فصل البنين عن البنات بطب المنصورة..
الطلاب: لسنا مراهقين ونرفض »الأخونة«
والكلية: الضرورة حكمت قرارنا
كتبت : ايمان عبدالرحمن - سماح موسي
أثار قرار عميد طب المنصورة بفصل الطلاب عن الطالبات بالفرقتين الأولى والثانية موجة غضب عارمة ليس فقط على مستوى الجامعة بل امتد تأثير القرار إلى الأوساط الإعلامية والثقافية بل صعد البعض من انتقاداته واعتبرها نتيجة لما تعرف بـ"أخونة الدولة".
حواء قررت الذهاب للمنصورة لاستجلاء الحقيقة من مصادر الحدث ونقلنا الآراء وردود الأفعال حول القرار المثير للجدل فكانت هذه السطور >>
في البداية تجولت حواء فى الكلية ودخلنا إلى قاعات الدراسة والمحاضرات وتأكدنا من وجود فصل فعلا وأنه تم بقرار من العميد وليس مجرد أقاويل ولكنه قرار طبق على قاعات السكاشن دون المحاضرات.
وحول ردود فعل الطلاب لقرار الفصل حدثنا الطالب "إسلام محمد" بالفرقة الأولى معلنا قبوله للقرار مضيفاً: أن زيادة أعداد الطالبات مقارنة بالطلاب تؤثر على استيعابنا المحاضرات وتسبب لنا الإحراج بسبب الازدحام ،وأتمنى أن يشمل القرار المحاضرات وليس السكاشن فقط.
ويخالفه الرأى "أحمد محمد" طالب بالفرقة الأولى ،ويضيف أن هذا القرار مرفوض تماماً لأننا جميعا زملاء وأخاف على زميلتى كأختى،وللعلم أنا أفضل التعامل مع زميلة عن التعامل مع زميل..فالبنت تسجل وتتابع كل صغيرة وكبيرة فى المحاضرات والسكاشن ولاتبخل على زملائها بأية معلومة عكس الطلاب.
فقدان للثقة
وتتفق "نورهان وائل" بالفرقة الثانية مع الرأى السابق وتضيف : أن جامعتنا إقليمية ونحن نقوم بأنفسنا بالفصل بيننا وبين الأولاد ولسنا بحاجة إلى قرار لأن هذا القرار يشعرنا بأننا مازلنا فى مرحلة التعليم الأساسى وليس فى جامعة كذلك يشعرنا بفقدان إدارة الكلية الثقة فينا.
الفشل مصيره
كيف لنا أن نتواصل مع الآخر فى ظل هذا الفصل ؟ هذا مابدأت به "سمر علاء" طالبة بالفرقة الثانية مضيفة: كيف لى أن أعالج مريضا أو أفحصه عند ممارستى لمهنة الطب وأنا فاقدة التواصل مع زملائى الأولاد والتعامل معهم؟ فبالضرورة سأخجل من مجرد التعامل مع الجنس الآخر ،فأنا أرى أن هذا القرار مصيره الفشل وسوف يلغى فى أقرب وقت.
ردة
كانت هذه تعليقات الطلاب والطالبات فماذا عن أعضاء هيئة التدريس؟
تعلق أ.د."عزة عزت" أستاذ الإعلام بجامعة المنوفية قائلة: هذا القرار يعود بنا خطوات إلى الخلف، إلى حيث بدأت المرأة فى المطالبة بحقوقها، إلى الأربعينيات،وكأننا نخترع العجلة، فهذا القرار عاد بنا مائة عام إلى الخلف، واستنكرت هذه الطريقة فى التفكير.
واستطردت شارحة: أنا كعضو هيئة تدريس فى جامعة إقليمية، تلقائيا فى المحاضرات الطلبة يجلسون فى جهة والطالبات فى جهة أخرى، لكن المشكلة هنا أننا بهذا القرار نخرج من دائرة الزمالة والدراسة والاحتياج العلمى ونحصره فى شىء واحد وهو الميل والإحساس بالأنوثة..لأننا خرجنا من إطار مجلس العلم بهذا الفصل، واستنكرت "حتى أن مجلس العلم تحفه الملائكة".
وتساءلت.. هل بهذا القرار نحمى الفضيلة؟؟هل نمنع الطلبة من الوقوف مع الطالبات فى الممرات وفى حرم الجامعة، أنا كأستاذة يمكننى التفريق بين طالب وطالبة يقفان مع بعضهما فى الحرم كزملاء وآخرين كحبيبين.
و اعتبرت د.عزة أن هذا القرار تدينا ظاهريا فقط وخطوة سيتبعها خطوات من الفصل فى المدرجات ثم المبانى ومن بعدهما الحياة.
ضيق المساحة
لكن ما دوافع ُمتخذ هذا القرار؟ وعن هذا يحدثنا أ.د "محمد عطية البيومى" وكيل الكليه لشئون التعليم والطلاب وأستاذ طب الأطفال بها قائلا: إن قرار الفصل الذى اتخذه عميد الكلية مطبق على الفرقة (الأولى والثانية) فقط بسبب زيادة أعداد الفرقتين، كما أنه مطبق عليهم فى السكاشن فقط وليس المحاضرات بسبب ضيق مساحة غرف التدريس التى من المفترض ألا تزيد أعداد الغرفة الواحدة عن خمسين طالبا، ورغم ذلك يوزع على الغرفة الواحدة مائة وخمسين طالبا وطالبة، ونتيجة لذلك نجد تزاحما شديدا فى تلك الغرف بين البنات والأولاد..فنجد أن غرض الفصل هو إتاحة الفرصة للطلاب للتعلم الأفضل فى ظل الأعداد الضخمة المفروضة.
ليست أخونة
ويرد د. البيومى على الأقاويل التى ترددت أخيرا بأن سبب الفصل يرجع لأخونة الكلية قائلا: لو أردنا فعلا أخونة الكلية كما ُيقال لفصلنا بين الفرق الأخرى(الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة)، ولفصلنا أيضا فى الأسر والرحلات واتحادات الطلاب.
و يؤكد د. البيومى أنه ليس وراء قرارنا أى غرض دينى أو سياسى ولكن هدفنا الارتقاء بالعملية التعليمية
ساحة النقاش