تضج ذاكرة المحاكم بقصص العديد من النساء اللاتي أعيهن اللهث وراء قضايا الأحوال الشخصية ما بين نفقة وحضانة وغيرهما من القضايا التي ندرك جميعا أن طريقها الطويل قد لا ينتهي وربما لا يسفر عن أكثر من موجات من اليأس والإحباط والآلام، قد يتصور البعض ونحن نتطرق إلى بعض هذه القضايا أن الحل يكمن في الحلقة النهائية أو الحل الذي يلي حدوث المشكلة في حد ذاتها، لكنني أرى أن الحل يكمن في الاختيار.. أولى الخطوات التي نرسمها لحياتنا، في الرجل الذي تختارينه شريكا لك ورفيقا لدربك، فالبعض منا قد يتخذ قرار الزواج بدافع أنه سنة حياة وهو أمر لا خلاف عليه، والبعض الآخر يتزوج لأن الآخرين قد تزوجوا ولابد أن يصبح مثلهم، والثالث يراه ضرورة لاستمرار الحياة والإنجاب وهو غرض أيضا محمود، ولكن وبجانب هذا كله هل فكرنا كيف نختار ومن نتزوج، وهل سألنا أنفسنا لماذا نتزوج؟ ومن هو النصف الآخر الذي لابد وأن نختاره لكي يكملنا؟

الإجابة ببساطة تكمن في الحب.. نعم الحب, وهي ليست بنظرة حالمة أو رومانسية أو بعيدة عن الواقع، بل هي وببساطة كل الواقع، حين تحب ستستطيع أن تتغلب على الكثير من العقبات والمشكلات التي تواجهك وشريك حياتك، حينما تحب ستجد نفسك تتقبل عيوبا لم تكن تتصور أنك ستستطيع التعايش معها، حينما تحب لن تتحول الحياة بينك وشريكك إلى ورق وقلم لا عمل لها سوى كتابة جدول من حسابات الطعام والشراب والملبس والمصروفات، ستجد نفسك تبتكر هذا الجدول وربما لا تكتبه من الأساس، والحب وحده بالتأكيد لا يكفي فالاختيار السليم يكمله، ولا أقصد بالاختيار السليم هنا المظهر والشكل والمستوى المادي، لكن أقصد به اختيار الرجل الذي تشعرين معه أنه سيكون سندا لك.. سيكون حياتك.. أنه سيكملك وأنت في نفس الوقت تكمليه، فالحياة ليست أخذا فقط، ليست زوجا يدفع ويلبي المتطلبات وكفى، ولكنها طرفين يكمل كل منهما الآخر, يسند كل منهما الآخر، وربما يحلم كل منهما للآخر، الحياة ببساطة صداقة وود وأحلام مستقبلية يتشارك فيها طرفان، فلا تختاري من يحبطك أو يشعرك أن الحياة قد انتهت مع الزواج, من يشعرك أنه لا وقت للحب لا وقت للبهجة أو أن الأحلام قد انتهت مع بداية الزواج، فالزواج عزيزتي ليس بمقبرة للحياة ولا بداية لسلسلة من المشكلات التي قد ينتهي بعضها في المحاكم، لكنه بداية لانطلاق روح الحب الكامنة بداخلك والتي تسعى لحياة أكثر سعادة، فاختاري الرجل الذي تشعرين أنه يحقق لك هذا فمعه ومهما تأخر الاختيار ثقى أنك ستكونين سعيدة وستنجحين.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 777 مشاهدة
نشرت فى 21 فبراير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,026,200

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز