بقلم : إقبال بركة
منذ عهود سابقة وإعلانات تنظيم النسل تذاع يوميا فى التليفزيون المصرى، ورغم ذلك فشلت هذه الإعلانات فى إقناع الشعب بخطورة الزيادة السكانية، واستمرت الزيادة حتى وصل عددنا في القرن الجديد إلى أكثر من مائة مليون نسمة.
ودعونا نعود قليلا للوراء ففى الربع الأول من عام 2015 ، افتتحت الدولة 6525 وحدة صحية لتنظيم الأسرة على مستوى الجمهورية، إلا أن هذه الوحدات رغم ما بذلته من جهود ملموسة لم تستطع أن تحقق نجاحاً في هذا الأمر، لأن أفكار الناس لم تتغير من الأساس، بعدها تم إنشاء المجلس القومى للسكان ، في عام 1985 ثم تم الاهتمام المكثف حاليا بمعالجة هذه المشكلة من خلال العديد من المبادرات التى عنيت بالتوعية بمخاطر الزيادة السكانية سواء كانت من قبل جهات حكومية أو أهلية، لكن السؤال ما زال مستمرا لماذا لم تصل كل هذه الجهود إلى أهدافها المرجوة، وبالأخص فيما يتعلق بتوعية المرأة بتأثير زيادة الإنجاب على صحتها بل واستقرارها الأسرى؟ لا شك أننا نعانى من مشكلة حقيقية فيما يتعلق بسطوة بعض العادات والتقاليد غير الصحيحة والمتوارثة والتى ما زالت تقف عائقا أمام مواجهة الزيادة السكانية المتتالية وتشكل عبء كبير على الدولة وأيضا على الأسرة نفسها، والأمر فى رأيي يتطلب أن نبدأ رسائل التوعية منذ مراحل التعليم الأولى بحيث تكون جزء من المناهج الدراسية بشرط اقتناع المعلمين بمضمونها، فبدون هذا الاقتناع التام ستتحول الرسائل إلى فقاقيع فى الهواء، الخطوة التالية أن يؤخذ فى الاعتبار العامل الدينى، من خلال الرسائل الدينية الواعية التى تبث من المنابر الدينية المختلفة لتنبه الأسر إلى خطورة هذه المشكلة وتداعيتها، وفى كل هذا على الإعلام دور في نقل الصورة الصحيحة والرسالة التى تلعب دور فى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول زيادة الإنجاب فبهذا نستطيع مع الوقت تحقيق الهدف المرجو من التوعية بخطورة هذه المشكلة.
ساحة النقاش