أرض النفاق
كتبت :ماجدة محمود
بينما كنت أتابع أحداث الفيلم العربي العظيم " الزوجة الثانية " للرائع " صلاح منصور "الذى لا نكل و لا نمل من مشاهدته كلما عرض على الشاشة الفضية ، وفى ظل حالة الاسترخاء التى نختطفها وسط الكآبة التى تحيط بنا فإذا بصديقة تتصل بى لأتابع بثا حيا للإعلان عن ميلاد "جبهة الضمير لحماية الثورة " وبالفعل انتقلت طواعية من حالة الهدوء التى لا تتحقق كثيرا هذه الأيام إلى حالة التوتر والعصبية التي لا تفارقنا ، لماذا؟! لأن هناك من تحدث عن أن الجبهة قامت لمواجهة حالة الاستقطاب التى تشهدها البلاد مطالبا جميع القوى السياسية بعدم إعادة إنتاج النظام السابق والتعاون من أجل وقف العنف والتخريب ، ومضيفا أن الجبهة تهدف إلى أن تكون ضميرا وطنيا تدافع عن استمرارية الثورة وعن حق المصريين في الحرية والكرامة والعدالة !! وبالطبع بعد سماع هذه الكلمات تزاحمت الأسئلة بذهني بالإضافة إلى أنني تذكرت فجأة الفيلم العربي الرائع " أرض النفاق "للمبدع الراحل " فؤاد المهندس " ، أما عن الأسئلة فسوف أسرد بعضا منها ..أولا :_ من الذى يعيد النظام السابق ؟ شباب الثورة والمعارضة اللذان بح صوتهما بالمطالبة منذ قيام الثورة بمواجهة الفساد ..أم من يتصالح مع رموز النظام السابق ويدعوهم إلى العودة للوطن ؟!
ثانيا :_ ما هى حالة الاستقطاب التي قامت الجبهة لمواجهتها ، واستقطاب من ؟؟ إذا كانت كل المشاهد التى تنتهك الآدمية تبث حيا على الهواء ، ثم من يستقطب من ؟؟ المعارضة تستقطب المواطنين وأغلبهم من "حزب الكنبة " يكتفون بالمشاهدة ومتابعة ما تتناقله وسائل الإعلام وبعضهم يفرغ همه وغضبه من خلال المداخلات التليفونية ، أم أصحاب جبهة الضمير الذين يكتفون بالمؤتمرات والتصريحات وأحيانا التغريدات !! ثم نسمع عن ميلاد جبهة للضمير وأي ضمير ، ضمير الثورة ، يعنى الضمير بمفرده " مشفي " لا يصلح ، لابد من ملحقاته " الثورة" ، الشيء لزوم الشيء ، الثورة أصبحت كلمة السر ، كلمة المرور لأى شيء وكل شيء ، "علشان الثوار يفرحوا ويكبروا ويهللوا لها ، ما هى الثورة صارت " صك الغفران" لكل الأعمال .
هذا عن التساؤلات أما " أرض النفاق " هذا الفيلم البديع الممتع ينطبق بقدر كبير على حماية الضمير ، لأن البطل عندما أراد أن يحقق أحلامه تناول بعض الأقراص التى تجعله لا ينطق بالحقيقة بل يخفيها ليحقق مآربه ، ولأن دوام الحال من المحال ، تناول قرص الصراحة فراح واستراح ..
والسؤال :_ هل نحن بحاجة إلى جبهة للضمير ، وهل الضمير بحاجة إلى جبهة ، وهل المسألة جبهة فى مواجهة جبهة أم أن المشكلة فى الإحساس بالفقراء المطحونين ، وفى كيفية تحقيق القدر الأدنى من الحياة لهم ، وتوفير رغيف العيش ، ومسكن آمن ، وعمل دائم ، ببساطة الستر وهذه هى مقوماته ، أما الضمير فلا يحتاج إلى جبهة و إنما يحتاج إلى إحساس بالآخرين ، و بآلامهم وأحلامهم ، يحتاج إلى العمل ليل نهار من أجل إنقاذ الوطن والمواطن ولنترك الأفعال وننطلق إلى الأعمال المخلصة الدءوبة وقتها فقط يتحقق الضمير دون حاجة لجبهات
ساحة النقاش