الجميع يضعون شروطهم ومطالبهم من الرئيس الذى سيعطونه أصواتهم الكل يريد تحسين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية يعتبرونه حاملا المفتاح السحرى لتلبية مطالبهم ولكن وسط كل هذه الطلبات هل سأل المصريون أنفسهم ماذا سيقدمون هم لمصر خلال الفترة القادمة وكيف سيساعدون الرئيس على اجتياز هذه المرحلة وهذا ما دفعنا للتساؤل ماذا ستقدمون علشان خاطر عيونها

 

البداية مع أستاذة أسماء مدرسة ابتدائى حيث قالت :إذا شعرنا بجدية الرئيس القادم ورغبته فى انتشال البلاد من الوضع الاقتصادى السيىء فسنتحمل أى فترة يطلبها منا وسنحاول تقليل نفقاتنا ونشد الحزام بشرط أن نشعر أن هذا الوضع سيكون على الجميع وليس على الغلابة فقط وأنا شخصيا سأساعد الطلاب بلا مقابل، المهم أحس إن البلد بتتغير للأحسن.

يتفق معها محمود طه موظف: ظروفنا الاقتصادية صعبة ودخلى لا يكفى مصاريف الأولاد لكنى مستعد علشان عيون مصر أن أتحمل ولن أطالب بزيادة فى المرتب وسأقنع أولادى أنها فترة صعبة علينا تحملها بشرط أن تكون فترة محددة فلن نتحمل طوال العمر وهناك أثرياء لا يشعرون بأحد

علشان عيونها

شكرى عبد الرحمن -صاحب محل- يقول :علشان عيون مصر مستعد أقفل المحل بدرى علشان نوفر الكهرباء ومستعد آخذ كمية بنزين محددة وأن أتعاون مع سكان المنطقة فى مساعدة فقراء الحى، المهم أحس إن ده علشان مصر تبقى أحسن مش مجرد تعذيب للناس، ولازم الحكومة تبدأ بنفسها فلو شعرنا أنها بدأت تقلل استهلاكها سنفعل المثل، المصريون رجالة وعندهم استعداد للتحمل بس يفهموا ويصدقوا اللى بيطلب منهم التحمل.

شرين فاروق -ليسانس آداب -لقد بدأت وأصدقائى بعد الثورة حملة  لنظافة الحى، وتعاون معنا الكثيرون لكن بمرور الوقت مللنا وشعرنا أنه لا توجد فائدة،  فلا شىء يتغير لذا فأنا مستعدة أجمع أصدقائى ونتطوع لمساعدة وزارة البيئة فى النظافة، بشرط أن نشعر أن هناك هدفاً حقيقياً وأن هناك خطة، فلدينا طاقة تحتاج الإيمان بقائد معين حتى نفيد بها المجتمع.

مصر قوية

السيدة علية محمود -ربة بيت-  أنا شفت أيام صعبة كثير لكن الأيام الأخيرة أصعب لأننا أصبحنا وحشين مع بعض ولا نتحمل بعض، وحال البلد لن ينصلح برئيس قوى فقط، لكن بشعب قلبه على البلد، وأنا وغيرى عندنا استعداد نتحمل أى شىء لكن نحس بالأمان وإن أولادنا هايقدروا يعيشوا أحسن مننا وممكن نأكل أى شىء علشان نوفر، المهم نشعر أن مصر راجعة قوية وغيرى كثير، احنا اتعودنا على الشقى ومش مشكلة سنة ولا اثنين المهم نشوف تغير للأحسن.

طلبات مضحكة

الاستاذ عبد العزيز -موظف –يقول:     أنا مستعد أعمل أى حاجة علشان حال البلد ينصلح لكنى محتاج حد يقولى مطلوب منى إيه، ممكن اشتغل فترتين، ممكن أساعد فى تنظيف المنطقة، المهم حد يوجهنى وأنا شخصيا بأضحك لما باسمع الطلبات اللى عاوزينها الناس من الرئيس القادم، لأن كل واحد لا يفكر إلا فى مصلحته ولو فكر كويس هايعرف إن المسئولية كبيرة وإن احنا كشعب علينا مسئولية وأول شىء نبطل نطلب شوية ونشتغل، لأن الدول اللى بتسلفنا مش هاتفضل كدة على طول.

عودة التطوع

"فتح باب التطوع لتحسين الخدمات" هكذا بدأت نهى شوقى مبرمجة كمبيوتر  حديثها وقالت: أعتقد أن مصر تستحق مننا ساعة يوميا على الأقل لتقديم خدمة ما، وإذا شعرنا أن حاكمنا قلبه على البلد سنتعاون فى تقديم خدمات تعليم ونظافة ومساعدة كل منطقه بسكانها، وقد جربنا هذا فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير عندما شعرنا أن البلد بلادنا وأن الحلم لم يسرق، وعلشان مصر ممكن نعمل كثيراً بشرط نشعر انها رجعت لينا، وأن ما سنقوم به سينعكس على تحسين احوال البلد وأحوال أولادنا
يتفق معها سعيد أنور-موظف- قائلا: الكهرباء كانت بتقطع وكنا بنتجنن، لكن لو حد صارحنا إن فيه مشكلة هانتحمل لكن يحدد مدة لحلها ولن نطالب بأى زيادة فى الأجور بشرط تقل النفقات المبالغ فيها فى الحكومة، فنحن لدينا للآن مستشاريين مرتبهم يزيد عن مرتب كل العاملين بالهيئة، بصراحة تعبنا من الفساد ومش هانقدر نصبر أكثر من كدة إلا إذا شعرنا أن هناك هدفاً نتحمل من أجله، والوزير قبل الغفير يتحمل من أجل تحقيقه، ومصر تستحق نتعاوناً علشانها ولازم تقع تحت الاحتلال علشان نتعاون ونخرجها من أزمتها

الجميع متفقون على أن مصر تستحق وعلشان خاطر عيونها نعمل المستحيل لكن كيف يرى المتخصصين هذا الاستعداد وكيف يمكن أن يستفيد الرئيس القادم من هذه الرغبة فى البناء

فترات الحلم

البداية مع د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع التى قالت: القارىء للتاريخ يكتشف أن الشعب المصرى عادة لا يظهر معدنه إلا فى الأزمات فخلالها ينسى خلافاته ويتفق على هدف واحد وهو حب مصر، وهذا أمر يمكن لأى حاكم الاستفادة منه، لكن للأسف لم يكن المصريون محظوظون فى حكامهم إلا فى فترات بسيطة عرفها الناس بالفترات الحلم وإذا كنا نركز على ما يمكن أن يقدمه المصريون فى الفترة الحالية للنهوض بمصر من محنتها الاقتصادية الواضحة سنجد أن هناك الكثير الذى يمكن تقديمه ولكن هذا يتطلب قائداً قادراً على استعادة روح العطاء لدى الناس فالفترة السابقة أصابت الناس بإحباط لذا فالأمر يحتاج برنامجاً واضحاً يحدد فيه مسئوليتهم ودورهم فنحن لسنا فى زمن الرئيس صاحب مصباح علاء الدين الذى يحقق كل الأحلام والمصريين مروا بمراحل تاريخية سابقة شديدة الصعوبة تحملوا خلالها أوضاع البلاد السيئة حتى تمر من عسرتها ولذا علينا إعادة بناء الحس الوطنى والانتماء وأن مصر تحتاجنا وعلى المسئولين إرشادهم لكيفية المساهمة فى إعادة البناء ولن يكون ذلك بالشعارات والأغانى لكن بالقدوة فإذا شعر الناس أن هناك مجهوداً حقيقياً للنهوض بالبلد من عسرتها سيساهمون ويتطوعون ويتحملون فبقدر الإحباط الذى عاشوه السنوات الماضية بقدر الأمل فى ظروف أفضل لإيماننا جميعا أن مصر تستحق وختمت حديثها مؤكدة على أهمية أن يركز الإعلام على لفت انتباه الناس لأهمية مشاركتهم فى البناء وليس فقط المطلوب من الرئيس القادم لأن الشعوب هى القادرة على الخروج من أزمتها إذا تعاون الأفراد وضحى كلا بما يقدر حتى نجد الطريق لغد أفضل

وطن فى أزمة

يتفق معها د.سعيد عبد العظيم استاذ الطب النفسى قائلا: مر المجتمع المصرى بحالة من فقدان الشعور بالأمان منذ ثورة 25 يناير وفى البداية كان حلم التغير يقلل من التأثير السلبى لهذا الشعور، حيث كان يطمئن نفسه بأن الغد سيكون أكثر استقرارا وبتأخر هذا الغد زاد اليأس والإحباط والذى دفع البعض للتفكير  فى الهجرة والابتعاد عن الوطن الذى بدأ يراه يعيش حالة من الارتباك، لكن مؤخرا عاد الأمل فى غد أفضل وبالرغم من الحوادث الإرهابية المتكررة إلا أنه استعاد قدرته على الحلم وهذا أعاد لديه الرغبة فى التضحية والتحمل من أجل فكرة الوطن الذى يعيش أزمة وعلى الجميع التعاون لإخراجه منها وأضاف أن رغبة الناس فى التضحية مرتبطة بإحساسهم بالانتماء لهذا الوطن، لذا على أى رئيس أن يبدأ بتقوية الشعور بالانتماء ليتعاون الشعب معه لكن إذا شعر الناس أنهم يعيشون وأن لا شىء تغير فإنهم سينسحبون وتختفى رغبتهم فى العطاء ولن يتحدثون إلا عما سيقدمه لهم هذا الرئيس، وختم حديثه مؤكدا أن تنمية الشعور بالوطن شىء ضرورى ليساهم الشعب ككل فى بناء مصر فشخص بمفرده لن يستطيع تغيير الواقع.

 

نج

المصدر: مجلة حواء نجلاء ابو زيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 626 مشاهدة
نشرت فى 13 مارس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,157,224

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز