منتدى شباب العالم يُعتبر منصٌة فعالة قام بتأسيسها مجموعة من الشباب الواعد ليرسل رسالة سلام وازدهار ووئام للعالم أجمع، أكتب مقالى هذا من مدينة شرم الشيخ، حيث بدأت فعاليات المنتدى السبت 2 وحتى 6نوفمبر 2018، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى - وهو النسخة الدولية الثانية - ويشارك فيه شباب من جميع أنحاء العالم للتعبير عن آرائهم، كما أنه يُعد فرصة للتواصل مع كبار صانعى القرار والمفكرين حول العالم، وفرصة أيضاً للتعرف على مجموعة متنوعة من الشباب الواعد من مختلف الجنسيات، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقى فى عالم اليوم وعالم الغد، وإذا كان القائمون على هذا المنتدى قد حددوا ثلاث محاور أساسية هى السلام، والتطوير، والإبداع، إلا أننى أعتقد أن أهم موضوعات محور "السلام" هو دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام بعد أن سادت الأنانية والمصالح الخاصة من جانب الدول الكبرى على حساب حقوق شعوب الدول الصغرى، خاصة وأن هناك أكثر من 600 مليون شاب يعيشون فى مناطق مضطربة ومعرضة للصراعات.. بينما يظهر أهم موضوع فى المحور الثانى "التطوير" كيفية بناء قادة المستقبل، ولا أقصد هنا التركيز على قادة المستقبل للزعامة السياسية فقط، ولكن القيادة على مستوى الشركات والمؤسسات، هذه القضية "صناعة القادة" ليست بالعملية السهلة ولكنها تحتاج تهيئة الأمة نفسيا وفنيا واجتماعيا لإعداد برامج إعداد قادة المستقبل، كذلك هناك نموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية، وهى قمة إقليمية تُعقد على مدار يوم واحد، تأتى تنفيذاً لتوصيات نموذج محاكاة الاتحاد الإفريقى المنعقدفى مايو 2018، فى إطار تفعيل توصيات منتدى شباب العالم نوفمبر 2017، وتعود أهمية هذا المحور لمشاركة ممثلين لشباب 67 دولة عربية وأفريقية فى القمة،يتناقشون ويتحاورن فى محاولة منهم لإيجاد حلول للتحديات المشتركة التى تواجههم وتعزيز سبل التعاون بين الشباب العربى والأفريقى.. ويطفو على سطح المحور الثالث "الإبداع" موضوع فرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى بعد أن أصبحت تقنية الذكاء الاصطناعى موجودة فى جميع الأجهزة تقريباً, وأصبح الحديث الدائر الآن من البعض عن كيفية قيام هذه التقنية بالاستغناء عن العامل البشرى، مما يتسبب فى مزيد من البطالة، وهناك جانب آخر يقول إن الذكاء الإصطناعى سيخلق وظائف أكثر من تلك التى سيلغيها.. والمفاجأة الأهم من كل هذا فى نسبة حضور الشباب من خارج المنطقة العربية وقارة إفريقيا، حيث بلغت نسبة الشباب الغربى حوالى 70%،وتعتبر تلك النسبة الغالبة - وربما غير المتوقعة - هى انعكاسا لحجم الاهتمام والترقب الكبير من الشباب العالمى لحضور المنتدى.. وتحيا مصر.