تخلص من العادة وأخلص في العبادة

كتبت :ماجدة محمود

انتصف رمضان، ومازالت الأسر المصرية وخاصة ربة البيت سواء كانت عاملة أو مقيمة فى البيت تتدبر أمرها حتى تمر أيام وليالي رمضان بمصادر إنفاقه من عزومات وسهرات رمضانية وسحور خارج المنزل وأمسيات مع الأهل والأصدقاء داخل البيت أو معزومة بخير ودون أزمات مالية تتسبب فى مشاكل زوجية يضيق بها الرجال بجميع المستويات ، فرمضان هل هلاله بعد الامتحانات مباشرة وقبل ان تلتقط الأسر أنفاسها من جراء نزيف الدروس الخصوصية وتوترات امتحانات الثانوية العامة وسباق الجامعات " المولع نار " هذا العام ، بعد كل هذا تفاجأ الزوجة ووفقا لموروثات وعادات أخذناها عن الآباء والأجداد والتي ورثوها بدورهم عن الفاطميين والعثمانيين ، عادات مرهقة للصحة والنفس والميزانية بحجم أنفاق لا طاقة لها به، أصناف من الطعام والشراب والحلوى والمكسرات ، وأيام وتبدأ خناقات كعك العيد ، فهناك من تريد صنعه فى المنزل ليفرح الأولاد وأخرى تفضل الجاهز لضمان النتيجة بدلا من الصرف والتعب ونتيجة مخيبة للآمال ، المهم أن الإنفاق لا ينتهى طوال الشهر الكريم رغم ان الحكمة فيه الاعتدال فى كل شيء لنريح ونستريح ونطبق الحكمة من الصوم وهى الإحساس بفقراء الناس وما يعانونه من حرمان ، إلا أن ما يحدث مخالف تماماً لحكمة الصيام ووصايا الرب ورسوله الكريم "صلى الله عليه وسلم" كل عام نتحدث عن الترشيد والاعتدال، وهذا العام ونظرا للظروف التي نمر بها من أزمات متنوعة وعديدة ، كنت آمل أن أرى، المبدأ يطبق في بيوتنا بمختلف مستوياتها إلا أن ما أراه مغاير لكل المقاييس والاعتبارات والظروف، الأسر في حالة شره للشراء والخروج والفسح والعزومات لأنها لا تستطيع أن تتخلى عن اللمة، والأولاد انهوا الامتحانات وبحاجة للترفيه والنتيجة خناقات زوجية بحجم الإنفاق غير المعتدل ، رغم أن ربة البيت تستطيع ترشيد الاستهلاك بصورة مثالية ودون أن تحرم أولادها من شيء، كيف ؟ ببساطة شديدة ممكن ندعو بعضنا البعض لعز ومات ولكن بطريقة " الدش بارتى" أي أن كل قادم يحضر معه صنفا من الطعام او الحلوى او العصير ، وبالتنسيق بين الأسر سيتكامل الجميع ونفاجأ بسفرة ممتلئة بما لذ وطاب دون ضغط مادي او جسدي، ودون ان نكلف أشخاصا بعينهم مشقة الإعداد والتجهيز والإنفاق ، وعلى مدار الشهر سيجتمع أفراد العائلة الكبيرة على أكثر من إفطار رمضاني دون أعباء زائدة ، وبالمرة نحقق مبدأ "تواصلوا تراحموا" كما أمرنا رسولنا الكريم، وبنفس المنطق والمبدأ يمكن ان نتعاون فى زياراتنا العائلية بان نجتمع معا في سيارة أو اثنتين بدلا من ذهاب كل فرد أو فردين في سيارة مستقلة وحتى نوفر فى البنزين ونساعد أنفسنا وأهل "غزة"، الأفكار الترشيد لا تنتهي فقط علينا أن نعقلها ونتوكل على الله، وسأقولها دائماً " رمضان للصيام ، لا للطعام " وارحموها يرحمكم الله ، اقصد المعدة بيت الداء، ولنتخلص من العادات ونخلص فى العبادات، فرمضان شهر واحد في العام، اقتنصوا الفرصة وتوبوا إلى الله ولسه بدرى يا شهر الصيام 

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 547 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,703,470

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز