كتبت : سماح موسى

تعتبر المرأة هي صلب المجتمع وكيانه فهي التي تربي وتعلم بل وتنفق حيث بلغ عدد المشتغلات في المجتمع 4.7مليون سيدة طبقا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كما أصبح للمرأة دور في مسيرة التنمية .

وبالرغم من ذلك يوجد من يحاربها ويريد أن يحرمها من الحصول علي مكتساباتها ودائما مايرددون أن المرأة حصلت علي كامل حقوقها فماذا تريد أكثر من ذلك ؟ ولكي نرد علي تلك الأقاويل تحدثنا مع المتخصصين كي نتعرف علي صحة ذلك وعن كيفية المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة 

في البداية يحدثنا اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فيقول: إن اعترافنا بأهمية دور المرأة في المجتمع جعلنا نقوم بعمل مايسمى بـــ (إحصائيات النوع الاجتماعي) فالإحصائيات الرسمية لها دور عظيم لتسليط الضوء علي أهم مشكلات المرأة مثل الفقر والجوع وعدم المساواة في النوع الاجتماعي .

حيث توصلنا بالإحصاء إلى أن معدل المساهمة في النشاط الاقتصادي بين السيدات خلال الربع الحالي 4و22%مقابل 5و22% في الربع السابق من العام أي أن نسبة المساهمة الاقتصادية للمرأة في تزايد .. كما بلغ عدد المشتغلات من الإناث 7و4مليون بزيادة قدرها 10 آلالف مشتغلة بنسبة 2و0% وبزيادة قدرها 66ألف مشتغلة وهذا يدل علي مدي أهمية المرأة في مسيرة التنمية في المجتمع .

فجوة نوعية

وتتفق د.ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة مع الرأي السابق وتضيف: إننا في حاجة إلي تطوير العمل الإحصائي في مصر والتأكد من ضمان جودته والبعد عن التضارب في نشر البيانات والإحصائيات خصوصا المتعلقة بالمرأة .

ونحن كنساء نطالب بدعم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بكل الإمكانيات اللازمة حتي تتوافر البيانات خصوصا تلك التي تتعلق بالمرأة والتي تؤكد حقيقة وضع المرأة في المجتمع سواء ماتقدمه أو مايعود عليها بالنفع فهناك فجوة نوعية لابد من تداركها حتي تحصل المرأة علي حقوقها وتؤدي واجباتها علي أكمل وجه.

الإحصاء النوعي

ومن ناحية أخري تؤكد د.نجوي خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية علي الدور المشترك بين الوزارات والمؤسسات المعنية التي منها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والمجلس القومي للمرأة ووزارة التأمينات والشئون الاجتماعية والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لتحسين الخدمة المقدمة للنوع والتي تحتاج إلي تكريس الجهود ،وتعد إحصائيات النوع الاجتماعي واحدة لقياس وضع المرأة وعدم التحيز معها أو ضدها في كافة مناحي الحياة.

لذا لابد من الاهتمام بإحصائيات النوع والتي توضح مواطن القوي والضعف بين الفئات المختلفة والتركيز علي المقومات الإيجابية الكامنة للفئات البشرية والاستفادة منها وإزالة المعتقدات الخاطئة التي توضح أن المرأة مستهلكة ولا فائدة منها .

مبدأ الكفاءة

وعن كيفية تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في المجال العملي والاجتماعي تقول د.أماني الطويل خبير مركز الأهرام للدراسات السياسية إنه لابد من إعادة النظر في قوانين الأحوال الشخصية التي تعطى حقوقا مطلقة للرجل وتقيد حقوق المرأة إلي حد كبير مما يجعل حياتها الاجتماعية مضطربة وشعورها بالأمان الشخصي ضعيف .

على الرغم من عدم إطلاق حق الرجل في الزواج دون تقييد ..لذلك لابد أن نقوم بتقييد حق الرجل في الزواج فلا يكون زواجه الثاني إلا أمام قاض ولأسباب مقنعة وأن تحصل المرأة التي أمضت فترة طويلة في الزواج ثم تزوج زوجها بأخري أو طلقها علي حقوق اقتصادية عادلة في حالة كونها حاضنة.

أما عن المساواة بين الرجل والمرأة في العمل فتضيف الطويل:لابد من المطالبة بأن يكون هناك نسب عادلة للمرأة للمشاركة في المراكز القيادية والمناصب السياسية بشرط تحقيق مبدأ الكفاءة في الممارسة الوظيفية.

حملات توعية

(الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما انفقوا من أموالهم)صدق الله العظيم..هذا مابدأت به د.عزة عزت أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية وتضيف بأن الدين أعطى للرجل حق القوامة علي المرأة لقيامه بالانفاق عليها وعلي أبنائه.

ولكن إذا كانت المرأة تنفق وتؤدي كل واجباتها وفي مقابل هذا لم تحصل علي حقوقها التي أعطاها الدين الإسلامي لها وهي حقها في التعليم والعمل والميراث والمساواة بينها وبين الجنس الآخر لذلك أدعو المرأة أن تناضل من أجل الحصول علي حقوقها التي منحها لها الله .

ولابد قبل ذلك أن تدرك وتتعرف علي حقوقها حتي تستوعبها وتحارب من أجل الحصول عليها ولاتفرط فيها وهذا من خلال حملات التوعية عبر وسائل الإعلام وليس توضيح واجباتها لأنها علي دراية كاملة بها فنجد أن المرأة الأمية تقوم بدورها وواجباتها علي أكمل وجه وهذا بالفطرة.

المساواة في الفرص

أما د.هالة منصور أستاذ الاجتماع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة بنها فتقول: أرفض مفهوم ومنطق المساواة والتمييز في الحياة العامة بين الرجل والمرأة فنحن كبشر لايوجد أفضلية بيننا ولكن يوجد تكامل فكل منا يكمل الآخر .

في حين أوافق علي مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة العملية و في إتاحة الفرص للجنسين لإثبات الكفاءة والجدارة والقدرة علي النجاح ومن يتفوق هو الأفضل سواء علي الساحة الاقتصادية أو السياسية أو العلمية أو...بعيدا عن الفروق الفردية في النوع والسن فالمساواة الحقيقية في الفرص وليست في الحقوق 

المصدر: مجلة حواء- سماح موسى

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,156,605

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز