<!--

<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

<!--

 

<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

           

     ظنى أن حواء مُطَالبة اليوم، أكثر مما مضى، بأن تُبْعث بعثًا جديدًا، وأن تطوى الزمن لترجع إلى ما ناضل من أجله قاسم أمين (1863/1908)، وهدى شعراوى (1879/1947)، وسيزا نبراوى واسمها الأصلى زينب محمد مراد (1898/1985)، ناضلوا وغيرهم من أكثر من قرن من الزمان، لتتحرر المرأة من ظلام العصور الوسطى، وتفرض نفسها فرضًا فى كل مجال على المجتمع «الذكورى» الذى اعتاد أن يستأثر الرجال بكل شيء، فاقتحمت حواء التعليم الأولى والابتدائى، ثم الثانوى، ثم طرقت الجامعة وتوسعت فى كل المجالات، ورأينا من درر هذا الرعيل الأول، دون ترتيب، الأديبة الشاعرة عائشة التيمورية (1840/1902)، وباحثة البادية ملك حفنى ناصف (1886/1918)، والدكتورة بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن (1913/1998)، والدكتورة سهير القلماوى (1911/1997)، ومفيدة عبد الرحمن المحامية الشهيرة
(1914/2002) ، ونعيمة الأيوبى أول محامية مصرية، وهى ابنة المؤرخ المعروف إلياس الأيوبى، والكاتبة الصحفية أمينة السعيد (1910/1995)، ونبوية موسى (1890/1951)، أولى الحاصلات على البكالوريا (1907) رغم معارضة دنلوب مستشار وزارة المعارف، وأول ناظرة مَدْرسة، وأول مفتشة تعليم فى مصر، والدكتورة لطيفة الزيات (1923/1996)، والدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة التى قتلت بالولايات المتحدة (1917/1952)، وفاطمة أو روز اليوسف (1897/1958) رائدة الصحافة والمسرح والتمثيل، ووالدة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، والروائية القصصية صوفى عبد الله (1925/2003). وفى الفنون تحية حليم، وإنجى أفلاطون (1924/1989)، وجاذبية سرى أطال الله فى عمرها، والإذاعية تماضر توفيق، وصفية المهندس، ورأينا فى رحاب الفن أم كلثوم، ومنيرة المهدية، ودولت أبيض، وأمينة رزق، وفاطمة رشدى، وزينب صدقى، وآسيا داغر، ومارى كوينى، ومارى منيب، وغيرهن.

          ورأينا من الرعيل الأول الأستاذة فى الأدب، وفى المحاماة، وفى الطب، وفى الهندسة، وفى الصيدلة، وفى العلوم، وفى الفقه، وفى الرياضيات، وفى الذرة، وطفقت المرأة منذ أكثر من قرن تطرق جميع المجالات، وتثبت جدارتها فيها، حتى انتزعت بعد الحق فى الانتخاب، الحق فى الترشح، ودخلت البرلمان، وأبلت فيه، ورأينا بين الوزراء أول وزيرة الدكتورة حكمت
أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية أستاذة علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس، والدكتورة عائشة راتب وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية أستاذة القانون الدولى بجامعة القاهرة، وتتابع حمل حواء للحقائب الوزارية، وترشحت أخيرًا لرئاسة الجمهورية.

       لا تتجاهل هذه الكلمات من بزغن من بنات حواء فى جميع المجالات بعد الرعيل الأول، وإنما أردت أن أشير إلى الدور الريادى والكفاح الشاق الذى بذله الرعيل الأول لتحصل المرأة على حقوقها وما تستحقه فى مجتمع كان ينكر عليها أشياء كثيرة، بل وأنكر فيما أنكر ما أعطاها لها الإسلام من أربعة عشر قرنًا.

       بل ولا تتجاهل هذه الكلمات الدور الريادى العظيم اللافت فى الاستفتاء على الدستور المصرى فى 14 ، 15 يناير 2014، ولا فى انتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة، فقد كانت حواء هى «بطلة» المشهدين.. بل إننى أردت أن أتخذ من هذه المشاهد الأخيرة مثالاً وباعثًا.. فإذا كان «المثال» واضحًا، فإن «الباعث» هو مرامى، أن تتقدم حواء لتسهم وتؤدى دوراً مطلوباً منها بشدة، ولا تدع مناقشة أخص حقوقها ليفتى فيها غيرها.

        لا أدرى لماذا فرطت حواء فى هذه المساحات التى قطعتها، ولماذا عادت فتركت مقاليدها لخفافيش الظلام ليعودوا بها القهقرى لتصير فى نظرهم مجرد متعة للرجل، فصاروا يتعاملون معها على أنها «عورة» إخفاؤها واجب، يتوسلون إلى هذا الإخفاء بوسائل وتعلات شتى، وكأنهم لا يرون فى حواء إلاَّ أنها مصدر إهاجة أو إثارة للرجل، وطفق خفافيش ظلام ينفردون بالحديث فى البرلمان للنزول بسن الزواج إلى التاسعة، ليصادروا المرأة من سن الطفولة من نعومة أظفارها، فلا تعليم ولا دراسة ولا عمل، ويدوسون من أجل هذا المأرب الذكورى المريض فى السيرة النبوية، فيتركون السيدة خديجة التى تزوجها الرسول وهى فى الأربعين وتكبره بخمسة عشر عاماً، ويتركون السيدة سودة بنت زَمْعَة أول من بنى بها بعد خديجة، وكانت تكبره بعدة سنوات، مترملة ومسنة وغير ذات جمال، وهرمت فى حياته، وتزوجها جبراً لخاطرها وعزاءً بعد وفاة زوجها، ويختارون مرجوح الروايات فى سن السيدة عائشة وقت زواجها، ويتجاهلون أنها لم تتزوج إلاَّ بالمدينة بعد سنوات من خطبتها، ويتجاهلون ظروف الرسالة، واختلاف العصر والظروف، ويقعون فى خطأ كبير أعماهم عنه الغرض والهوى، فكل ما اتصل بزيجات وزوجات النبى عليه الصلاة والسلام «استثناء» بنص القرآن الحكيم، لا ينسحب على الناس، ولا محل للاستشهاد به، وكيف به يستشهدون وفى القرآن المجيد أنه محرم على أمهات المؤمنين الزواج من بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو حكم خاص، كباقى أحكام زواجه، ومنها أنه لم يُطْلب إليه ـ لذات الحكمة ـ تسريح ما زاد على أربع من زوجاته حينما نزلت الآية الكريمة بتحديد عدد الزوجات، فالتسريح يعنى أن تترك أم المؤمنين معلقة بلا زوج ولا زواج، فقد أرادت حكمة الله لجلال مقام النبوة، ألا تبنى زوجات الرسول بأحد من بعده, ولا يمكن أن يفوت عاقل بصير هذه الفوارق المهمة، ولا باقى الاعتبارات التى ألمحت إليها ولا يتجاهلها إلاَّ مغرض!

        من اللافت المؤسف أن يغيب أو يُغَيَّب صوت حواء وسط هذا المعمعان الذى يقوده خفافيش انفصلوا عن العصر وعن الدين الذين يدّعون الحديث باسمه، وأن يغيب أو يُغَيب صوت حواء فى كثير من الأقضيات التى تمس أخص حقوقها، بينما أمامنا فى مشاهد السيرة كيف ذهبت أم المؤمنين أم سلمة صحبة نساء من المهاجرين والأنصار يسألن النبى أن تنال النساء ما يناله الرجال، وكيف أنصفهن القرآن المجيد فتنزلت تباعاً الآيات التى تنهى عن «تعليق»
 و«إعضال» الزوجات والنساء.. فيما أرجو أن أعود إلى تفصيله فيما بعد.

        الذين يتصدرون المشهد لفرض النقاب على حواء، رجال لا نساء، يعتبرون وجه المرأة عورة، مع أنها تحج بيت الله الحرام سافرة الوجه بلا نقاب، ويشتطون ويخالفون الشرع، فلا مصدر للنقاب فى الشرع، وإنما هو عادة وليس عبادة، ومع ذلك فالغريب أن تغيب حواء عن التصدى لهذه الدعوة السقيمة، مع أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أصدروا كتاباً ضافياً معززاً بآراء الأقدمين والمحدثين من الفقهاء، مؤكداً أنه «عادة وليس عبادة», وأنه لا أساس للنقاب فى الشرع، فضلاً عن مجافاته لمقتضيات العصر الذى تظهر فيه حواء فى مجالات متعددة يتعين فيها إثبات الهوية كأقسام النساء بالمستشفيات، وحجرات الطالبات بالجامعات، فضلاً عن المرور من المنافذ الجمركية والحدودية وغيرها، وتأدية الامتحانات وخلافه، فلا محيص عن إثبات الهوية فيها، ولا مجال لإثباتها إلاَّ بالوجه.

       هذه الكلمات محض مشروع «أجندة» أو مشروع «جدول أعمال» أريد بها فتح ملف
«إنصاف حواء» ومساهمتها اللازمة الواجبة فى مجتمع تشكل أكثر من نصفه، وهى فيه
«عمود الأسرة» ومن ثم «عمود المجتمع»، آملاً أن تكون حواء هى السند فى تقدمنا الواجب إلى العصر وإلى الإسلام الذى يسئ البعض فهمه، ويعتسفون تأويله على غير صحيح شريعته وحكمته وأحكامه.

 

 

 


 



 

المصدر: رجائى عطية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 515 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

Istinbat

أشارك الرأي صاحب المقال . فحواء يجب إن تترك المواصيع الجانبية وتهتم بقضاياها خاصة وأن قصة سيدنا عمر بن الخطاب مع المرأة التي أوقفته عندما أراد أن يحدد المهور والتفت إلى الرجال من حوله وسألهم : لماذا تركتموني أفتي هكذا ولم يوقفني أحد منكم وقد استوقفتني إمرأة ليست من علماء النساء؟ فهذه الحادثه لها دروس عميقة وهي أن الرجال لن يهتموا بقضايا النساء وسيأخذون بالظاهر الذي فيه مصالهم. هنا أشار سيدنا عمر إلى أهمية اهتمام النساء بحقوقهن وإذا جاءت إمرأة بالأدلة الشرعية فعلى العلماء التراجع وقد تراجع عمربن الخطاب رضي الله عنه. وفي هذا درس للنساء لترك الموضه والجمال وهن لهن حقوق مهضومه. فمثلاً الآية 3 النساء منسوخة لا يعمل بها وأن الزوجة واحدة. وقد أشار العلماء إلى أن الآية متشابهة ولكن لم يلق أحداً بالاً لذلك. فجزاك الله ثواباً على إثارتكم لهذا الموضوع

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,756,678

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز