يبدأ النمو في حياة الإنسان منذ تكوين الجنين ويستمر من بعد الولادة وحتي نهاية فترة البلوغ ويؤكد العلماء أنه منذ بداية الحمل وحتي نهاية السنة الأولي من عمر الطفل تقريباً يتأثر النمو بعوامل كثيرة أهمها الأمراض التي تصيب الأم أثناء الحمل مثل ضغط الدم والأمراض المزمنة وتعاطي الأدوية والمخدرات والكحول وتلك العوامل لها أثر كبير علي نمو الطفل حيث أنها قد تعوق نموه ومن ثم تؤدي إلي قصر القامة.
تقول رشا مصطفى أخصائية التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية إنه خلال السنة العاشرة إلى فترة ما قبل البلوغ يكون نمو الجسم تحت تأثير هرمون النمو فإذا كان إفراز هذا الهرمون قليلاً فإن معدل النمو يقل عن المعدل الطبيعى ومع مرور الزمن يكون معدل الطول أقل من الطبيعى مما ينتج عنه قصر القامة أما مع بداية البلوغ وإلى نهايته يكون نمو الجسم تحت تأثير هرمون النمو بالإضافة إلى هرمونات البلوغ وفى حالة انخفاض إفراز هذه الهرمونات لسبب أو لآخر فإن ذلك يؤدى إلى تأخر البلوغ وعدم حدوث النمو السريع الموافق للبلوغ ولذلك تبقى البنت قصيرة وكذلك الولد بالمقارنة بمن هم فى سنهما وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام عن الأسباب العامة لقصر القامة بخلاف الاضطراب الهرمونى الذى تحدثنا عنه فى هى تكون حوالى (90%) من الاسباب وهى :
طول الوالدين فإذا كان أحدهما أو كلاهما قصيراً فإن احتمال القصر لدى الأبناء يكون كبيراً وايضاً تأخر البلوغ وعادة ما تكون هذه الظاهرة عائلية أى أن أحد الأقارب أو الوالدين تأخر فى البلوغ وفى هذه الحالة لا توجد لدى البنت أية مشاكل مرضية وكل ما فى الأمر هو أن أعراض البلوغ تتأخر وعند البلوغ يعود كل شىء إلى حالته الطبيعية .
- والوزن عند الولادة عامل ثالث لقصر القامة فيتحدد وزن الطفل بعدة عوامل وهى :
صحة الأم والصفات الوراثية للطفل والعيوب الخلقية لديه وأمراض الهيكل العظمى الوراثية والأمراض المزمنة مثل القلب والكلى والدم والجهاز العصبى وغير ذلك سوء امتصاص الغذاء وسوء التغذية واضطراب التمثيل الغذائى داخل الجسم والأمراض النفسية الشديدة.
نقص التغذية
وتقول رشا مصطفى إن قصر القامة قد يرتبط بنقص العديد من العناصر الغذائية مثل الحديد والزنك والنحاس والكالسيوم وفيتامين (أ) ونقص البروتينات.
كما أن فيتامين (د) مهم جداً لدخوله فى عملية تكوين العظام حيث يزيد من ترسيب الكالسيوم ويزيد من نسبة الاستفادة من الكالسيوم الموجود بالجسم (ومصادرة البيض والألبان).
أما فيتامين (هـ) من أهم الفيتامينات التى تقلل التأكسد الذى يتعرض له الجسم ويعمل على تنظيم عمل الهرمونات بالجسم.
- ويعتبر الكالسيوم عنصرا هاما جداً ويكفى أن نقول أن بناء العظام والأسنان يعتمد على هذا العنصر لذلك فالصغار فى أمس الحاجة إليه لبناء عظامهم ويظهر التشوه فى النمو حال افتقارهم لهذا العنصر بالذات كما أن الأم الحامل بحاجة إلى كمية إضافية من هذا العنصر لأن الجنين يستمد غذاءه من الأم وبخاصة فى أواخر أشهر الحمل وطوال فترة الرضاعة فإذا كانت الأم تفتقر لهذا الجسم فإنه يؤدى إلى نخر الأسنان وتقوس العظام والكساح وانحطاط فى قوة العضلات وتشنجها وآلام عصبية وغير ذلك مما يؤثر على الصغار والكبار على السواء.
ومصادره هي:
(100مجم) جبن شيدر تعادل (721مجم) كالسيوم
(100مل) حليب غير منزوع الدسم (118مجم) كالسيوم
(100مل) حليب نصف دسم (122مجم) كالسيوم
(150جم) لبن زبادى (160مجم) كالسيوم
(100جم) فول سودانى (61مجم) كالسيوم
(30جم) خبز أبيض (33مجم) كالسيوم
(100جم) عصير برتقال (10مجم) كالسيوم
أما الاحتياجات اليومية للكالسيوم فهى للأطفال (800 مجم كالسيوم يومياً).
وللمراهقين (1200 مجم كالسيوم يومياً).
النساء أقل من (40سنة) (1000مجم كالسيوم يومياً).
النساء فوق (40سنة) يحتاجن (1500مجم كالسيوم يومياً).
الرجال أقل من (60سنة) يحتاجون (1000مجم) كالسيوم يومياً.
النساء والرجال فوق (60سنة)يحتاجون (1200)مجم كالسيوم يومياً.
النساء الحوامل والمرضعات يحتاجن (1200مجم) كالسيوم يومياً.
الماغنيسيوم
وعن الماغنيسيوم فهو
ايضاً عنصر هام لصحة العظام والأسنان وتحتوى مشتقات (الألبان واللحوم والأسماك والمأكولات البحرية والموز والخضراوات الخضراء اللون على كميات وفيرة منه) وما يزيد على 65% من كمية الماغنيسيوم الموجودة فى الجسم تتركز فى العظام وتوجد جنباً إلى جنب مع عنصرى الكالسيوم والفوسفور حيث تعمل العناصر الثلاثة مجتمعة على تعزيز بنية العظام وتقويتها وينظر إلى الماغنيسيوم أيضاً على أنه عنصر مساعد فى آليات إنتاج الطاقة ويلعب دوراً محورياً فى تحرير الطاقة من الطعام الذى يصل إلى جسم الإنسان وفى الحفاظ على صحة الأعصاب والعضلات.
الزنك
فمن أهم أسباب قصر القامة عند الأطفال هو نقص عنصر الزنك ويرجع ذلك لأهمية الزنك ودوره الفعال فى عمل الكثير من الهرمونات والأنزيمات بالجسم التى لها دور فعال فى عملية تكوين العظام وترسيب الكالسيوم.
اليود
المصدر الأساسى له هو المنتجات البحرية التى لاغنى عنها واليود هام جداً لدخوله فى تكوين هرمونات الغدة الدرقية الهامة لعمليات التمثيل الغذائى والحرق بالجسم.
ساحة النقاش