امرأة فى مأزق
الزوج: أيوه بحب
والزوجة: هان عليك الود؟!
كتب :محمد الشريف
بينما أنت نائمة في العسل تمني النفس بحياة هادئة، مستقرة وسعيدة، ترسمين لها المستقبل، تعلقين عليها الآمال والطموحات، منغمسة في مهامك المنزلية، منشغلة بالأولاد «ثمرة زواجك» إذ يسبح زوجك عاشقا في بحر الغرام ويختلس المكالمات الهاتفية واللقاءات السرية مع الحبيبة الخفية.
تأتي الحقيقة المرة لتقول لك «زوجك عاشق امرأة غيرك» فماذا تفعلين، وما رد فعلك؟ وما الأسباب الحقيقية التي تدفع الرجل المتزوج إلي حب امرأة غير زوجته، هل مجرد إثبات رجولة أم حب المغامرة؟
«حواء» وجهت تلك الأسئلة للمتزوجين من الطرفين «رجال، نساء» للوقوف علي الأسباب وطرق مواجهة تلك المشكلة ll
اختلفت ردود الأفعال بين الزوجات من واحدة إلى أخرى حسب قوة العلاقة التى تربط كل زوجة بزوجها وإن كان القاسم المشترك بينهن الانتكاس وجرح الكرامة. فبمجرد أن تكتشف الزوجة أن زوجها يحب امرأة غيرها يكون الخبر كالسكين التى تغرس فى قلبها، فهذه خيانة لا تغتفر هذا ما وصفت به هويدا سعيد متزوجة منذ خمس سنوات قائلة: لو علمت بأن زوجى يجب امرأة غيرى فبالتأكيد لن يمر الأمر بمجرد صدفة ولن ينتهى فى لحظة صفاء بينى وبينه، بل ستظل غرسة السكين فى قلبى ولن يتوقف الألم مدى الحياة.. وتتابع قائلة: سأبدأ بمراجعة نفسى منذ معرفتى به وحتى لحظة اكتشاف خيانته، ومن ثم سأصل للإجابة على السؤال الذى يطرح نفسه، لماذا؟ .. وسأقوم بمواجهته وسأترك قلبى وعقلى يحكمان عليه، وعندما أتأكد من عدم صونه للميثاق الغليظ الذى بيننا وأن اسباب خيانته غير مبررة وتافهة، وأنه بهذا لم يكن الإنسان الذى يستحق أن أكمل معه بقية حياتى سأتخذ قرارى النهائى بالفراق وارجع إلى منزل أبى آخذة أولادى معى وأطلب الانفصال وأترك له كل شئ طالما القلب قد ذبح، وبالتالى سأفتح صفحة جديدة فى حياتى وأبدأ فى العمل والاعتماد على نفسى وأنسى فكرة العودة إليه.
خيانة لا تغتفر
بهذه العبارة عبرت سارة، المتزوجة حديثا عن الزوج الذى يحب على زوجته فهى ترى أنها خيانة لا تغتفر وأن العواقب ستكون وخيمة على حياتهما بعد تلك الصدمة، وتقول: إذا كان زوجى الذى وهبته حياتى وكل ما أملك باع بالرخيص، بالتأكيد سأصاب بالانتكاس وجرح لكرامتى وكبريائى، ولكن سوف اسأل نفسى ما السبب الذى جعله يفعل ذلك؟ وما الذى أعطته تلك المرأة ولم أعطه له، وأنا أقرب الناس له، وهى قد تكون نزوة عابرة بينما أنا شريكة حياته ومشاعرى له حقيقية وترجمت له بصورة أطفال، وطالما أنني لم أنتقص من حقه شئ فلماذا يبحث عن أخرى؟ وهل هى مجرد إثبات لرجولته أم حب البحث عن المغامرة والإثارة؟ ولكن إذا أراد أن يعالج الأمر بالتفاهم والتوصل إلى حل فيجب عليه أن يختار إما بيته أو نزوته.
وتضيف: حتى وإن عاد بعد ذلك فلا أستطيع أن أعود له كالسابق لأنه سيكون هناك شئ انكسر بداخلى، وثقتى وحبى له قد تزعزعت، وتختم كلامها قائلة: ليس هناك مبرر للخيانة، فإن كان قد توقف عن حبى وأصبحت الحياة بيننا مستحيلة، عليه أن يخبرنى ، فلا يحق له أن يخوننى لأن الخيانة إذلال لكرامتي.
وبدون تردد تقول سماح: سيكون تصرفى حسب سلوكيات زوجى، فإذا كان من النوع اللعوب ونزواته مستمرة ولا يصون كرامتى، سأطلب منه الطلاق دون تردد ، وإن رفض سأخلعه متنازلة عن كل شئ لأحفظ كرامتى.
مجردة نزوة
م.ع. متزوجة، ولديها طفلان، تعيش لحظات خيانة زوجها وأبو ابنيها ولم يخبرها أحد عن خيانته ، فهى التى رأته بنفسها وهو جالس مع امرأة أخرى فى أحد المطاعم، تقول: دققت النظر لعله «ليس هو» هذا تمنيته ولكن لم يخنى نظرى، فهو بعينه زوجى الذى تزوجته عن حب. والذى مازال يكن لى الود كما يظهر، وعندما مر بجوارى وهو بصحبة تلك المرأة لم أصدق فى بادئ الأمر، لحقته إلى داخل المطعم لأتأكد أنه هو، وكان بالفعل هو، عدت إلى البيت وأنا منكسرة لا أقوى على الاعتراف بإهانتى من حبيبى وزوجى، وعندما عاد إلى البيت لم أستطع أن أنطق بكلمة، صمت وسكين تغرس فى قلبى.
وتعلل م.ع، سبب سكوتها بقولها: ليس من السهل أن تتقبل المرأة خيانة زوجها ، ولكن طالما أنا واثقة أن تلك المرأة ليست سوى نزوة عابرة فى حياة زوجى وأنها لا تستحق أن أهدم بيتى من أجلها ، فانتظرت ساكتة فى مكانى وزوجى سيعود إلى وإن كنت غير قادرة على غفران ما قد صدر منه فى حقى.
علامات الخيانة
وهل بمقدور الزوجة أن تكتشف خيانة زوجها بمفردها؟ وهل هناك علامات تستدل بها ، وماهى ؟.
وتشير تهانى السيد، متزوجة منذ 15 عاماً إلى أن هناك علامات واضحة من السهل على الزوجة ملاحظتها على زوجها لو كان على علاقة بغيرها؟ وهو أمر سهل على المرأة أن تشعر بخيانة زوجها سواء كانت متعلمة أو أمية وذلك من خلال غيابه المستمر أو بعض التصرفات غير المتوازنة التى تؤكد وجود امرأة فى حياته ، وهناك بعض الأشياء المادية التى قد تقع فى أيدى الزوجة كالأوراق أو اختلاس المكالمات الهاتفية سراً، والارتباك الذى قد يظهر عليه حالة تلبسه فى الموقف نفسة، وتشير تهانى : أنه فى بعض الاحيان لاتستطيع الزوجة اكتشاف خيانة زوجها إلا بعد فترة زمنية كافية بعد أن يقع الزوج ويرتكب غلطة غير مقصودة تكشفه بكل بساطة وسهولة.
وتختلف نهى عبد القادر مع آلأراء التى تقول بسهولة اكتشاف الزوجة خيانة زوجها، قائلة: ليس من السهل على الزوجة أن تعرف مدى تغير زوجها تجاهها، لأن الرجال هذه الأيام أصبحوا أذكياء ويتصرفون بدهاء ومكر حتى لايلفتوا نظر زوجاتهم إلى أى تغير أو تقصير فى مسئولياتهم نحو بيتهم حتى لاتشك الزوجات فيهم وينكدن عليهم حياتهم.
وتتابع قائلة: طبعاً بعض الرجال ليس لهم أمان، حتى إذا خرج من بيته يكون له وجه آخر، وهذ يؤسف له لأنه بذلك يجنيه على نفسه واسرته معاً، وتكون العاقبة وخيمة فى تفكك أسرته وتشرد أبنائه وانحرافهم بعد ذلك.
أين السبب
ولكن ما الأسباب الحقيقية التى تدفع الزوج إلى أن يحب على زوجته؟
ومن السبب فى ذلك الزوج أم الزوجة؟ طرحنا هذه الأسئلة على الأزواج والزوجات لنعرف أين تكمن المشكلة.
توصل الطرفان إلى أنواع ثلاثة للمشكلة الأول: يكمن فى التكوين النفسى للرجال، والثانى: بسبب الظروف الاجتماعية ممثلة فى الطريقة الخاصة بالزواج المتبعة فى المجتمع المخالفة لتعاليم الدين، والثالث : تكون المشكلة فيه بسبب أنانية الزوج ولامبالاة المرأة.
عدم اقتناعه بها
هذا مايراه ويؤكده عبدالله محمد - طالب جامعي- تزوج منذ ثلاث سنوات ، ومن خلال تجربته الخاصة فى الزواج المبكر بسبب أن الابن الوحيد يزوجه أهله لتساعد زوجته أمه فى المهام المنزلية خاصة بعض زواج اخواته البنات يقول: إن عدم اتاحة الفرصة للرجل والمرأة فى اختيار الإنسان المناسب الذى سيرتبطان به سبب هذه المشكلة، لأن الرجل لايجد الفرصة فى اختيار من ستكون زوجته، فالأهل هم الذين يختارون له ويزوجونه، بينما دور الرجل لايكون إلا صوريا يتمم الطريق الذى رسمه له الأهل، وهنا تبدأ المشكلة بعد الزواج، وهى اكتشاف الزوج أنه غير مقتنع بزوجته ، وغير قادر على الانسجام معها ، وبالتالى يشعر بأن هناك شيئاً ينقصه ، ويبدأ فى البحث عنه خارج البيت فى امرأة أخرى . لذا يجب على الرجل أن يفكر قبل أن يقدم على الزواج من الإنسانة التى سيرتبط بها.
واحدة لاتكفى
هذا هو شعار الرجل، والذى تكمن المشكلة فى تكوينه النفسى ولايكتفى بامرأة واحدة، فمثل هذا النوع من الرجال ينتقده أبناء جنسه ويصفونه من الفئة غير الطبيعية، وتتميز هذه الفئة بحب الجمال والتملك، وهذا ما اعترف به عبد المجيد المتزوج من اثنتين، الذى أكد أنه يحب زوجته ولايمكن أن يحب عليها ولكن بعشقه للجمال تزوج من ثانية، ويؤكد على أن سبب الارتياح المادى هو الذى فتح له الأبواب فى البحث عن امرأة ثانية، وهو مايدفعه للنظر والإعجاب بثالثة وغيرها.
من المسئول
عندما وجهنا هذا السؤال إلى الأزواج رد بعضهم أن الزوجة هى المسئولة الأولى فى أن يحب عليها زوجها، يقول عبد المجيد، إن عدم احتواء الزوجة لزوجها وعدم الاهتمام بمظهرها وشكلها واهمالها له يعطى الزوج الفرصة أن يبحث عما ينقصه فى امرأة أخرى.
بينما ترى مروة.د صعوبة لوم طرف دون آخر قائلة: الحياة الزوجية هى مشاركة وجدانية ونفسية ، وهذا يصعب من تحمل المسئولية لطرف واحد، فهناك ظروف يمر بها الزوج وتجعله يفكر بأخرى، وهناك زوجات يدفعن ازاوجهن لذلك بسبب اهمالهن لأزواجهن فى المظهر أو الاهتمام بهم.
ويرى عبد الله أن مشاكل أهل الزوجة هى السبب فى فتور العلاقة الزوجية بين الزوجين حتى وإن كان يحبها مقتنعاً بها، ولكن بسببهم ينفر منها ويبتعد عن البيت.
سبب آخر يتعلق بالحياة الراهنة وما تحمله من اعباء مادية على الزوج، يقول عبدالحكيم: نهم الحياة المعاصرة هو السبب لأن متطلبات العصر تهلك الزوج وتجعل منه خادماً للزوجة والأسرة يوفر لهما كل متطلباتهما دون أى صعوبة، كجنى مصباح علاء الدين.
غياب الحوار
ويؤكد أبو بكر حسين أن كل هذه المشاكل بسبب أنانية الزوج ولامبالاة الزوجة، ويقول: الاثنان لايحاولان أن يصلا إلى نقطة التلاقى فى الحوار والعاطفة، فالمعاملة لاتكون بينهما إلا بصورة تأدية الواجبات الزوجية دون مشاعر دافئة، كذلك انعدام الثقافة الجنسية بينهما يوسع الفجوة والفتور فى علاقتهما معاً، وعدم تجديد حياتهما باستمرار، فلا نجد كل منهما إلا ويلقى اللوم على الآخر بدلاً من أن يبذلا جهداً فى انجاح علاقتهما الزوجية.
ويضيف أن غيرة الزوجة وشجارها المستمر من الأسباب التى تجعل الرجل يهرب من البيت ويبحث عن الاستقرار والحب مع أخرى لأنها حولت حياته إلى نكد
ساحة النقاش