كتبت منال عثمان
نعم فين أيامك ياقيثارة السماء "ليلى مراد" التى ملأت الدنيا حولنا بصوتها الذى هو إحدى هبات السماء للعرب ليعيشوا لحظات براقة من الغناء الراقى الممتع الذى هو حقيقة فوق أى تقييم فمثل هذا الصوت لا توضع له المازورات .. أو قياس المساحات أو حساب الجواب والقرار والعرب.. إنه صوت نشكر الله لأنه وهبه لنا لنسعد فقط دون أية حسابات.. إنها ليلى مراد ابنة الملحن والمطرب القديم "زكى مراد" والسيدة جميلة "سالمون" .. ولدت فى فبراير سنة 1918 شقيقة "لإبراهيم وملك وسميحة ومنير" أسرة يهودية معروفة بالطيبة والصوت الجميل..بدأت الغناء صغيرة عندما اكتشف والدها أن فى بيته كنزا رائعا لابد من استغلاله فقدمها للإذاعة التى رحبت بها كثيرا، وفى العشرين من عمرها سنة 1938 كان موعدها الجميل مع الشهرة والنجومية عندما اختارها المخرج "محمد كريم" لتقف أمام نجمه الأثير "محمد عبد الوهاب" وتلعب بطولة فيلم (يحيا الحب) وكانت قبله بسنوات غنت بصوتها فقط فى فيلم (الضحايا) وانطلقت بعده تقدم أفلاما غنائية رائعة مثل ليلة ممطرة والعديد من الأفلام التى حملت اسمها مثل (ليلى فى الظلام، وليلى بنت المدارس، وليلى بنت الريف) إلى أن كان عام 1945 التقت بالنجم المتعدد المواهب "أنور وجدى" وقدمت أمامه فيلم (ليلى بنت الفقراء) ونشأت قصة حب انتهت بالزواج بين النجمين فى نهاية الفيلم .. وأعلنت ليلى مراد إسلامها فى الأزهر عام 1947 وتزوجت أنور واستمر الزواج ثمانى سنوات ما بين حب ووفاق وخلافات وخيانة أنور لها إلى أن تم الطلاق النهائى سنة 1953 وطيلة فترة الزواج قدمت مع أنور وجدى ثنائيا سينمائيا رائعا فى أفلامهما معا مثل (ليلى بنت الأغنياء، وقلبى دليلى، وعنبر، وغزل البنات) الذى التقت فيه عملاق الكوميديا الراحل "نجيب الريحانى" و(حبيب الروح) وقد عملت أيضا أفلاما لا تنسى مع "يوسف وهبى، ومحمد فوزى، وحسين صدقى" مثل (شاطىء الغرام، وورد الغرام، ومن القلب للقلب) مع "كمال الشناوى" وغيرها، وبعد طلاقها من أنور وجدى تزوجت الظابط "وجيه أباظة" وأنجبت منه ولدها الأكبر "أشرف وجيه أباظة" وكان هذا عام 1954 ولم يستمر زواجهما أكثر من سنة لظروف الزوج الشخصية .. ثم ارتبطت بالمخرج الكبير "فطين عبد الوهاب" وأنجبت ابنها الثانى "زكى فطين عبد الوهاب" وانفصلت عنه بالطلاق أيضا ..كما انفصلت عن الأضواء والسينما وقررت الاعتزال بعد ثلاثين فيلما ضمت دررا من الغناء وكان آخر أفلامها (الحبيب المجهول) سنة 1955 لتتفرغ لتربية أبنائها وبإرادة حديدية ترفض أية دعوة للعودة إلى الأضواء إلى أن استطاع الملحن "بليغ حمدى" إقناعها بالغناء فى برنامجه (جديد فى جديد) فى السبعينيات من ألحانه، وتظهر مرة أثناء تكريمها فى مهرجان القاهرة السينمائى وتغنى مقدمة ونهاية المسلسل الإذاعى لست شيطانا ولا ملاكا لبليغ أيضا لتعود لصومعتها من جديد وتعيش بين صديقات العمر ومراعاة الأبناء ومشاهدة أفلامها وتذكر ما فات وفى منتصف نوفمبر عام 1995وهى فى السابعة والسبعين توافيها المنية و تسلم الروح بعد فترة مرض قصيرة .. ويا حبيبة الروح ليلى مراد .. فين أيامك
ساحة النقاش