فصل الشتاء على الأبواب، وهو يبدأ يوم الانقلاب الشتوى وينتهى فى الاعتدال الربيعى, أى فى الفترة الواقعة بين الواحد والعشرين من شهر سبتمبر الماضى والواحد والعشرين من شهر مارس المقبل، ويكون النهار فى هذا الفصل قصيراً والليل طويلاً، ويتميز بأدنى درجات الحرارة بالمقارنة مع الفصول الأخرى، ورغم أن فصل الشتاء من أصعب الفصول التى تمر على الناس لبرودة الجو، وهبوب الرياح، وتساقط الثلوج والأمطار، إلا أنه فى نفس الوقت هو نعمة يجب أن نشكر الله عليها دوماً، لأنه فصل الخيرات يتم فيه تجميع مياه الأمطار والثلوج خلف السدود، والتى نستهلكها خلال السنة، كما أنه يحقق توازن الحياة واستمرارها على سطح الكرة الأرضية، ولكنه أيضاً يُعتبر فصل الاكتئاب أو الاضطراب العاطفى الموسمى، وهو نوع من الاكتئاب ينشأ نتيجة تغير فصول العام، يبدأ وينتهى فى نفس الوقت من كل عام، وغالباً ما يكون ذلك مع بداية الخريف ويستمر حتى نهاية فصل الشتاء، ورغم أن العلماء لم يتوصلوا إلى تفسير علمى لهذا الاكتئاب الموسمى أو العوامل التى تقف وراءها, إلا أن العديد من الدراسات أثبتت أن النساء هن الأكثر إصابة بهذا المرض الموسمى، حيث إن هناك واحدة من كل خمس سيدات تقريباً تعانى من هذا الاكتئاب، ورجحت الدراسات العلمية بأن يكون السبب هو تغير الساعة البيولوجية بسبب تغير عدد ساعات الليل والنهار خلال الخريف والشتاء، وانخفاض شدة وكمية الشمس يسبب إضطراباً فى الساعة البيولوجية والاكتئاب، ونقص فيتامين " د " الذى يعمل على الحفاظ على مستويات طبيعية للسيروتونين (وهو أحد المركبات الكيميائية الموجودة فى الدماغ التى تؤثر على الحالة المزاجية) فى الجسم خلال فصل الشتاء، وزيادة إفراز هرمون الميلاتونين فى الجسم بسبب زيادة عدد ساعات الليل وقلة التعرض للشمس نهاراً، قد يؤثر على التوازن الطبيعى للجسم ويؤدى إلى الشعور بالخمول وانخفاض فى النشاط، بالإضافة إلى إضطرابات فى النوم وتقلبات مزاجية، وحتى تتجنبين الإصابة باكتئاب الشتاء احرصى على التعرض لأشعة الشمس لمدة أطول عن طريق الخروج أكثر فى الصباح والتواجد فى الأماكن المفتوحة، أو التى تدخلها الشمس، مع مراقبة ما تتناولينه من الطعام، واتبعى نظاماً غذائياً صحياً، لأن اكتئاب الشتاء يجعل جسمك يشتهى كميات من السكر والكربوهيدرات مثل الشوكولاتة والمعجنات مع ممارسة الرياضة فى الأماكن المفتوحة مثل المشى والجرى وقيادة الدراجة، كما أن الاستماع إلى موسيقى مبهجة تساعد على تحسين المزاج بشكل ملحوظ، والانخراط فى الأنشطة الاجتماعية - خاصة الخيرية والتطوعية - فهى تولد شعوراً بالإنجاز والسعادة وتعزز الشعور بالرضا والإيجابية، المهم أن تحاولى تجنب الاكتئاب الشتوى خاصة وأن الشتاء فى مصر أخف كثيراً منه فى أى مكان آخر من العالم.. وتحيا مصر.