المطلقة يرفضها ويحاصرها المجتمع
كتبت :سماح موسي
معاقبة دائماً.. متهمة أكيد.. إنها المطلقة تلك المرأة المسكينة التى تدفعها الظروف والخيار بين حياة بائسة ظالمة وبين حرية مشبوهة أكثر ظلماً.
يغفر المجتمع ويجد المبرر للرجل المطلق لكنه دائماً يشير بأصابع الاتهام إلى المرأة وأنها سبب فشل الزواج، كما أنه لا يتيح لها الفرصة لكى تعيش حياة جديدة ويظل يلاحقها بنظراته المعاقبة والمعاتبة مشيرا لها بأصابع الاتهام وراء فشل الحياة الزوجية.
فإلى متى ينظر المجتمع إلى المطلقة على أنها عورة اجتماعية يحب سترها ؟!
ترفض لطيفة سويدان - متزوجة من إحدى قرى محافظة الغربية - اتهام المطلقات بإفشال الزواج وتؤكد : إن المطلقة ليس لها ذنب فى الطلاق.. لأن «مافيش واحدة عاوزة تخرب بيتها بأيديها».. فالزوجة قبل الطلاق تحاول أكثر من مرة إنهاء المشاكل الحادثة بينها وبين زوجها وإصلاح ماتم إفساده بينهما وتكون مصرة حتى النهاية على سير الحياة أكثر من الرجل حتى لو كان ذلك على حساب كرامتها وإن لم يكن من أجلها ومن أجل زوجها فيكون من أجل الحفاظ على أبنائها من الضياع والتفكك لكنها تصطدم بمعايرة صديقتها لها واجتنابهن لها وقد يصل الأمر لكراهيتهن لها.
حل ظاهرة العنوسة
وترى علا عبدالله - متزوجة ومن سرنجا مركز ميت غمر محافظة الدقهلية - أن المطلقة قد تساعد على حل مشكلة العنوسة فإذا كان الشاب ليست لديه إمكانيات مادية لتكوين بيت وشراء مستلزمات الزواج والمطلقة ثرية وتستطيع أن تتكفل بكل المستلزمات فلا يوجد مانع أن يرتبط بها.
لكن المجتمع يعتبر المطلقة شخصية سيئة يبتعد عنها الناس ولا يحترمونها وقد تمتنع عن البوح بأسباب الطلاق وفى هذه الحالة لاتقدر أن تدافع عن نفسها ودائما ينظر لها الجميع نظرة كراهية وعتاب.
الحياة مع مطلقة
ويحكى أ.م. 28 عاماً تجربته فى الزواج من مطلقة يقول : رغم ما واجهته من رفض أهلى لزواجى من مطلقة إلا أننى قررت الزواج من مطلقة سبق لها الإنجاب على العلم بأننى تزوجت منذ ثلاثة أعوام ولم أنجب فأردت أن أتزوج من مطلقة حتى يتحقق لى حلم الأبوة وفعلاً تزوجتها وأعيش الآن معها هى وابنتها حياة سعيدة وهى الآن حامل وننتظر مولوداً جديداً فهل كان سينفعنى كلام الناس !!!
ويختلف معه محمد السيد من قرية كفر سرنجا مركز ميت غمر محافظة الدقهلية «رغم احترامى للمطلقة إلا أننى أرفض تماماً الزواج من مطلقة فبدلاً من أن أتزوج من مطلقة أفضل الارتباط ممن لم يسبق لها الزواج لأننى أحب أن أكون ماضيها وحاضرها ومستقبلها بالإضافة إلى أننى بطبيعتى غيور.
كلام الناس
وتقول منى محمد إبراهيم من قرية الدبونية مركز ميت غمر محافظة الدقهلية.. ينظر للمطلقة فى بلدتنا على أنها شخصية غير سوية فهى التى «خربت بيتها» وشردت أبناءها ودائماً عليها رقابة فلا تخرج من المنزل إلا بعد الاستئذان من والدها أو ممن تسكن معه من أقاربها وحتى بعد أن تحصل على الإذن بالخروج لا تسلم من كلام الناس وإذا ذهبت لزيارة صديقة لها أخ أعزب يقولون إنها ذهبت لصديقتها حتى تتزوج من أخيها.
ويا للعار إذا حدثت أحد أقاربها غير متزوج فلا تسلم من معاملة أهلها السيئة لها ولا كلام الناس !!!
من أجل الحفاظ علي زوجها
وتتفق هند أحمد من إحدى قرى محافظة الشرقية مع الرأى السابق وتضيف : يخاف الناس من المطلقة فمثلاً تخاف صديقتها منها على زوجها خوفاً من أن تخطفه وتبعده عنها وتتزوجه هى وقد يصل الأمر أن تخسر صداقتها خوفاً على بيتها خاصة إذا كانت صديقتها المطلقة هذه جميلة الشكل وتتمتع بجاذبية ولها طريقة وأسلوب راق فى المعاملة فتغار منها وتبعدها عنهـا وعـن بيتها !!
سوء سمعة
ويؤكد رشدى أحمد من قرية كفر حمودة مركز هيهيا محافظة الشرقية على سوء معاملة المطلقة فى المجتمع بخلاف سوء سمعتها بين الأهالى والأقارب وحتى الأغراب، فصديقة أختى طلقت منذ شهرين وطلبت والدتى من أختى قطع صلتها بصديقتها خوفاً على أختى من شبهة معرفة مطلقة ، وخوفاً على غضب والدتى خسرت أختى صديقتها وآثرت أنا السكوت!
ساحة النقاش