كتبت-هدى الكاشف

ll الناظر فى واقعنا بعين البصيرة يجد الأسرة المسلمة مستهدفة من أعداء الإسلام، حتى غدت حائرة بين هداية الإسلام وغواية الشيطان . من أجل هذا نجتهد فى طرح بعض الأحكام الفقهية التي يكثر التساؤل حولها بضوابطها التأصيلية من الكتاب والسنة ll

> يتم الاحتفال فى رجب من كل عام بذكرى الإسراء والمعراج ، فما معنى الإسراء و ما هو المعراج ، وما الحكمة من اختصاص موسى ـ عليه السلام ـ بالمراجعة فى أمر الصلاة في تلك الليلة ، وكيف تم تحديد مواقيت الصلاة؟

- فى شهر رجب من كل عام يحتفل المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج ، والإسراء هو توجه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فسبحانه القائل ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله ) .

والمعراج هو صعوده ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الأقصى إلى السموات العُلى حيث سدرة المنتهى ، وقد اختلف العلماء فى تحديد وقت تلك الليلة وهو على أصح الأقوال ليلة 27 رجب سنة عشرة من النبوة ، وقد فُرضت العبادات على المسلمين بواسطة الوحي برسالات سماوية إلى أهل الأرض ، إلا الصلاة وهى الركن الثانى من أركان الإسلام بعد الشهادة ، ففرضت من خلال مناجاة علوية ناجى فيها المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه تبارك وتعالى فى ليلة الإسراء والمعراج ، وهى خمسة فى الفعل وخمسين فى الأجر والثواب ، فكان المسلمون يُصلون من مبدأ الدعوة الإسلامية فى مكة صلاة بالغداة وصلاة بالعشى ، وذلك فى قوله تعالى ( وسبح بحمد ربك بالعشى والإبكار) ، فالصلاة فريضة مكتوبة فى كافة الرسالات إلى البشر على مدى الأجيال ، فجعلها سيدنا إبراهيم الخليل الغاية من سُكنى إسماعيل وأمه هاجر بجوار البيت الحرام فقال ( ربنا ليقيموا الصلاة ) وختم دعائه الشامل فى الآيات التالية لتلك الآية بقوله ( رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ربنا وتقبل دعاء ) "إبراهيم:40" ، وأوحى الله سبحانه بها إلى موسى فقال ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبله وأقيموا الصلاة )"يونس:87" وأخذ الله تعالى عليها الميثاق من بنى إسرائيل فقال ( ولقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيباً وقال الله إنى معكم لإن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة) "المائدة:12" ، وتكلم عيسى فى المهد مؤكداً عليها فقال ( وجعلنى مباركاً أينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ) "مريم :31" .

- أما اختصاص موسى ـ عليه السلام ـ بالمراجعة فى أمر الصلاة باعتباره صاحب الشريعة السابقة ، فإن التوراة هى الأصل الذى توارد عليه أنبياء بنى إسرائيل حتى أن الجن أنفسهم فطنوا لهذا المعنى وقالوا ( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ) "الأحقاف:30" ومن جهة أخرى فإن موسى هو كليم الله وصاحب المناجاة فى الوادى المقدس طوى ، فشأن أصحاب المقامات العُلى المتشابهة أن يتلاقون .

- أما عن تحديد مواقيت الصلاة فكان ذلك فى غداة الليلة المباركة التى وقع فيها الإسراء والمعراج بتجربة عملية لتحديد مواقيت الصلاة بداية ونهاية ، كما روى عن ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ( نزل جبريل عليه السلام فأمنى فصليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، يحسب بأصابعه خمس صلوات ) كما روى فى سنن ابن داوود أن جبريل ـ عليه السلام ـ أمَ المصطفى الصلوات الخمس مرتين فى يومين ، فى اليوم الأول فى أول وقتها وفى اليوم الثانى فى آخر الوقت  

المصدر: مجلة حواء-هدى الكاشف

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,790,211

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز