<!--

<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

 

 

 

 

 

 

مع بداية العام الدراسى الجامعى لشبابنا من الجيل الجديد.. أخذتنى ذكرياتى إلى بداية التحاقى بالجامعة ورغم أننى كنت بكلية الإعلام إلا أننا كان علينا أن نأخذ بعض المحاضرات بإحدى مبانى كلية العلوم مع بعض طلبة الكليات الأخرى من المستجدين فى دورة تثقيفية للشباب عن الخدمة العسكرية والاجتماعية والبيئية والإسعافات الأولية.. وكان المبنى يطلق عليه مبنى د. مصطفى مشرفة.. وكان البعض منا يعرف أنه عميد سابق لكلية علوم جامعة القاهرة وعالم قدير والآخرين وللأسف الشديد لا يعرفون عنه شيئاً.. وكما هو الحال الآن فإذا سألت شبابنا عن بعض رموز مصر وعظمائها السابقين ولكنهم خالدين بما قدموه لمصر والعالم ستجد وللأسف الشديد الكثير لا يعرفون عنهم شيئاً عكس ما يعرفونه عن نجوم الكرة ونجوم الفن..

فمن هو العبقرى الذى يسبق اسمه الدكاترة "مصطفى مشرفة"؟! ومن هو العالم الفذ الذى شرف مصرنا واقترن اسمه بعالم النسبية آينشتاين؟!.

إنه رائد العلم الحديث وكان العالم آينشتاين يعلن بنفسه أنه أحد العباقرة السبع فى مجال الذرة وعلم الرياضيات على مستوى العالم وأنه من قلة قليلة من علماء العالم الذين أحاطوا علماً بحقائق نظرية النسبية والذرة ومن أعظم علماء الطبيعة الذين يحتاج إليهم العالم بأبحاثه العلمية..

وكانت جامعة برنستون الأمريكية قد اختارته من بين علماء العالم لتستضيفه كأستاذ زائر بها عام ٧٤٩١ ليلقى محاضراته عن الذرة وهو الموضوع الذى شغل العالم وكانت الجامعة التى تضم أعظم علماء تفريغ الذرة من العلماء "آينشتاين ويوجين" وكان مشرفة العالم المصرى أحد هؤلاء الأفذاذ الذين وقفوا على أسرار تركيب الذرة.. وأعلن عن آرائه ونظرياته وتوصل بها إلى حل كثير من المعضلات العلمية وأعلنت فى المجلات العلمية العالمية وكانت حديث علماء العالم بل أنه أول من اكتشف أن "الأيدروجين" يمكن أن يصنع قنبلة أكثر فتكاً من القنبلة الذرية وهو ما توصلت إليه أمريكا وروسيا بعدها.. ونادى بأن نمتلك كعرب ومصريين الطاقة الذرية من أجل إحلال السلام القائم على القوة حتى لا تصبح فى يد القوى الأخرى فقط.. رغم أنه ناهض استخدامها فى الحرب فقط ندافع بها عن أنفسنا إذا بدأ الآخرون.. وهو أول من تنبأ بوجود معدن "اليورانيوم" فى مصر بالصحراء الشرقية وبالتحديد على سواحل البحر الأحمر ونادى بضرورة التنقيب عنه.. وتم اكتشاف ذلك بالقرب من مدينة القصير على البحر الأحمر من خلال البعثات الجيولوجية التابعة لمؤسسة الطاقة الذرية وكان من مؤسس الأكاديمية المصرية للعلوم والمجمع العلمى المصرى لتقدم العلوم والذى أصبح فيما بعد المركز القومى للبحوث.. وإليه يرجع الفضل فى إنشاء جمعيات وهيئات علمية على نمط الجمعيات العلمية فى أرقى بلاد العالم مثل الجمعية المصرية للعلوم الرياضة والطبيعة.. والمجمع المصرى للثقافة العلمية.. وهو على نمط الجمعية البريطانية وأيضاً الأمريكية لتقدم العلوم..

والعالم "مصطفى مشرفة" هو أول مصرى يحصل على الدكتوراه فى فلسفة الرياضيات وأيضاً العلوم الطبيعية.. وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره من جامعة إنجلترا مما أذهل علماء العالم بإنجازه فى هذا الوقت القياسى وهو أقل من ثلاث سنوات.

والغريب أن صغر سنه جعله يحرم من حقه فى الترقى كأستاذ ورئيس قسم بكلية العلوم جامعة "فؤاد الأول" سابقاً (القاهرة حالياً) لعدم بلوغه الثلاثين عاما ورغم حصوله على الدكتوراه فى فلسفة الرياضيات من جامعة لندن ولكنه أرغمهم بعبقريته فى حصوله على الدكتوراه الثانية فى العلوم بعد عام واحد ليحصل على ترقيته، وليعين بعدها كأول عميد مصرى لكلية العلوم فكل من سبق كان من الإنجليز فقط وظل عميداً لها منذ عام ٦٣٩١ حتى وفاته يناير ٠٥٩١..

 كان العالم المصرى مشرفة والذى ولد فى عام ٨٩٨١ يؤمن بالمرأة وحقوقها وأعلن أن العلم ليس حكراً على الرجال فكان أول من ساند الدكتورة "سميرة موسى" عالمة الذرة كأول طالبة تلتحق بكلية العلوم ورغم تفوقها فقد كانت الأولى على الثانوية العامة "البكالوريا" بالقطر المصرى.. وقف المشايخ ورموز المجتمع وتقدموا بطلب احتجاج للبرلمان فوقف بجانبها مع مدير الجامعة المصرية وأعلنا أن التعليم حق لجميع المصريين رجالاً ونساء.. فكانت الأولى بكل سنوات الدراسة ودفعها إلى اقتحام مجال دراسة الإشعاع والذرة كقسم جديد.. ومن جديد وقف بجانبها عندما وقفت أمامها قوى كثيرة ضد تعيينها كمعيدة لأنها أولاً فتاة وثانياً لصغر سنها فرفع مذكرة إلى وزير المعارف وقتها "النقراشى باشا" مدافعاً عن حقها لنبوغها وتفوقها بل أنه أرفق استقالته من عمادة الكلية إذا لم يتحقق طلبه.. لتأتى الموافقة الرسمية على تعيينها فى حقها كأول معيدة بكلية العلوم ولتواصل تفوقها العلمى بجدارتها وتشجيعه الدائم لأبحاثها ودراستها فى مجال الإشعاع والذرة والحصول على الماجستير من إنجلترا.

وجمع العالم مشرفة فى شخصيته أيضاً بين النبوغ العلمى حب الموسيقى والأدب والشعر فكان شاعراً محباً أيضاً للعزف على الكمان والبيانو وكون الجمعية المصرية لهواة الموسيقى وفاز بمنحة عالمية عن بحثه عن السلالم الموسيقية الشرقية والنغمات الغربية والذى نشر بمجلة نيتشر العالمية وقدم بحثه الثانى عن الموسيقى المصرية الحديثة والذبذبات الكهربية الصادرة عن كل منها.. وترجم الأوبرا العالمية للغة العربية.

واهتم أيضاً بنشر اللغة العربية وعلوم العرب والتراث الفكرى ابتداء من عام ٥٣٩١ عندما قدم كتاب "الجبر للخوارزمى" وهو أول كتاب قام العالم بنقله إلى اللاتينية ليصبح المرجع الوحيد فى الغرب لقرون عديدة ثم ترجم للإنجليزية.. كما أنشأ أول ديوان للترجمة بكلية العلوم لينقل أمهات المراجع الأجنبية العلمية إلى العربية لتصبح فى متناول الطلبة والباحثين.. وهو أول من نادى بأهمية البحث العلمى وأهمية أن يشارك أصحاب رءوس المال فى مجال نهضة الوطن.. وكيف يصبح المال سبيلا لخروج الأبحاث العلمية إلى واقع من خلال المصانع.. أيضاً كان عالمنا مشرفة ينادى بالتعاون العلمى بين علماء العالم بما فيها مصر والبلاد العربية ونادى بأن تكون لكل أمة هيئة علمية تمثل العلماء فى الداخل والخارج لإثراء العلم والبحث العلمى ليعم النفع على الجميع.

ورغم كل هذه المشغوليات والأبحاث كان إنساناً محباً لأسرته وزوجته المصرية ذات الأصل العريق وشجعها على مزيد من الثقافة والفنون وأقام فى بيته صالوناً أدبياً وكانت هى كزوجة فاضلة تعرف مهامها فى حياة هذا الرجل العظيم الذى وفرت له كل الحب والتفهم لانشغاله بأبحاثه العلمية ومكانته على مستوى العالم والذى كان يعلن عن اكتشافات جميع العلوم والرياضيات وتطبيقاتها فى الميكانيكا والفلك والإحصاء والطيران والتلغراف واللاسلكى أما هو فيعلن دائماً أنها حبه الوحيد فى قلبه.. وكان أباً حنوناً لأبنائه يشجعهم على التفوق وممارسة الرياضة والموسيقى وحب الحياة لتصبح ابنته الصغرى سلوى عالمة نباتات فى المركز القومى للعلوم والبحوث.. فتحية تقدير له ولكل علمائنا ولنشجع شبابنا ليفيد بلده ونفسه.

 

المصدر: إيمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 586 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,853,546

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز