يحرص الكثير من الشباب على متابعة أحدث صيحات الموضة فى مختلف المجالات كما أنهم يتأثرون بها ويرغبون فى الاستفادة منها، وعلى مستوى مواقع التواصل الاجتماعى يتابع روادها المواقع الأكثر حداثة ويبدأون فى استخدامها والابتعاد تدريجيا عن المعروفة حتى أصبح "فيس بوك" في نظر الكثيرين " دقة قديمة "، فكيف حدث ذلك؟
تقول سحر حسن، 26 سنة تعمل محاسبة: أصبحت أستخدم "فيس بوك" فقط من أجل الشراء عبر الإنترنت لأنه أصبح سوقا كبيرا يباع ويشترى فيه كل شيء، لكن غير ذلك أفضل المواقع الأخرى.
وترى نسمة محمد، 22 سنة طالبة بكلية الصيدلة أن فيس بوك أصبح مضيعة للوقت, فكل من لا عمل له أو هدف تواجد من خلاله حيث تداول رواده مؤخرا مقاطع فيديو ساخرة وتعليق على أحداث سياسية لأشخاص مجهولين ليس لهم أي رأي صائب أو هدف سوى الحصول على أكبر عدد من "اللايكات".
ويتفق معها فى الرأى مصطفى سعيد، 25سنة مهندس ويقول: يفتقر "فيس بوك" إلى المصداقية ودقة المعلومات والأخبار التى يتم تداولها بين رواده لذا أحرص على متابعته وغيره فى حدود التواصل مع الأصدقاء فقط، أما عن الوقف على آخر الأخبار والتأكد من صحة المعلومات فأستخدم محرك البحث جوجل.
رقابة عائلية
ترى مروة سامي، طالبة بكلية التربية جامعة عين شمس أن سبب فقدان فيس بوك شعبيته بين الشباب أنه أصبح مراقبا من كل العائلة, قائلة: إذا كتبت أي عبارة أو تعليق يتصل الجميع بي وأمي ويتساءلون ماذا بك؟ ولماذا هذا التعليق؟ لقد خرج هذا الموقع عن شكله الذي بدأ به حيث كنا نستخدمه للتعبير عن آرائنا لذا هربت إلى تويتر لأن الأقارب على الأقل الكبار منهم لم يعرفوا به وأحيانا الانستجرام.
أما أحمد سمير، طالب بكلية الآداب قسم التاريخ فله قصة خاصة مع فيس بوك دفعته لعد استخدامه فيقول: بعد استخدام أبي لفيس بوك بأسبوع فضلت استخدام تويتر، فمنذ ذلك اليوم لم أتصفح حسابى الشخصي عليه، وذلك لأن أبي حول صفحته إلى آلة مراقبة على تعليقاتى ومنشوراتى، بل أصح يستخدمها لإحراجى أمام أصدقائى ببعض الألفاظ من قبيل "قوم ذاكر، يا فاشل قاعد هنا وسايب الحاجات اللي وراك" ما دفعنى إلى إغلاق حسابى الشخصى.

تعلق د. غادة اليماني، أستاذة الصحافة ورئيسة قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة طنطا على هروب رواد فيس بوك إلى مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى قائلة: يتجه الشباب إلى مواقع التواصل الاجتماعي لأنها توفر لهم الخصوصية والسرعة بجانب أنها متاحة طوال الوقت وسهلة التعامل كما تسمح لهم بالقيام بعدة أدوار حتى أنها أصبحت وسيلة لتقديم التهاني والتعازي، لكنها فى المقابل أصابت المجتمع بعدة أمراض كالتفكك الأسرى حيث أصبحت الأسرة تجلس في غرفة واحدة لكن عقولهم منفصلة تتجول فى عالم افتراضى.
وتضيف: يهرب الشباب من فيس بوك نتيجة أن كثيرا من أولياء الأمور بدأوا في التعامل مع هذا الموقع باعتباره أقدم وأشهر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه اتخذوا منه أداة للرقابة وهو ما يعتبره الأبناء تدخلا في الخصوصية.
وتنصح د. غادة الآباء والأبناء بالتفاهم والوصول لحل وسط ومحاولة جذب الشباب إلى الحياة الحقيقة بمصادقتهم وتعريفهم أن هناك الكثير من الأمور الجيدة خارج هذا العالم الافتراضي، وأن يستخدموا التكنولوجيا بحدها الجيد كمعرفة معلومات حول العالم تساعدهم في التعلم والتقدم.

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 661 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,276,339

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز