج التليفزيونى فى مواردها الاقتصادية الأساسية .. ولأن مصر تمتلك العقول المبدعة فضلاً عن دورها الريادى فى هذا المجال، فمن الأولى أن نسهم بأعمالنا الفنية فى دعم الاقتصاد المصرى .. لذا علينا حماية حرية الفكر والإبداع كذلك أتمنى البحث عن صيغة جديدة لملكية المؤسسات الصحفية الكبرى، بحيث نحافظ على حريتها من خلال فصل الإدارة عن الملكية وإلغاء تبعيتها لمجلس الشورى ولنأخذ نموذج «بى بى سى» فى الحسبان عند البحث عن تلك الصياغة الجديدة..

وتتفق إيناس خفاجى - محررة بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى - مع الرأى السابق وتضيف" الحرية الإعلامية هى البوابة السحرية لبث الثقة فيما يقدمه التليفزيون المصرى مما يسهم فى جلب عدد أكبر من المشاهدين والمعلنين، ويحقق إيرادات ترفع من دخل هذا القطاع .. ويساهم فى دعم الاقتصاد الوطنى.

 

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,731,354

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز