سوف أدخل فى الموضوع مباشرة لكثرة التفاصيل! قارئتى مهجة 28 سنة هددتنى بالانتحار إذا لم أقابلها فورا لأن الأمر لا يحتمل التأجيل كما قالت! جاءت وحكت حكايتها وقالت: إنها تعرف أنها (غلطانة) لكن الأمر يتطلب الحل العاجل وإلا؟!

***

قالت مهجة: ندخل فى الموضوع لأننى سوف أبدأ من البداية عندما كنت أدرس فى كلية مرموقة بالجامعة وكان هو قد سبقني إلى تلك الكلية بثلاث سنوات, وكنا قد تعارفنا داخل أسوار الجامعة وقال: إنه معجب بملابسى المحتشمة وأننى لا أرفع صوتى عند الكلام والضحك, ولم يلاحظ أن لى زميلا معينا أتحدث معه بل أننى صديقة للجميع, وقال أيضا: أن وجهى مريح وهو لا يحب الجمال الصارخ, وسألنى عن رأيى فيه هو شخصيا, فقلت له: إننى لا أعرف لأننى لم أعاشره ولم أعرفه إلا من خلال زمالة الجامعة فقط! اختصر لك ما حدث بعدئذ بأننى أحسست أننى أستطلفه وأنه إنسان طيب لأنه قال لى: إن والده متوفى وأنه يكرس كل وقته بعد المذاكرة لرعاية والدته, وإنها كل شىء فى حياته ويسمع كلامها بالحرف الواحد لأنه ابنها الوحيد! قلت فى نفسى إن الابن البار بأمه وأهله إنسانا محترم, وقال أيضا: إن والدته تمتلك فيلا من دورين وأنها خصصت الدور الأعلى له بعد زواجه.

***

واستطردت مهجة.. مرت الأيام والشهور وتخرج وائل والتحق بالعمل ونحن على علاقة طيبة عبارة عن لقاءات فى مكان عام أو فى النادى وأحاديث تليفونية, وقال: إنه يريد أن يعرفنى على والدته قبل أن يخطبنى فإذا وافقت أمه فلن تكون هناك أية مشاكل بإذن الله, وفعلا قررنا أن نتقابل فى النادى القريب من منزلنا فى المعادى ورأيتها سيدة فى أواخر الخمسينات من العمر ذات شخصية قوية, وسألتنى عن والدى وأسرتى ولم تعلق أي تعليق ولم تبد اعتراضا أو قبولا بل قالت: وائل ابنى الوحيد ولازم يتجوز أحسن جوازة وهو يستأهل أحسن عروسة فى الدنيا.

أسرع وائل يقول ضاحكا: مهجة محترمة يا ماما والمهم الأخلاق فهى مضمونة زى الجنيه الذهب!

***

واستطردت مهجة.. وظل الحال على ما هو عليه عدة شهور وطبعا لم أسأل وائل عن السبب فى عدم تقدمه لخطبتى حتى اقتربت من التخرج وفعلا تخرجت, وفى لقاء لى معه قلت له - يبدو أننى لم أعجب الوالدة لأننى لست أحسن عروسة فى الدنيا, كما قالت هناك من هن أحسن منى ألف مرة!

وقال وائل يومها: كنت أنتظر تخرجك فقط لكننى سوف أقابل والدك قريبا جدا!

وجاء وائل بدون والدته, وفهمت أنها لم تتحمس لزواجى من ابنها, لكن وائل قال لى إنه يحبنى وسوف يتزوجنى, وعندما سأله والدى عن سبب عدم تقدم أمه لخطبتى قال:

-  الوالدة تعبانة شوية !

***

واستطردت مهجة.. اختصر لك الموضوع بأن والدى لم يقبل الوضع فى البداية ثم تحت ضغطى وإصرارى وتهديدى لأسرتى بالانتحار إذا لم أتزوج وائل وافقوا على مضض, وعقدنا القران بدون حضور والدته أيضا, وكان كل شيء يتم بناء على إصرارى وحبى له, وكنت كالعمياء لا أرى فى الدنيا سواه وأريد ألا أفارقه دقيقة واحدة!

وطبعا قلت لوائل إنه يجب أن يبحث عن شقة لأننا لن نستطيع أن نعيش مع والدته الرافضة لى, فقال: "إن شاء الله .. بس أنا ماقدرش أترك أمى وحدها مالهاش أى حد غيرى؟ طيب ماذا نفعل؟"

قلت له: لا أعرف.. اتصرف أنت !

***

واستطردت مهجة .. وتصرف وائل بأن استأجر شقة مفروشة عالية الإيجار وكنا نلتقى فيها بعد عقد القران, وقال لى إننى زوجته شرعا وقانونا وأنه من حقه أن يعاشرنى كزوجة! ورفضت فى البداية لأن أبى كان يحذرنى من أى علاقة قبل الزفاف, ولم يكن والدى يعرف بأمر الشقة المفروشة ولا بأننى أقابله فيها, ومرت سنة كاملة ثم بدأ زوجى وائل يقلل من لقاءاته معى ويتهرب منى أحيانا وبدون سابق مقدمات انقطعت أخباره عنى عدة أسابيع وعندما سألت قريبة له كانت المفاجأة المؤلمة التى زلزلت كيانى.

الأسبوع القادم أكمل له الحكاية !

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 599 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,457,442

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز