كتبت : إيمان عبد الرحمن

بعد موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، بإضافة مادة جديدة أوردت تعريفاً للتنمر، وعقاب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، ماذا عند دورنا فى تطبيق هذا القانون على أرض الواقع كأفراد؟ وكيف نحمي أبناءنا من هذه الآفة؟

أسئلة كثيرة حاولنا تقديم إجابات لها من خلال مجموعة من المختصين عبر هذا التحقيق ..

فى البداية ترى النائبة البرلمانية ماريان عازر، أن مشروع القانون حل جيد لمواجهة التنمر لكنه غير كاف وتقول: تشديد العقوبة أمر جيد ولكن لابد من مساندته بالتوعية المجتمعية على مستوى المدارس ووسائل الإعلام خاصة أنه أحيانا لا يحدث بلاغ رسمي مثل التنمر في المدارس، ونظرا للتأثيرات السلبية لهذه الآفة التي من الممكن آن تتسبب في جريمة غير مباشرة لتأثيرها النفسي السيئ على الضحية كإصابته باليأس والإحباط وشعوره بفقدان قيمته، فضلا عن تفكير البعض فى الانتحار للتخلص من آلامه النفسية الناتجة عن تنمر الآخرين عليه.

وعن كيفية مواجهة التنمر يرى الكاتب زين شحاتة، أن ذلك السلوك خرج من دائرة عدم تقبل الآخر إلى الموروثات كالانتماء العائلي أو لكيان اجتماعي أو رياضي معين، ويقول: يجب غرس قيم قبول الآخر في أبنائنا خاصة مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي لها دور قوي في غرس هذه القيم كالمدرسة والأسرة وبهذا يمكن احتواء التنمر كسلوك سلبي في بدايته، ولا ننسى دور القوى الناعمة كالسينما والفن بأشكاله المختلفة فى مواجهة المشكلة وعلاجها لما تملكه من تأثيرات قوية على الجمهور، فيمكن من خلالها بث رسائل تربوية وغرس القيم المجتمعية التي يمكنها تغيير سلوك وتغيير اتجاه الجمهور وتبني سلوك جديد بعيد كل البعد عن التنمر بطريقة غير مباشرة.

غير كاف

تقول د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها: القانون غير كاف للأسف حت  مع تشديد العقوبة عل  المتنمر حيث توجد صعوبة في إثبات واقعة التنمر، فضلا عن كيفية قياس الضرر الواقع على الضحية، فالإطار الاجتماعي مهم جدا لأن العقوبات الاجتماعية تبقى دائما أكثر تأثيرا من القانونية، ففي السابق كان يعاقب كل من يقوم بأي فعل شائن أو مخل بالشرف كالسرقة أو الرشوة اجتماعيا بالنبذ والعزلة واحتقاره من محيطه المجتمعى، أما الآن وبعد تهتك العلاقات الاجتماعية لم يعد هناك عقوبات اجتماعية بل على العكس يتقبل المجتمع هؤلاء ويخاف أفراده منهم ويعطونهم قيمة ما يشير إلى وجد خلل في الإطار المجتمعي، لذا أنصح أن تبدأ الأسرة بالتربية السليمة للأبناء وتعويدهم القيم الحميدة والعادات الصحيحة والاحترام، ونبذ السلوكيات السيئة التى تضر بالمجتمع وأفراده.

علامات اعرفيها

أما عن كيفية حماية أبنائنا من التنمر فتقول د. نادية جمال الدين، استشاري نفسي أسري وخبير التنمية الذاتية: تبدأ أولى خطوات حماية الأبناء من مخاطر التنمر السلبية بالحوار وخلق حالة من المصادقة بينهم والآباء تمكنهم من التحدث بصراحة لهم عن كل ما يواجهونه من مشكلات خلال يومهم الدراسى أو فى الشارع أو مكان تجمعهم مع أصدقائهم، وبهذا يمكن للأبناء مصارحة آبائهم عند تعرضهم للتنمر من الأصدقاء أو حتى الأقارب، كما أن هناك علامات تظهر على الطفل يمكن من خلالها أن تعرف الأم تعرض طفلها للتنمر كتغير تصرفاته وتفضيله العزلة عن الجلوس مع أفراد أسرته أو ضيوفهم مخافة تعرضه للسخرية من أحدهم، بالإضافة إلى التفكير طوال الوقت وشعوره بالحزن ورغبته فى التغيب عن المدرسة والتأخر الدراسي أو التخلف عن الذهاب إلى النادى أو الأماكن التى يجتمع فيها مع أقرانه، ويمكن حمايتهم من مخاطر تلك الآفة من خلال تحفيزهم على التقاء الأصدقاء وبث الثقة فى نفسه وإشراكه في ألعاب رياضية جماعية وتنمية مواهبه، وتعليمه كيفية الرد على من يسيء إليه.

وتتابع: التنمر لا يكون لفظيا فقط والذى يتم فيه الإساءة المتكررة اللفظية المحرجة والتي تقلل من الغير فلا يستطيع الرد، فهناك البدني بمعنى أن يتطاول الشخص بيده بالضرب والإهانة متذرعا أنها دعابة، بالإضافة إلى الاجتماعي وهو التقليل من الشخص بهدف عزله عن زملائه ويحدث هذا النوع بكثرة في المدارس.

الإبلاغ عن الواقعة

يدعو د. محمد سمير عبدالفتاح، أستاذ ورئيس قسم علم النفس سابقا بكلية آداب المنيا وعميد كلية الخدمة الاجتماعية ببنها سابقا، الأسر التى يتعرض أبناؤها للتنمر إلى الإبلاغ بالواقعة حتى لا ينجو المتنمر بفعلته وحتى يكون لمشروع القانون حال الموافقة عليه من قبل مجلس النواب فعاليته على أرض الواقع، مؤكدا أن تردد وتخوف الكثيرين من الإبلاغ عن أى مخالفات يحد من فعالية العديد من القوانين ويخرجها من حيز التنفيذ، ويقول: أتمنى أن يتضمن نصوصا واضحة ولوائح تحمي المعتدي عليه وتكون رادعة للمتنمرين، لافتا إلى أهمية تقديم الأسرة الدعم لابنها بمختلف أشكاله النفسي والاجتماعي للتغلب على المشكلات النفسية التى يسببها ذلك السلوك السلبي للضحايا.

المصدر: كتبت : إيمان عبد الرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 760 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,837,499

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز