تتعرض مصر ـ ربما في كل صباح ـ لنوع قذر من الحروب، يحيكه أعداؤها في جنح الظلام، لم يستطيعوا مواجهة رجالها وعتادها وجها لوجه، فراحوا يطلقون سهامهم الطائشة من جحورهم على أمل أن يحبطوا شعبها، ويثبطونهم عن العمل خوفا من أن يعلو البناء ـ والله متم نوره ولو كره الحاقدون، السافلون، من عملاء الداخل والخارج؛ ولطالما انتصرت مصر في جميع حروبها ـ لأنها على الحق المبين ـ فهي قادرة على سحق الشائعات، التي فاجأنا السيد الرئيس برقم مفزع، وهو 21000 شائعة خبيثة، حاولت النيل من عزم الرجال، ولكن تصدت لها الدولة اليقظة، القوية؛ فأحبطتها ووأدتها وطرحتها أرضا غير مأسوف على من أطلق السهام المسمومة الطائشة.. ولن يتحقق الانتصار إلا بوعي المواطن.
الشائعات هي المعول الذي يريد أعداء الوطن عن طريقه النيل من نجاحاته وإنجازاته، بل وهدم كيانه ومكانته وشموخه،وفي السياق فإننا نثمن دور مجلس الوزراء ومركز دعم القرار التابع له فيالتصدي لمواجهة الشائعات بكل جدية، حتى أنهم يصدرون تقارير عن الشائعات قد تصل إلى 3 تقارير أسبوعيا، بإدراكهم الواعي أن هناك شائعات تستوجب الرد عليها في وقتها، وأوقات أخرى يجب الانتظار حتى لا يكونالمركز آلية لنشرها.
ثمة أمر يجب الالتفات إليه هو وجود علاقة طردية بين الإنجازات والشائعات؛ والهدف معلوم وهو هز ثقة المواطن المصري، إلا أن المواطن أصبح لديه نسبة وعي عالية جدا تجاه الشائعات، وهم يعتمدون على فرارهم من الحساب لكون الشائعة تبدو مجهولة المصدر، يروجون لها غالبا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم توحد الهدف من وراء تلك السهام الطائشة، إلا أنها تجد رواجا من قبل المخدوعين بسبب تنوعها بين الشائعة الشخصية، أو السياسية، أو الاقتصادية أو إثارة للغرائز أو الفتن وكثيرا ما تستخدم أسماء شخصيات معروفة للتستر خلفها.
"حواء" المجلة التي يتغنى بحبها الطير كانت كعادتها على قدر الوعي والمسئولية، وهي في هذا العدد تناقش القضية بالوعي والعمق المطلوبين.. قراءة ممتعة.
ساحة النقاش