أعياد مصر .. ودعوة للحياة والرخاء

 

كتبت :ايمان حمزة

أعياد سيناء .. وعيد القيامة المجيد .. وشم النسيم .. نعيش معا أحلى الأيام.. توحدنا الفرحة كمصريين .. نتذوق حلاوة النصر والاحتفال معا بالأعياد .. تجمعنا روح الانتماء لبلدنا مصر .. التى فجرتها ثورة 25 يناير من جديد.. فرأينا التحام الشعب المصرى بكل طوائفه ملتفا حول الشباب .. مسلمين ومسيحيين .. كلنا مصريون .. وفى هذه الأعياد نحيى بكل الحب والاعتزاز والتقدير والإجلال أرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا من أجل بلادنا .. واستعادة حريتها .. شهداء مصر على مر العصور الذين سالت دماؤهم الزكية على أرض هذا الوطن .. ثمنا للحرية .. وكانت سيناء آخر أراضى مصر والتى استعدناها عن قوة بعد انتصارات أكتوبر العظيمة التى التحمت فيها جموع قوى الشعب مع قواتنا المسلحة الجيش المصرى العظيم .. والذى التحم مع الشعب من جديد ليحمى ثورة 25 يناير التى انتصر فيها المصريون على الظلم والفساد ونهب الثروات والأراضى .. لنجد كل هؤلاء خلف القضبان من أجل تحقيق العدالة وليأخذ القضاء المصرى النزيه القصاص لكل المصريين .. ممن قتلوا بدون رحمة الأبرياء ممن خرجوا ينادون بحرية الوطن والعدالة الاجتماعية والكرامة والحياة الكريمة .. فى ثورة سلمية بيضاء .. انحنى لها العالم من حولنا . وأعلن أن المصريين بثورتهم العظيمة يصنعون التاريخ الحديث كما صنعوا الحضارة والتاريخ القديم .. وأعلنوا أنها ثورة يجب أن تدرس فى العالم لكل الأجيال .. قام الثوار بعدها بتنظيف الميدان بعدها .. توحدت فيها القيم الإنسانية المصرية المترسخة فى أعماقنا وكانت قد تاهت منا لبعض الوقت ولكن عادت بقوة .. ومع عودة احتفالات أعياد المصريين ومع عودة روح الإنتماء ونحن نتنسم عبير الحرية مع نسمات الربيع العطرة .. أصبح علينا أن نحافظ على هذه الوحدة الوطنية فهى السد المنيع الذى يحمى مصرنا والذى عليه ولدنا وتربينا وشاركنا الحياة معا بكل أفراحنا وأحزاننا .. وقفنا معا وقت الشدة .. أحباباً وأصدقاء انساباً وأصهاراً وجيراناً نؤمن أن الدين لله والوطن للجميع .. مبدأ عشناه واقعا ندعو إليه كحق المواطن والمواطنة وأرساه رسولنا الكريم «محمد» صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة حين دخلها داعيا وبالعلانية لأول مرة للدعوة بالتوحيد لله وعدم الشرك به .. رسالته الإسلامية كخاتم الأنبياء .. وإيماننا جميعا كمسلمين ومؤمنين بكل الرسل الذين اختارهم الله تعالى لهداية الخلق أجمعين وأوصى فى كتابه العزيز: «لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن بينهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون» (سورة المائدة) .

الرحلة إلي مصر

وقد تزوج رسولنا الكريم من السيدة ماريا القبطية المصرية التى أهداها ملك مصر «المقوقس» .. فأحبها وأكرمها ورزق منها بابنه إبراهيم الذى مات صغيرا وحزن عليه حزنا كبيرا .. وكلنا نعتز بهذه السيدة الكريمة رضى الله عنها التى كانت لها مكانة كبيرة فى قلب رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وقلوبنا جميعا .

وعلى أرض مصر لاذت السيدة العذراء «مريم البتول» بوليدها ورضيعها المسيح «عيسى» عليه السلام لتحميه وتنقذه من بطش ملك اليهود «هيردوس» فى بيت لحم بفلسطين الذى كان يقتل الأطفال الرضع خوفا على عرشه وفقا للنبؤة .. فكانت رحلتها المقدسة إلى أرض مصر بلد الأمن والحب والسماحة فوجد بها كل الترحاب والحماية فدعت لها ولشعبها .. طوبى شعب مصر طوبى أرض مصر .. وهى السيدة التى كرمها الإسلام كما لم يكرم ويعلى شأن امرأة من قبلها فجعلها خير نساء العالمين .. واختصها بسورة كاملة باسمها وهى «سورة مريم» بالقرآن الكريم ولها فى قلوب كل المصريين هى والسيد المسيح عليه السلام كل الحب والتكريم .

