كتبت: اميره اسماعيل

 كنت أسمع أمى تردد أن كبير العيلة هو الملجأ الوحيد لحل أى مشكلة تحدث فى نطاق أسرتنا وقد يصل الأمر للاستعانة به فى تهدئة بعض الأمور بين الأسر من حولنا .

.. ووجدتنى أتساءل .. أين الكبير من حياتنا الآن وهل أصبحت هيبته مثل الماضى أم أن وجوده قد تغير مثلما تغيرت حياتنا عمن سبقونا ؟ سؤال نطرحه للمناقشة 

تبدأ الحديث سعاد محمد 45سنة ربة منزل قائلة: »نحن بحاجة مستمرة لوجود شخص ذي ثقة للأخذ برأيه« فمهما تقدم بنا العمر أو تطورت الحياة اليومية فوجود شخص نرجع اليه للمشورة والاستماع لنصائحه أمر مهم ويقرب وجهات النظر.

وتضيف آمال السيد (40سنة) موظفة: أن وجود الكبير الآن قليلا جدا ويكون فى المجتمع الريفى ان وجد وغالبا ما يكون من أسرة معروفة وذات كلمة مسموعة من الجميع وهو أمر ايجابى أن نجد مثل هذه الشخصيات بدلا من اللجوء للمحاكم أو اثارة المشاكل على أتفه الأسباب.

حل المشكلات

وتقول سمر أحمد (25سنة) لا أشعر أن وجود كبير العيلة مهم مثل الماضى فقد أصبح كل شخص معتمداً على نفسه ولديه من الأصدقاء ما يستطيع من خلالهم تبادل الآراء والتوصل لحل لأى مشكلة خاصة إذا ارتبط الموضوع بخلاف مع الأب أو الأم.

وتعارضها في الرأي ايمان محمد (35سنة)موظفة قائلة : كبير العيلة مهم جدا فى حل المشاكل العائلية وخاصة بين الازواج وبعضهم حتى نتفادى الطلاق المبكر فقديما كان كبير العيلة ذا كلمة مسموعة لما عرف عنه بالحكمة والخبرة وعن نفسى ألجا الى عم زوجى الذى يعد كبير العيلة فهو رجل له هيبته وحضوره الذى يحترمه الجميع وأولهم زوجى.

الكبير..امرأة

ويبقى السؤال هل مازال هناك وجود فعلي لكبير العائلة يقول عبد السلام محمود (33سنة) كيميائي: أبى هو الكبير،وهو قادر على حل مشاكل الجميع بكل ود وتفاهم فهو يعد كبير العائلة بل والمنطقة التى نسكن و معروف لدى الجميع بالاستماع لكافة الاطراف وحل المشكلة بكل هدوء وترضية كافة الاطراف.

ويؤكد أحمد سامي (26سنة)أنه يريد أن يكون قدوة ومستشارا لكل أسرته وهذا ما لمسه في أمه » مضيفا : لقد كانت أمي هي القدوة في تهدئة الأمور وقادرة على التوصل لحلول منطقية وأفخر بكون أمى بتلك الشخصية وأتمنى أن اكون مثلها.

نادرة الوجود

ويرى محمد على 28سنة أن هناك قلة فيمن يمكن الاعتماد على رأيه وخاصة فى ظل تضارب الآراء والأفكار, فقد أصبح لدى الجميع أكثر من وجهة نظر فى نفس الأمر ويبقى »كبير العيلة« شخصية اندثرت مع مرور الوقت!!

بينما يقول هانى السيد 36سنة طبيب: إن كل شخص أصبح قدوة نفسه وغالبا لا يستمع للاخر وخاصة اذا كان كبير السن لانه يرى انه غير متفهم لطبيعة الحياة الآن .

وأن اختلاف الأجيال أوجد فجوة في التواصل بين الشباب وبين » الكبير« ذات الخبرة والعمر الطويل ولو كان كبير العيلة صغير السن سيجد من يعارضه بدعوى انه صغير السن وليس ذات خبرة !!!

موروث قديم

ويبدأ الدكتور شحاتة زيان أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بتحليل صورة كبير العيلة بأنها تراث تقليدى للمجتمع المصرى تحديدا وهى سلطة مرتبطة بالعمر والخبرة الطويلة ولكن فئة المتعلمين والشباب ليس لديهم هذه الفكرة او الايمان بهذا التصور لانه يعد من التراث اى الماضى الذى لم يعد له وجود الآن ومع الانفتاح أصبحت فكرة الكبير ما هى الا قيد على حرية الرأى والتعبير وباتت شبه مرفوضة من قبل الشباب او العامة عموما

ويضيف أستاذ علم النفس إن وجود شخصية ذات ثقة أمر رائع وسيساعد فى تهدئه الأمور بين الناس وبعضها ونحن بحق بحاجة لشخصية الكبير الذى يحترمه الجميع فتصبح الامور اكثر انضباطا.

شخصية ذكورية

وتستكمل الحديث الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس قائلة: إن شخصية الكبير لا تلقى اهتماماً إلا إذا كانت رجل إلا فى أحيان معينة تكون المرأة قادرة على حل المشكلات وتهدئة أى خلاف يحتاج للعقل مع العاطفة في نفس الوقت .

وتؤكد الدكتورة فايد أننا مازلنا بحاجة لهذه النماذج التى كانت نقطة تلاقى وهداية للاشخاص

 


 

المصدر: مجله حواء- اميره اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 697 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,703,231

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز