كتبت :أسماء صقر
كثيراً ما تنشب الخلافات بين الأزواج وتنتهي دائماً بالخصام والكثير من الأزواج والزوجات لايدركون الطرق السلمية للخصام والتصالح حيث أن الإعتذار كلمة صعبة النطق ولأن العلاقة بين الزوجين من أقوي وأسمي العلاقات البشرية التي تقوم علي المودة والرحمة والتسامح توجهت «حواء» للمتخصصين لمعرفة طرق التصالح بين الأزواج فإقرئي معنا السطور التالية
l تقول ياسمين جمال 39 سنة - موظفة - كثيراً ما يحدث خلاف بينى وبين زوجى وينتهى دائماً بالخصام وتركى للمنزل غاضبة ، وغالبا ما تتدخل أسرتى للصلح بيننا ثم أعود إلى منزلى وتسير الحياة بيننا بشكل طبيعى إلا أننا إفتقد الحب والإحساس بالآخر فكل مايهمنا استقرار الأسرة من أجل الأولاد وتربيتهم ومستواهم التعليمى.
l أما هبة إسماعيل - 30 سنة متزوجة وربة منزل - تقول :
لا أستطيع تحمل طول مدة الخصام بينى وبين زوجى كى لايزداد الألم ونفتقد للحب والأمان وعادة ألتمس العذر له وأبادر بالإعتذار نظراً لكثرة أعباء العمل التى يتحملها فلا يهمنى من يبدأ بالصلح المهم استقرار الحياة الأسرية.
l «الصلح خير» هكذا بدأ أحمد عبدالوهاب - 28 سنة متزوج ويعمل فى إحدى شركات القطاع الخاص - حديثه قائلاً :
عندما يبدأ الزوج بالتصالح تشعر المرأة بالحب والأمان أكثر مع الزوج فزوجتى أخطأت فى حقى أكثر من مرة ولكنى دائماً أبدأ بالصلح لكن بعد توضيح خطئها كى لايتكرر.
l ويعارضه مدحت جلال - 35 سنة محامى ومتزوج - قائلاً:
لابد من مواجهة المشاكل التى تواجه الزوجين والقدرة على تحمل المسئولية كى لاتنشب الخلافات بينهما فأغلب المشاكل التى تحدث بين الزوجين بسبب الحالة المادية وعندما أتخاصم مع زوجتى فإن الذى أخطأ فى البداية هو من يبادر بالإعتذار والصلح مع الآخر فالإعتراف بالحق فضيلة.
الاعتذار المباشر
وبالنسبة لآراء المتخصصين.
l يقول الدكتور تامر عبدالرحمن أستاذ الطب النفسى بطب القاهرة :
إن العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات خاصة عندما يجتمع زوجان مختلفان فى الطباع والنشأة الاجتماعية تحت سقف واحد ولأن العلاقة الجيدة بين الزوجين تؤثر على نجاح الأسرة فلا فارق فيمن يبدأ من الزوجين بالإعتذار طالما هناك محبة ورغبة فى استمرار الحياة الزوجية ورغم أن كثيراً من الرجال الشرقيين يعتبرون الإعتذار تقليلاً من الكرامة والقدر أمام الزوجة وهذا خطأ إلا أن أوجه وأشكال الإعتذار المختلفة كفيلة بتوفير الصفاء والرضا بين الزوجين من دون أن يشعر أحد الطرفين بأنه أقدم على ماينقص من شأنه وقدره أو بانتصار الطرف الآخر فالعناد والكبرياء من أهم أسباب دماء الأسرة التى تقوم على المحبة والتفاهم المشترك.
l والإعتذار المباشر من الطرفين هو أفضل وأقصر الطرق للتراضى بين الزوجين وإذا كانت كلمة الإعتذار صعبة على أحد الطرفين خاصة الرجل الشرقى فهناك دلالات وأشكال مختلفة غير مباشرة للإعتذار يجب أن يتعلمها كلا الطرفين لينتهى الخصام بين الزوجين.
فإذا وجدت الزوجة زوجها يحدثها عن برنامج معين أو يعلق على مايشاهده أو أمور متعلقة بعمله أو بالأبناء ومشاكل المنزل فهذه بداية لما بعد الخصام يجب أن تجيب عليه وكأن شيئاً لم يكن.
الابتسامة والهدية
l ويضف الدكتور فوزى عبدالرحمن أستاذ علم الاجتماع بعين شمس قائلاً :
إذا اتصل الزوج بالزوجة على غير عادته بحجة سؤاله عن شىء ما فهذا يعنى أنه يرسل لك رسالة بأن الأمور بينكما طبيعية وأن الاتصال هو بداية لتصفية الخصام فلا تترددى بالإجابة ونسيان الأمر.
l كما أن كثيرا من الرجال يفضل إنهاء موقف الخصام بمزحة ما أو تعليق ساخر حتى تضحك الزوجة وينتهى الأمر وكأن شيئاً لم يكن لذلك لا تحاول الزوجة المكابرة إن كانت النكتة أو التعليق قد أثار ضحكك فالإبتسامة تزيل الكثير من الخلاف بين الزوجين والهدية تعبر أكثر من الكلام عن الإعتذار وتقديم باقة من الزهور تعبر عن الإعتراف بالخطأ بشكل غير مباشر وتزيد الحب فى القلوب.
l ويشير إلى أهمية الحوار بين الزوجين فغياب الحوار والتساؤل والكلام يعد تأكيداً للعزلة والتباعد بينهما فالنقاش والحوار له فوائد من بينها محاولة الوصول لرأى مشترك.
والحوار بصراحة علامة على صحة العلاقة بين الزوجين فيساعد على أن يخرج كلاهما مخاوفه أو تحفظاته أو تساؤلاته وتوقعاته نحو الآخر كما أن حكمة التصرف وفن الحديث أثناء الخلاف بين الزوجين هو ماينتهى إلى مزيد من التقارب وإذابة الجليد عن المشاعر.
وهناك أسس فى التعامل وقت الخصام لابد أن يلتزم بها الزوجان منها تجنب إيذاء مشاعر الآخر أو كرامته بكلام جارح حتى لو كان صحيحاً أو إلقاء إتهامات تعبر عن الغضب ، والتفكير قبل الرد كى نتفادى الإهانة والسب بين الزوجين.
هذه العبارات
l ومن آداب وقواعد التعامل أثناء الخصام أيضاً تنصح الدكتورة ماجدة القاضى أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية بضرورة تجنب الردود القاطعة أو التى تدل على أنه لا أمل للصلح مثل «لقد ولدت هكذا» و«لا فائدة» و«لن تتغير أبداً» ، «أنت دائماً تسيئين فهمى».
ومن الخطأ أيضا التعامل مع الموقف بمفهوم من سيكسب أخيراً وكأنها مسابقة أو مباردة أو معركة.
وتجنب الشكوى لطرف ثالث ليتدخل بين الزوجين فكثرة ترديد عيوب أو نقاط ضعف الطرف الآخر تجسمها وتضخمها وتوحى بإستحالة الوصول لحل المشكلة ثم الصلح بين الزوجين.
وضرورة أن يتفق كلا الزوجين على أن يأخذ كل واحد منهما دوره فى المبادرة بالصلح بغض النظر عمن سيبدأ بالإعتذار والصلح.
l وتؤكد على عدم إطالة فترة الخلاف بين الزوجين حتى لايزيد التباعد بينهما من تضخيم المشكلة مهما كانت صغيرة والحرص دائماً على حل المشكلات بشكل لايعكر صفو النفوس.
l وترى أن قبول شريك الحياة وإختياره على أسس سليمة مناسبة مادياً واجتماعياً يقى من الوقوع فى دائرة الخلاف والخصام.
كما تؤكد أيضاً الدراسات الحديثة فى علم الاجتماع على أن الخلافات الزوجية لايقتصر تأثيرها السلبى على الزوجين فقط إنما يمتد وينعكس على الأبناء أيضاً ومستواهم التعليمى لذلك يجب على الزوجين حل مشاكلهما أولاً بأول حتى يسود الإنسجام والتفاهم بينهما
ساحة النقاش