على الگورنيش
إفطار رمضانى.. بطعم المصيف
كتبت :منار السيد
الجو حار.. لا نستطيع تحمل جدار المنزل الذي يشع بالرطوبة والحرارة، النهار طويل والصيام لا يحتمل، وبالرغم من كل ذلك فالمصري دائما لديه الحل بأبسط التكاليف مع أروع متعة، فالمصري في رمضان يهرب من حرارة الجو وظمأ الصيام لتناول الإفطار خارج المنزل سواء كان في الحدائق المفتوحة أو علي وش المية علي الكورنيش
يقول الحاج إبراهيم عبدالمعطى - 58 عاماً - أفضل المجيئ إلى كورنيش النيل قبل مدفع الإفطار بساعة تقريبا لحجز مكان فلا يمكنكم تصور تكدس الناس والزحام خلال الشهر الكريم، واحرص على اصطحاب أسرتى ونحضر معنا الطعام والمشروبات وسجادة صغيرة ونفرشها على الكورنيش منتظرين انطلاق مدفع الإفطار لنشعر بجو من البهجة والسرورلا يوصف.
ويرى محمد توفيق - طالب - أن كورنيش النيل له طبيعة خاصة فى اجتذاب المواطنين العائلات والشباب، فبالنسبة لنا له مذاق خاص فى التجمع عليه أنا وأصدقائى والتنزه على جانبيه، ونلتقط الصور بخلفية النيل الرائعة والمناظر الطبيعية الساحرة، واقترح صديق لنا العام الماضى بتناول الإفطار على كورنيش النيل، ولم يسعنا الوقت، ولكننا قررنا هذا العام أن نخوض التجربة ونخصص يوما لتناول الإفطار على ضفاف النيل يقينا أنه سيكون جوا رائعا وإفطارا شهيا.
أما أمانى إدريس - مدرسة لياقة بدنية - فتقول كورنيش النيل جمع مختلف الطبقات، فليس فقط هو فسحة شعبية للناس البسطاء لكنه أفضل الأماكن للتنزه لجميع أفراد الشعب المصرى ولا فرق بين من يتناول الإفطار أو الطعام بشكل عام على بساط كورنيش النيل، ومن يتناوله فى المراكب الضخمة أو الفنادق المبهرة على الجانب الآخر من النيل، بالعكس فأرى أن المواطن البسيط الذى خرج من منزله لرمى حموله وهمومه فى النيل سيكون أسعد كثيرا مما ينظرون إليه عبر نافذات زجاجية أو من فوق أسطح عالية.
وتقول الحاجة أم مجدى - ربة منزل - اعتدنا فى رمضان تبادل الزيارات مع الأقارب والجيران بالاتفاق مع جيرانى وأقاربى على تحضير الطعام، وكل منا تتخصص فى طهى نوع طعام ونجتمع معاً ونذهب لتناول الإفطار على كورنيش النيل، فلا يوجد مكان يسعنا جميعا سوى بساط الكورنيش، لنتناول أشهى إفطار فى الهواء المنعش.
«السحور أحلى» هذا ما ذكره هانى صابر - طالب - حيث يقول أفضل شئ أن رمضان فى الأجازة، لأستطيع أنا وأصدقائى الاستمتاع بالسهرات الرمضانية، حيث تتنوع الخروجات والسهرات من الحسين وقهوة الفيشاوى لأحلى سهرات كورنيش النيل حيث نخرج بعد تناول الإفطار.
وتفضل السيدة ثريا - ربة منزل - تناول الإفطار خارج المنزل حيث تقول، أعد أنا وبناتى وزوجة ابنى الإفطار، نستعد قبل موعد الإفطار بحوالى ساعة مغادرة المنزل متجهين إلى حديقة بالقرب من المنزل حيث يسعد أحفادى بالذهاب إلى هناك للهو واللعب، وقبل موعد الإفطار نبدأ فى الاستعداد بتفريغ الطعام فى انتظار انطلاق مدفع الإفطار، وبعد تناول الإفطار أذهب متجهة إلى أقرب مسجد لأداء صلاة التراويح.
علي الحال
«يطالبنى أبنائى دائما بالخروج للإفطار خارج المنزل أسوة بزملائهم، فلا أستطيع الرد أو تلبية طلباتهم» هذا ما قاله أحمد عبدالمجيد -موظف- حيث يضيف:" خرجت مع أبنائى فى إحدى المرات للسهر على كورنيش النيل وهناك فكرت فى أن أحضر أبنائى فى رمضان للكورنيش لتناول الإفطار هناك، وعندما عرضت عليهم رفضوا ولم يوافقوا، ولكننى أصريت على ذلك، فقالوا لى «هيكون منظرنا إيه لو حد شافنا»، وقلت لهم إذا لم نجد أحداً غيرنا سنغادر فورا، وذهبنا قبل موعد الإفطار بربع الساعة وجدنا الكورنيش مزدحماً جداً ولم نجد مكاناً فيه إلا بعد محاولات عديدة، وعندها شعر أبنائى أن هناك عائلات كثيرة محترمة تتناول الإفطار على الكورنيش وسعدوا كثيرا بالجو وبهذه الفسحة البسيطة.
الهواء الطلق
أما حسين مجدى -محاسب - فيقول: بما أن رمضان أصبح فى الأعوام الأخيرة يأتى فى الشهور الحارة فلا يستطيع الفرد المكوث فى المنزل لما فيه من حالات الملل وضيق الصيام وطول النهار أيضا، ولأن الإفطار فى شهر رمضان بيحب «اللمة» ومقابلة الأصدقاء والأقارب، لذلك نتفق جميعا يوم أو يومين فى الأسبوع لتناول الإفطار خارج المنزل، ولأن تكلفة المطاعم النيلية باهظة جدا قررنا أن نتناول الإفطار على النيل بأرخص الأسعار، بتجهيز كل أسرة طعاماً لنلتقى جميعا على كورنيش النيل فى الهواء الطلق لتناول مائدة إفطار نيلية على الطريقة الشعبية.
الأزهر بارك
يقول أحمد جمال - مدرس - يقتصر الإفطار خارج المنزل على أيام الإجازات الأسبوعية مثل الجمعة والسبت، لأن طوال الأسبوع أكون منشغلاً فى العمل، لذلك اشتغل يومى الإجازة فى الخروج مع الأسرة لزيارة العائلة، وفى التنزه أيضا حيث يعشق أبنائى الذهاب لتناول الإفطار فى وسط المنظر الطبيعى الخلاب فى حديقة «الأزهر بارك» حيث اعتدنا على الذهاب إليها فى شهر رمضان للإفطار هناك والسهر حتى موعد السحور حيث يلعب الأطفال، واستجم أنا وزوجتى باستنشاق الهواء النقى المشبع بجو رمضان الاحتفالى.
الضغوط الاقتصادية
"أهرب إلى المساحات الواسعة لنسيان الهموم والضغوط الاقتصادية وما نمر به من أحوال سياسية،محاولة للتمتع بجو رمضانى دون تعكر" هذا ما قاله سيد محمود - موظف - حيث يؤكد أن الصيام، الضغوط، الجو الحار لا يتفقون أبدا مع كيفية الاستمتاع بجو رمضانى فى هذا الشهر الكريم، لذلك فور عودتى للمنزل اسأل زوجتى للانتهاء من إعداد الفطور، للتوجه لتناوله فى الهواء الطلق والمنعش سواء كان ذلك فى إحدى الحدائق القريبة من المنزل أو على بساط كورنيش النيل، فهى فى متناول يدى أحاول بقدر الإمكان إمتاع أسرتى لأننى لا أملك عزومتهم فى أماكن فخمة.
ملوك زمانهم
ويعلق عم فتحى- صاحب إحدى المراكب النيلية- فيقول: «الناس زهقانة هتعمل إيه» فالكورنيش يكون الجمد لله ملىء بالرزق، والناس زحمة ومتكدسة عليه لأنهم يريدون أن يهربوا من ضغوط الحياة فى شهر رمضان الكريم، فيأتون للكورنيش للتمتع بتناول الإفطار والسحور عليه، والناس بتكون فرحانة وسعيدة، وبعضهم يفضلون تناول الإفطار على إحدى المراكب النيلية الشعبية وسماع صوت الموسيقى، والتكلفة البسيطة وكأنهم ملوك زمانهم .
ساحة النقاش