هل يمكن أن يكون لحضور رئيس البلاد مباراة لكرة القدم كل هذا التأثير؟ هل تفوق فريق كرواتيا الفقير الذى بلا تاريخ كروى يذكر فى مونديال روسيا بسبب حضور كوليندا رئيسة الجمهورية مبارياته وتشجيعها الحماسى لمنتخب بلادها ودخولها غرفة اللاعبين واحتضانها اللاعبين وارتدائها قميص المنتخب طول الوقت، أم هو الحظ والقدر؟ وجود كوليندا رئيسة كرواتيا فى المونديال توجها نجمة المونديال بلا منازع. لفتت كوليندا أنظار مشاهدى العالم ليس لجمالها ولا رشاقتها فقط وإنما، وهو الأهم، بسبب تواضعها وبساطتها وتلقائيتها وحماسها الفائق لبلادها الوليدة، فعمر دولة كرواتيا المستقلة لا يزيد عن ثمانية وعشرين عاما، أى أنها دولة فى عز الشباب، ولهذا تفوقت وتغلب الفريق الشاب على منتخبات عتيدة وراسخة مثل البرازيل والأرجنتين وروسيا وانجلترا.
تصرفت كوليندا بدافع من غريزتها كأم وليس كرئيسة دولة، فعندما اضطرت للغياب عن مباراة كرواتيا وانجلترا لم يغب المنتخب عن بالها، حضرت اجتماع الناتو ومعها قمصان منتخب بلادها وأسماء الرؤساء مكتوبة عليها لتهديهم القمصان، كما أرسلت رسالة اعتذار لفريقها عن اضطرارها للتغيب.
منحت كوليندا بلادها دعاية بملايين الدولارات دون أن تكلفها سنتا واحدا، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى صورها الرائعة فى المدرجات، وصورها بصحبة رؤساء الناتو ومع لاعبيها.. إلخ.. أكتب مقالى هذا قبل إعلان النتيجة النهائية لمونديال روسيا، وسواء فاز الفريق الكرواتى أم لم يفز فقد أبلى بلاء حسنا، وأجاد اللعب فى كل المباريات التى دخلها، ولفت الأنظار إلى بلاده، كرواتيا، تلك الدولة الصغيرة التى يبلغ عدد سكانها نحو أربعة مليون نسمة، ومساحتها أكبر قليلا من 56 كيلومتراً مربعاً، وأهم ما تشتهر به أن شعبها كان أول من ارتدى "الكرافتة" ولذلك سميت على اسمه.
لقد أضاء فريق كرواتيا شعلة الأمل فى قلوب الشعوب الفقيرة التى لم تكن تحلم بالوصول لمنتصف مراحل المونديال، ومن المؤكد أن وفود السياحة سوف تتدفق إلى مدينة زغرب عاصمة كرواتيا لكى يشهدوا موطن أولئك الذين أسعدوهم وأنعشوا الأمل فى قلوبهم.
لقد أصبح المونديال أهم حدث سلمى يجمع دول العالم فى منافسة شريفة لا تشوبها تعصبات دينية أو عرقية أو سياسية تصدرت المرأة المشاهد فى المونديال، وكان حضورها ومتابعتها الماتشات بأعداد كبيرا لافتا.. كان حضورها جميلا وناعما وطاغيا وصاعقا لأعدائها أيا ما كانت مذاهبهم وحجمهم، ووصل الأمر لدرجة أن مسئولا بالفيفا احتج لدى الإعلاميين وطالبهم بعدم التركيز على صور الجميلات فى ملاعب مدرجات المونديال التى كانوا يتسابقون لالتقاطها، وبالطبع أثار ذلك الضوء المشع فى مدرجات الملاعب أعداء المرأة الذين تعمى عيونهم عن كل شىء فيها ماعدا الجسد، فراحوا يتحرشون بالنساء ونسى هؤلاء أو تناسوا وجود شابة جميلة شديدة الجاذبية والرقة تترأس بلادها وتواظب على حضور مباريات فريقها الكروى الصاعد كالصاروخ إلى القمة دون أن يكون بينهم نجوم اشترتهم كرواتيا بملايين الدولارات ما قد يغير حسابات المهيمنين على كرة القدم فى العالم ويجبرهم على إعادة النظر فى
اختيار اللاعبين.. فالعبرة ليست بسعر اللاعب وإنما بقوة انتمائه وإيمانه بالهدف الذى يسعى إليه.
ساحة النقاش