<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-bidi-font-family:Arial;} </style> <![endif]-->

وأصبحت الحرية باب الجهل

محمد الحمامصي

ضاع الحياء، ضيعه الجهلاء والأوغاد والأغبياء والمرضى والملوثون عقليا ونفسيا، فانتشرت البجاحة وقلة الأدب والإيحاءات الجنسية والإباحية والأفاظ البذيئة في الخطاب العام والخاص حركة وسلوكا وأسلوبا، وساعد على انتشارها حوارات وأحاديث برامج التوك شوك وبرامج الكوميديا وأفلام الفيديو التجارية والراقصات المغنيات، حيث تتلقفها أفواه الكبار والصغار والمراهقين والشباب، ويتم تداولها على صفحات الفيسبوك وتويتر بشكل واسع.

أخطر ما في هذا الأمر أن هذه الإيحاءات تستهدف هدم الثوابت الدينية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية، وخلخلة قيم الاحترام والتقدير لها، ومن ثم تغرس قيم الفوضى واللامبالاة والبلطجة، لقد تابعت برنامج "البرنامج" لباسم يوسف، وكليبات الراقصة سما المصري، وهالني كم الإيحاءات والألفاظ والحركات المتدنية، لا فرق بين البرنامج والكليب من حيث الأسلوب الفج الذي يخلو من أي قيم جمالية أو فنية، وما أفزعني هو أن أرى الصغار والمراهقين في الشوارع من مراحل عمرية مختلفة، والباعة في المحال والأسواق يستخدمون نفس الأسلوب واللغة والإيحاء في تعاملاتهم مع بعضهم البعض ومع الزبائن، بل إن الأمر وصل للأسرة، فهناك آباء وأمهات يشكون من استخدام أبنائهم هذا الأسلوب في التعامل معهم.

وغير المذيع باسم يوسف والراقصة سما المصري هناك مذيعون ومحاورون في برامج أخرى يسبون ويشتمون ويتهكمون بأسلوب منحط، والجميع يفعل ذلك في إطار الحوار والنقاش ومن باب الحرية، حرية التعبير والنقد والمعارضة، دون مراعاة للآداب العامة ولا آداب الحوار واحترام الرأى والرأي الآخر، إنها ليست برامج بل صناديق قمامة، ملعون أبو الحرية إذا كانت هكذا سبابا وشتائم وإيحاءات جنسية وإباحية وتحطيما وهدما وتقويضا لركائز الوطن والخلق.

انظروا للشارع المصري، وما يجري فيه من انتهاكات لكل مظاهر الحياة، إن هذه البرامج وهذه الكليبات تزيد الأمور سوءا بتبنيها للانحطاط والسفالة، إذ أنها تعطي مبررا لهؤلاء البلطجية والارهابيين لكي يمزقون الوطن ويذبحونه على قارعة الطريق.  

إن مصر لن تنجو مما هي فيه إلا بترسيخ قيم الحرية المسئولة الوطنية التي تنطلق من غرس قيم الجمال والبناء والعمل والبحث والتقدم والتطور، وتقدير واحترام كل صاحب جهد مخلص يعمل من أجل نهضتها ورقيها، لقد شبعنا ثرثرة وفوضى وانحلالا وهدما.

وللأسف هناك ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين يدافعون عن هذا البله والتخلف، ويرون فيه بابا من أبواب الحرية، لقد أصبح الجهل بابا للحرية، نعم الجهل الآن بابا للحرية، مصيبة كبرى، قد تتطور إلى خروج نساء عاريات في إحدى الميادين بحثا عن الحرية، نساء مسلمات أو يدعين الإسلام كما حدث في باريس، وأثاروا استياء المجتمع الفرنسي خاصة والغربي عامة.

 

المصدر: محمد الحمامصي -مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 499 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,858

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز