بقلم : د. رانيا يحيى

اسم رنان يرفرف فى مجال العمل العام، وأيقونة للمرأة المصرية الناجحة ورمز وطنى مشرف، وعلامة بارزة للعمل النسوى المصرى والعربى، وأستاذة ومعلمة ومربية أجيال، وعالمة جيولوجيا جليلة وأستاذة بالجامعة الأمريكية.. قضت حياتها فى خدمة رسالتها العلمية ورفعة وطنها،حملت على عاتقها العديد من القضايا بحكم منصبها فى المجلس القومى للمرأة كأمين عام له منذ إنشائه وحتى أحداث 2011،بجانب عملها بالتدريس فى الجامعة الأمريكية لتخصص دقيق،وظلت علامة من علامات البحث العلمى والعمل الأكاديمى إنها د. فرخندة حسن، أحد أعمدة العطاء والإخلاص التى رحلت عن دنيانا بعد رحلة تفانى امتدت حتى الساعات الأخيرة من عمرها، وابتسامة لم تفارقها وهدوء حمل بين طياته عمق الفكر ورجاحة العقل وخبرة السنين.

ربطتنى بها علاقة إنسانية راقية كنت أشعر بفرحة عند لقائها الحميمى، كانت كلماتها تداعب أذنى، عبارات تشجيع ودعم وفرحة أم بابنتها،حضنها الدافئ يخلصك من متاعب الحياة ويعطيك دفعة للأمام وأمل فى الحياة.

حقيقة فقدنا كنزا إنسانيا ثمينا على المستوى الشخصى والمهنىبخبراتها الواسعة فى شتى المجالات،بجانب دورها كبرلمانية قديرة فى الغرفتين النيابيتين مجلس النواب ومجلس الشورى ،عملت على العديد من القضايا والتشريعات لحماية الأسرة والحماية البيئية للوطن،ساندت الكثير من الملفات وكان لديها جرأة فى الطرح.

جميلة المظهر والجوهر،أحبها كل من تعامل معها أو صادفها،فهى شخصية رقيقة جاذبة بحسن تعاملها ودماثة خلقها،وبشاشة وجهها الصبوح،تشعر بتفاؤل حين تراها تبتسم برقتها المعهودة،حضنها يسع الجميع،سلامها بحرارة ودفء من قلب مصرى صميم،إخلاص وتفانى وعمل جاد،ظلت تعمل لعقود لم يستطع شخص أن يوجه لها لوما أو عتابا أو اتهاما،فهى منزهة عن كل نقيصة،لديها كبرياء المصرية الشامخة،لا وساطة ولا محسوبية ولا استغلال لأى منصب،عفيفة اللسان،عفيفة اليدين،تؤمن بدورها الوطنى والقيمى الذى أدت أمانته على أكمل وجه.

رحم الله الأستاذة العظيمة وجعل عملها فى ميزان حسناتها..وداعاً وإلى لقاء قريب.