ولهذا توحدت قلوب كل المصريين فى نسيج واحد عبر الزمن منذ دخول عمرو بن العاص بالدعوة الإسلامية إلى أرض مصر لينطلق منها إلى شمال أفريقيا والأندلس .. فتوحدت القلوب وأعلى شأن أهل مصر وأحفاد الفراعنة من المسيحيين .. فكان لهم كل التقدير لهم ولكنائسهم .. وكيف لا ورسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام .. لم يجد من يستأمنه على أرواح المسلمين ودينهم الذين لاذوا من بطش الكفار وعذابهم فى مكة خيرا من «النجاشى» ملك الحبشة ودينه المسيحى دين الله فكان مقصدهم فى الهجرة الأولى .. ووجدوا عنده كل الحماية لهم ولدينهم .

سيناء مشروعنا القومي

فلنتمسك جميعا بالحب والتسامح والتآخى أجمل ما يميزنا كمصريين .. ولنشارك حلاوة الأعياد .. وحلاوة السلام على أرض السلام سيناء مهبط الأديان .. ومعبر الرسل والرسالات السماوية والدعوةللتوحيد بالله .. ولنتكاتف معا جميعا كمصريين على كيف نعيد تعمير سيناء بكل شبابنا وأهلنا من أبناء سيناء .. كيف نستثمر ثرواتها ونحافظ على ما استعدناه ولا نفرط فيه .. كيف نحمى أمننا القومى فسيناء درع مصر القومى .. وكيف نستثمر أراضيها الشاسعة فى الزراعة وفى الصناعة التى ستقام على أرضها وتستغل كوادر المصريين وتخلق فرص عمل للشباب ونعيد توزيع سكان مصر منطلقين بعيدا عن الوادى الضيق وزحام القاهرة والمدن الكبرى التى اختنقت من كثرة المتوافدين عليها . ولنستثمر سواحلها الممتدة بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ونستغل ثروات مياهنا فى حل مشكلة المياه العذبة بمشروع قومى لتحلية مياه البحر .. نحل به ما نحن مقبلون عليه من نقص مياه النيل .. وأيضا لنستغل ثرواته السمكية ونحافظ على شعابه المرجانية وثرواته النادرة .. ونستثمر مياهه النقية وصحراءه الواسعة بمحمياتها الطبيعية وثرواتها النادرة من الحيوانات والطيور ونشجع السياحة ونعيدها إلى بلادنا من جديد لنتكاتف من أجل إعادة الأمن والأمان لنا ولمن يأتى محبا لبلادنا .. حتى تفتح بيوت أسر مصرية كثيرة أغلقت مع انحسار السياحة وإن كانت بوادرها بدأت تعود ولنجعل سيناء مشروعنا القومى الهام والكنز الذى يجب أن نحافظ عليه ونحسن استثماره واستثمار موارده وثرواته من نباتات طبيعية وطبية ومن تشجيع السياحة العلاجية وصناعات الزجاج من رمالها وصناعات يدوية لتشجيع الحفاظ على التراث المصرى السيناوى والبدوى الذى يعشقه العالم .. ويقيمه .. وحتى يكون لنا كل ذلك لابد أن نتكاتف جميعا شباباً ونساء ورجالاً وجهود مجتمع مدنى وجمعيات أهلية مع رجال وسيدات أعمال مع مؤسسات الدولة من أجل توفير كل ما تحتاجه سيناء من خدمات اجتماعية ورعاية صحية ومدارس وتعليم ومحو أمية .. من أوجه ترفيه مع توفر كل الاحتياجات المعيشية وأن يواكب ذلك شبكة اتصالات ومواصلات تصل وتربط كل أطراف سيناء قلب مصر النابض بكل أنحاء الجمهورية وأن نعمر مدنها بالبناء والتعمير وزراعة مع الصناعة وتعدين والتجارة والسياحة .. أن نحافظ على آثارها العظيمة وعلى أرضها المقدسة التى كلم على واديها المقدس طوى سيدنا موسى وناجى ربه .. فهل نحمى ونحافظ ونعمر هدية الله لنا سيناء التى عادت إلينا من سنوات وتحتاج منا الكثير .. لنحمى كل شبر من أرضنا التى كان ثمنها غاليا من أرواح المصريون وجنود وضباط جيشنا المصرى العظيم فهل ننطلق بروح الحب والانتماء الذى ظهر بقوة مع ثورة 25 يناير معا كلنا مصريون من أجل خير بلادنا والخير لكل المصريين فى كل مكان فى الريف والصعيد والحضر وأرض سيناء الغالية .. وبعقولنا وسواعدنا وعزيمتنا وحبنا لبلدنا ولأبنائنا .. نتكاتف معا لنصنع حياتنا الكريمة كما نريد لننطلق مع فرحتنا واحتفالاتنا بالأعياد .. إلى العمل الجاد .. لنعلى من شأننا ونعيد القيمة للتعليم ونستعيد كيان مصر فى عيوننا وعيون العالم .. وكفى ما أهدر من جهد ووقت حتى لا يضيع أجمل ما حققنا من الثورة .. مع الأعياد دعوة لنا جميعا أن نعمل بكل الحب والجد ونتوحد بقوة ونقف فى وجه أعدائنا فى الداخل والخارج .. لننقذ بلادنا مما يريدونه لنا وبنا.

 

 


 

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,293,548

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز