المشاعر الإنسانية دوماً محور اهتمامها، ما دفعها لرصد كل جائز وممكن فى دنيا الغرام، بأسلوب أدبى رائع، غاصت فى أعماق رجال ونساء عاشوا الحب بكل أشكاله، فكشفت عن خبايا أحاسيسهم عبر تحقيقاتها الصحفية وكثير من روايتها الواقعية، إنها الكاتبة الصحفية نوال مصطفى والتى حاولنا التعرف منها على ألوان مختلفة للحب والعشق وبحثنا معها عن وصفة مضمونة لدوامه.

في البداية سألتها عن أبرز المشاكل العاطفية التي تلقتها أثناء توليها الباب الأسبوعي مشاكل القراء بجريدة أخبار اليوم فقالت: لاشك أن الخيانات العاطفية بجميع أشكلها من أكثر الصدمات العاطفية قسوة في حياة الرجل والمرأة على حد سواء، وقد دخلت فيها وسائل التكنولوجيا الحديثة، فكثير من الرسائل يشكو أصحابها من تورط الطرف الآخر في علاقات عاطفية عبر فيسبوك وواتساب، فضلاً عن وقوع البعض في أوهام الحب الذى بدأ بتسجيل إعجاب وانتهى بـ"بلوك" ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم ضحايا لعالم افتراضي اسمه "فيسبوك".

- الرجل أم المرأة، أيهما أكثر تأثراً بالصدمات العاطفية؟

 رغم أن المرأة عاطفية بطبيعتها إلا أنه لا يوجد فرق بينها والرجل في دنيا المشاعر، فقد يتعرض الرجل لطعنة غدر تشعره بالانهيار والدمار ويفقد الثقة في نفسه ومن حوله، لذا يمكن القول أنه لا يوجد ثوابت في الحب.

أصعب اختيار

- عبرت في بعض أعمالك الأدبية عن المرأة التي تقع في حيرة بين حب تسلل إلى فؤادها وأبناء يسكنون بين حنايا قلبها، فماذا تفعل؟

أصعب حالة تقابلها المرأة المفاضلة بين أمومتها ونبض مشاعرها، فالاختيار صعب وفى كثير من الحالات تكون مصلحة الأبناء الأهم حتى لو كان الثمن انتحار قلبها، وأحيانا تكون المشاعر طاغية وصعب التحكم فيها،فتختار نفسها وحبها ، هو موقف قاسى في كلتا الحالتين، فالاختيار صعب وتبعاته أصعب!

- في كتابك "مذكرات ضرة" لمستِ مشاعر عديدة للمرأة الأخرى، فهل ترينها جانية أم مجني عليها؟

أعتقد أن المرأة الأخرى سواء كانت زوجة أو حبيبة هي في معظم الأوقات ضحية رجل تلاعب بمشاعرها واستغل حاجتها للحب، فهي ليست "خطافة رجال" كما يزعم البعض, وحتى لوكانت أليس من الأجدر أن ندين من شاركها الجرم وأوقعها في حبائله بدلاً من رميها بصحيفة من الاتهامات وكأنها المسئولة وحدها عن تلك العلاقة والرجل ليس إلا طفل بريء يذهب لمن تقدم له حلوى الغرام؟ لابد أن نكف عن الأحكامالمطلقة والتعميم فغالبا ما تكون المرأةالأخرىمجني عليها من رجل يلهو بمشاعرها وإن سئم تركها! وهو ما عبرت عنه في مجموعتي القصصية "مذكرات ضرة".

- كتبتِ رواية باسم "متهمة بالحب" فهل الحب جريمة من وجهة نظرك؟

للأسف الحب في مجتمعنا جريمة، بلأحيانا يراه البعضخطيئة, بينما أراه أهم ما في الكون ومن ثم أجعلهدائما ينتصر بشكل أو بآخر عبر أعمالي الأدبية وهو ما حرصت عليه من خلال مجموعتي القصصية"متهمة بالحب".

عاشقات خلف الأسوار

- من المعروف أن لكِ مجموعة قصصية بعنوان "عاشقات خلف الأسوار" مأخوذة عن حكايات واقعية لسجينات، فهل كان الحب سبباً في وضعهن خلف القضبان؟

بالفعل.. وأذكر منهم حكاية فتاة أحبت شاب مصريفي بيروت، وعند عودتها تركها تسافر بمفردها بحجة العمل، وتحت مسمى العشق وضع في حقيبتها مخدرات، والنتيجة ضياع المتبقي من عمرها خلف القضبان.

- لو انتقلنا إلى مرحلة منتصف العمر وانعكاساتها على العلاقة العاطفية خاصة وأنكِ كثيراً ما كتبتِ عنها في أعمالك، فماذا تقولين؟

لاشك أن هذه المرحلة هي الأخطر في حياة الرجل والمرأة وهو ما حرصت على التعبير عنه في روايتي"الزمن الأخير".. البعض يخطئ حين يربط  المشاعر بعمر،فالحبإكسير الحياة، ولا يوجد له عمر محدد، فهو ذلك الشعور السرمديالذي نتكلم عنه طوال الوقت دون أن نعرف ماهيته.. وما أحوجنا في تلك المرحلة العمرية الحرجة أن نجد هذا الحب، نعيشه بكل تفاصيله، وما أصعب أن يجد المرء نفسه على أبواب العقد الخامس من العمر وحياته خالية من الحب.. وقتها يشعر أن عمره ذهب هباء ويبدأ في محاسبة الذات.. لذا غالباً ما يكون حب منتصف العمر أصدق وأبقى.

لبقاء الحبيب

- من وجهة نظرك كيف تحتفظ المرأة بحبيب عمرها ؟

عليها أن تلعب ثلاث ادوار في حياته ، أولها الحبيبةالتي تشاركه مشاعر الحب والمودة، وثانيها الأم بكل ما تحمله الكلمة من معاني احتواء  في كل الأوقات وتحاول التخفيف عنه، وأخيراً الابنة الشقية التي تزيد من إحساسه برجولته، فالمطلوب من المرأة التجديد.

- وماذا عن الأدوار التي تحتاجها المرأة من الرجل؟

 تريد منه دورين الأول الحبيب الذي يغمرها بالحنان والرومانسية, والثاني الأب بكل ما تحمله الأبوة من خوف، وعطف، وتدليل،والأهم مسئولية.

-إذا لم تجد المرأة الحب الذي تتمناه، فهل يوجد ما يعوضها؟

قد تجد المرأة أهدافا عملية أو اهتمامات بديلة تحقق فيها نجاحات عدة لكن يظل بداخلها إحساس بالافتقاد لمشاعر لم تعشها.

عشق الوطن

- لو انتقلنا إلى حب أعظم وأشمل ألا وهو حب الوطن، ما الدور الذي يجب علينا كنساء مصر القيام به خاصة ونحن على أبواب انتخابات رئاسية؟

حب الوطن يزرع داخلنا منذ لحظةالولادةوحتى الموت،فهو جزء لا يتجزأ منا .. فعشق الوطن مماثل لحب الأم لا يمكن انتزاعه من الوجدان،والمرأة لها دور كبير فيتنمية هذا الشعور داخل أبنائها من خلال تعريفهم بتاريخ بلدهم وما تمر به من أحداث ومؤامرات تحاك بهدف إفشالها، فتوعية أبنائنا بواقع بلدهم وما تحقق من إنجازات في زمن قياسي هو الدور المنوط بالمرأة المصرية, فضلاً عن أهمية تشجيع ودفع أبنائها للمشاركة بإدلاء أصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة, ولو كانوا صغارا عليها أن تصطحبهم معها أثناء إدلائها بصوتها حتى يعتادوا المشاركة السياسية منذ الصغر ما يزيد من انتمائهم وحبهم لوطنهم، فبدون المشاركة لن نصل إلى الأحلام التي نتمناها.

- وأخيرا في يوم الفالنتين، ما أكثر شيء يسعد الكاتبة نوال مصطفى؟

لا يوجد أحلى من نظرة حب حقيقية استقبلها بإحساسي الأنثوي، وأشعر بصدقها فهذا أكثر ما يسعدني كامرأة.

المصدر: حوار : هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1077 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,690,643

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز