«عيب أخوك الكبير لازم تحترميه»
كتبت :أميرة اسماعيل
تسمعها كل فتاة في أسرة مصرية لها أخ أكبر، نظراً للعادات والتقاليد الراسخة فى مجتمع يكرس حق الابن الأكبر في فرض سيطرته وأوامره علي أخته الصغري. فكيف تري الفتاة ذلك؟ وما وجهة نظر الأخ الأكبر في ممارسته السلطوية علي أخواته البنات؟
فى السطور التالية نتعرف علي آراء الأخوة والأخوات في تلك الظاهرة ومحاولة تفسيرها تفسيراً علميا..
البداية كانت مع بسنت سامى- 19 سنة - طالبة تقول: كنت أسعى دائما لنيل رضا أبى.. وموافقته على كافة الأمور المتعلقة بى، لأفاجأ بأن أخى الكبير قد احتل هذه المكانة..ولاسبيل للتفاهم الهادئ، فأصبح الأمر أكثر تعقيداً..
وتضيف أعانى من تحكمات أخى الأكبر، فهو دائما مايثير المشاكل معى لأنه يشك فى كل تصرفاتى نظراً لما يراه من تصرفات بعض صديقاته.
بينما ترى إيمان محمد -24 سنة - موظفة - بأن قلق الأخ سواء الكبير أو الأصغر سناً نابع من الخوف عليها من أفعال ومغامرات الشباب، فتقع أخته ضحية لأى خطأ.
أما سحر على- 18 سنة- طالبة تقول: أقبل تدخل أخى الأكبر، ولكن أرفض بشدة تدخل أخى الصغير، مما يسبب مشاكل دائمة معه ودائماً تنصفه الأسرة، وذلك من منطلق أننا مجتمع ذكورى.. ينصف الولد مهما كان الأمر.
لجأت للحيلة والذكاء فى التعامل مع إخوتى الشباب حتى أحقق ما أريده، هذا ما بدأت به إيمان السيد- 26 سنة- أخصائية اجتماعية- وتستطرد قائلة: أستطيع بتبسيط الأمور والوصول لحلول وسط أن أتجنب الحرب بيننا كإخوة، حيث يقع الأب والأم فى مأزق بين قرارت الابنة وعند سيطرة الأخ سواء كبير أو صغير.
وتؤكد هاجر السيد 24 سنة مشرفة بإحدى المدارس- إن الأمر فى الصعيد صعب للغاية والأخ الأكبر له مكانة تتعدى الأب أحياناً، فهو من يعطى الرأى بالقبول أو الرفض فى مسائل مصيرية كالزواج .. وهذه ثقافة مجتمع أولاً وأخيراً، حيث تحدث مشاكل عديدة بتدخل الأهل ولكن يتم إنصاف الرجل «الأخ» فهو الأكثر تعاملاً فى المجتمع وبالتالى يسمح له باتخاذ القرار.
التوجيه.. لايلغى الثقة
تختلف وجهة النظر بين الأخ والأخت فالأول ينتابه الخوف والقلق على أخته فى الوقت الذى ترى فيه الفتاة ذلك عدم ثقة، فما رأى الشباب؟
يقول محمود على -26 سنة كيميائى-: ليس معنى قلقى وخوفى على أخواتى عدم الثقة فيهن، ولكن حرصى على متابعة أختى الكبرى أو الصغرى ولكن ليس بالمراقبة أو مضايقتهن بالأسئلة، ولكن بالتفاهم، وخلق روح الصداقة بين الأخ والأخت هو أساس استقرار العلاقة بينهما من خلال المشاورة والاستماع لها مهما كانت حاجتها لأى أمر.
بينما يرى محمد رضا -28 سنة- مهندس - أن مفهوم الأخ الكبير المسيطر لم يعد «زى زمان» فالفتاة قادرة على اختيار أصدقائها وشريك حياتها، ولكن بتوجيهات من الوالدين والأخ أيضاً، وكل هذا يتم بحب حتى لاتتمرد الفتاة على هذه التحكمات، وقد تلجأ لتنفيذ أفكارها دون الرجوع لأحد!!
ويصمم أحمد السيد- 26 سنة- على حقه فى متابعة أخته الصغرى قائلاًَ : من حقى كأخ أكبر أن أتابع أختى الصغرى، ولأننى تعرفت على بنات كثيرة فأخشى على أختى من الوقوع فى أى خطأ مهما كان بسيطاًَ، فأعين الناس لاترحم الفتاة وكلما زاد الانفتاح.. زاد القلق على البنت بشكل عام.
أوقات ألجأ لوالدى حتى يوافقنى على رأىى هذا ما أكده حسن مصطفى 21 سنة: مساندة والدى لى تجعل موقفى قوىاً فى إخضاع أختى لقرارى فمهما تدخلت الأطراف فتوافقى مع والدى يجعل القرار نهائياً.
المساواة مطلوبة
من ناحية أخرى تؤكد د. عايدة سيدهم، أستاذة التربية بجامعة الزقازيق -:إن بداية الأمر تأتى من الموروث المجتمعى والثقافى الذى يستند فيه بعض الأسر على أبنائها الذكور فى قضاء احتياجاتها اليومية، وعندما تشتد ذراعه يشعر أنه المسئول وخاصة عن البنات فيمارس تحكماته فى أفراد أسرته، وهنا ننتقل للنقطة ذات الأهمية الكبرى وهى أسلوب التربية الذى يهمل البنات ويهتم بتربية وتعليم الذكور، من منطلق أن الابن سيكون مسئولاً عن أسرة، وعدم السماح للبنت للقيام بعمل بعض الأشياء التى يفعلها الولد، مثل الخروج بمفرده والتأخر خارج المنزل إلى وقت متأخر من الليل، وقد يرى الابن معاملة الوالد لوالدته سواء بالتحكم فى الأم وإهمال رأيها داخل المنزل فيتخذه قدوة له فيتحكم فى أخواته البنات ، فليتنبه الأب والأم للمساواة العادلة بين الابن والابنة .
ساحة النقاش