بقلم: سمر الدسوقي
لا يخفى علينا جميعا الآثار السلبية التي يتركها تصفح المواقع غير الأخلاقية على أطفالنا وشبابنا بل وحياتنا الأسرية ككل، لذا لم تغفل الجهات المعنية هذا الأمر فكان لها ومازال من خلال العديد من القوانين والقرارات والإجراءات ما تكفل به حماية الأسرة المصرية ككل من هذه الآثار المدمرة بشتى الطرق والوسائل، ولكن وقبل هذا ماذا عن الدور الذي لابد تقومين به بنفسك لحماية أبنائك وزوجك وأسرتك ككل من هذه المواقع إكمالا لهذه القوانين والإجراءات؟
دعونا نبدأ من أولادنا أولا.. فالإعداد والتنشئة والتربية لا ترتكز فقط على تكثيف جهودنا لتوفير متطلباتهم المادية وما يأملون به، ولكن الإعداد الحقيقي يرتكز على الصداقة وتبادل الحوار والنقاش والأفكار بل وتوجيههم بشكل غير مباشر لما هو صالح لهم بل ويتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا، والأمر هنا لا يستلزم إجبار أو فرض رأي بقدر ما يتطلب صداقة تتيح لنا معرفة ما يقرأون وما يتابعون سواء على وسائل الإعلام أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المتعددة، وبالتالي يسهل توجيههم بصورة غير مباشرة، هذا بجانب التقرب من أصدقائهم وزملائهم ومعرفتهم بصورة وثيقة تتيح لنا التعرف على من يختارون كأصدقاء وأفكارهم ومدى تأثر أبنائنا بهذه الأفكار، كل هذا ببساطة يجعلك تمسكين بزمام الأمور وتحمين أبناءك من أي خطر قد يتعرضون له بل وتوجيههم بشكل سليم للطريق الصحيح. والأمر لا يختلف كثيرا إلا في بعض التفاصيل الصغيرة فيما يتعلق بتعرض زوجك لهذه المواقع، وما قد يسببه هذا من مشكلات أسرية بينكما، فالصداقة والحوار ومشاركة المشكلات والأحلام والآراء أوكما يقولون «الفضفضة» ستزيل أي حواجز بينكما، ومن ثم ستجعل كل منكما سندا للآخر، سند يعرف كيف يدعم ويشارك ويساند ويعرف أحلام وطموحات الشريك، بل ويساعده في تحقيقها ومن ثم يملأ حياته، فيكون البديل لكل شيء سوى كان قريبا أو صديقا أو حتى موقعاً إلكترونياً
عزيزتي الأمر في النهاية بيدك وتحت سيطرتك لن ينظمه لك قانون أو إجراء مهما كانت قوته، ولكنك بحنكتك ومهاراتك تستطيعين إدارته بصورة تحافظ لك على مستقبل أبنائك الذي قد يهدده تعرضهم لمثل هذه المواقع ويحافظ لك أيضا على استقرار أوضاعك الأسرية ونجاح حياتك العائلية، فقط كوني الصديقة والأخت والأم والرفيقة المساندة فبهذا تكسبين هذه الحرب.
ساحة النقاش