كتبت :مروة لطفي

 أكتب لك بعد طرقى للعديد من أبواب أساتذة الطب النفسى بحثاً عن حل لمشكلتى ... فأنا فتاة أبلغ من العمر 29 عاماً .. بدأت أزمتى من الصغر لشعورى الدائم بتفضيل والدتى لشقيقي الذى يصغرنى بثلاثة أعوام .. الأمر الذى أثر سلباً على نفسيتى خاصة مع اتهامات والدىّ المستمرة لى بأننى السبب فى جميع المشاكل بالمنزل من جراء غيرتى غير المبررة من شقيقى ..و ازدادت "الطينة بلة" كما يقولون بإصابتى بالتبول اللاإرادى حتى وصولى للصف الثانى الإعدادى مما أدى لاشمئزاز زميلاتى مني و مضايقتهن لى،هكذا أصبحت أواجه مشاكل بالبيت و خارجه .. و قد حاولت الهروب منها بقدر المستطاع .. فكانت النتيجة نقلى إلى مدرسة أخرى .. و بالكاد أنهيت دراستى المدرسية لألتحق بالجامعة .. و لم يطرأ أى تغير على معاناتى فى التعامل سواء مع الزملاء أو الأهل حتى تخرجت بلا أصدقاء، فضلاً عن بعض التجارب العاطفية الفاشلة التى كان لوقوف والدى بجانبى دورا مهما فى تجاوزها بسلام .. بينما استمرت مشاجراتى المنزلية بسبب شقيقي .. بعدها بدأت رحلة العمل لأواصل فيها سلسلة مشاحناتى فى كل وظيفة ألتحق بها مع الزملاء تارة و الرؤساء تارة أخرى مما يجبرنى على ترك العمل .. و الخلاصة أننى تعبت من الوحدة و المشاكل اللانهائية .. و قد استشرت أكثر من أخصائى نفسى و جميعهم نصحونى بالجلوس مع نفسى و محاسبتها على أفعالى .. لكنى لم أجد جدوى فى ذلك و عندما أسأل والدىّ عن سبب مشاكلى يجيبانى ببساطة "أنت قليلة الأدب" .. فهل أجد لديك إجابة تخلصنى من معاناتى ؟!

س ج "القاهرة"

- يعتبر استياؤك من وضع عائلى معين شئ طبيعى و مقبول لكن الاستسلام للمشاعر السلبية الناجمة عنه هو الخطر الحقيقي الذى وقعت فيه..فقد أدخلت نفسك منذ نعومة أظافرك فى دائرة لانهائية من المقارنات بينك و بين شقيقك الأصغر , و سرعان ما حبست نفسك داخل شرنقة "الاضطهاد العائلى" لتظل تكبر داخلك حتى أصبحت عقدة انعكست على حالتك العضوية لتصابى بالتبول اللاإرادى كما ذكرت .. بعدها,..بدأت معاناتك الداخلية تظهر رغماً عنك فى تعاملاتك مع الآخرين مما أبعدهم عنك..وللأسف..بدلاً من علاج أسرتك لمشكلتك فى بدايتها حملوك وحدك المسئولية مما زاد من تفاقمها .. لتتحول أزمتك لعقدة رفض مستمرة إلى هذا اليوم ... و لكى تتخلصى منها عليك بالتعرف أولاً على سلبياتك قبل إيجابياتك و تقبل كليهما .. ثم ركزى على دعم مميزاتك،مع أهمية الابتعاد عن عقد المقارنات بينك وبين غيرك و التى أدمنتيها منذ الصغر..هنا فقط سوف تصلين بنفسك لنقاط قوة شخصيتك فتحفزينها لتكون مفتاح اقتحامك لقلوب الآخرين ... و تذكرى أن نظرة المحيطين بك دائماً ما تنبع من نظرتك لنفسك ..فإذا عاملت نفسك بحب و اعتزاز عاملك الآخرون بالمثل، أما لو حدث العكس فسيبقى الوضع على ما هو عليه و عليك وحدك عبء الاختيار !! ... و أدعو القراء للتعليق على تلك المشكلة من خلال موقع المجلة الإلكترونى

ومضــــــةحــــــــب

حقيقة كونية

معك..أدركت ماهية قانون الجاذبية، فكلما ابتعدت عنك أخذنى الحنين إليك.. بدونك.. تأكدت من خطورة بحر الرمال المتحركة,فكلما وقعت على أرضية حبك غرقت حتى الممات بلا أدنى أمل للرجوع منه..وبجوارك..تذوقت جميع التقلبات المناخية من برد يصيب المشاعر وربيع ينعشها،إلى صيف يشعل حرارة الحب، وخريف يزيد نوباته ..حتى أصبحت خبيرة بجميع الأهوال العاطفية ..لذا أعلنها على الملأ أنت حقيقة حياتى الكونية .. تلك نتيجة نهائية غير قابلة للبحث أو النقاش 

 

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,876,798

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز