نقرأ أنباء مشجعة عن وزير التربية والتعليم الحالى دكتور طارق شوقي ورغبته الأكيدة فى تطوير التعليم بمصر، وقد كتبت كثيرا حول هذا الموضوع وأذكر أننى دعيت مع مجموعة من المهتمين إلى لقاء مع وزير التعليم الأسبق د.حسين كامل بهاء الدين الذى كانت لديه رغبة قوية فى تطوير التعليم، وأدلى كل منا بدلوه فى الموضوع، ولا أعرف إلى ماذا انتهى الأمر.
ومع التطورات المزمعة التى سوف تجرى فى المناهج التعليمية ليتنا نناقش موضوع "التربية الأسرية" باعتباره أحد المقترحاتالتى عادة مايتجاهلها مجتمعناما يؤدي إلى استفحالها.
وأتذكر منذ سنوات استضافنى المذيع عاطف كامل فى برنامج تليفزيوني على القناة الأولى لنناقش هذه المشكلة, وذلك بمشاركة المخرج مجدى أحمد على والكاتب الدكتور خالد منتصر وبعض رجال الدين، وقلت يومها إنه لابد من تدريس التربية الأسرية فى مرحلة مناسبة بدلا من أن نترك أبناءنا فريسة للجهل وحكايات الأقارب التي يمكن أن تتعارض مع آراء المتخصصين وأهل العلم، وإنه بالإمكان تناول الموضوع بصورة تربوية صحيحةبدلا من ترك الأبناء يتلقونها من أطراف غير مؤهلين, وقد وجد رأيى هذا معارضة شديدة من بعض الضيوف المشاركين فى البرنامج، وكان ردى إن التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام المتطورة سوف تداهمنا قريبا، وسوف نفاجأ بما تتضمنه من محتوى غريب على مجتمعنا ولن يكون بإمكاننا منعه، فماذا نفعل يومئذ؟! حدث ذلك قبل سنوات من تفشى القنوات الفضائية الأجنبية فى وسائل الإعلام كما هو حادث اليوم.
لا أحديمكن أن يطالب أو يؤيد تعليم النشءما خرج عن قيم مجتمعنا كما تصور البعض، ولكن المطلوب تغذية ميل أبنائنا الفطري نحو الأساليب العلمية خاصة في مرحلة التعليم الأساسي بالمعلومات العلمية الصحيحة.
والواقع أن أغلب الآباء والأمهات ليست لديهم المعلومات التربوية الصحيحة، ولا هم مهيئون لخوض الموضوعات والأمور المتعلقة بالتربية والترابط الأسري كالمحافظة على الأسرة، والعلاقاتالاجتماعية السوية، وفكرة وفلسفة الزواج وغيرها من أمور شائكة بأسلوب شيق بعيدا عن الابتذال، فقد تركوا لتلقي معلوماتهم من الأصدقاء أو غير المؤهلين لذلك، وكانوا ضحايا ذلك الفكر المتعسف تجاه كثير من الموضوعات.
وكم تسبب ذلك الجهل فى فشل زيجات وتعاسة زوجات وقد يصل الأمر إلى الطلاق الذي يعاني مجتمعنا حاليا من ارتفاع في نسبته.
لقد كانت الأجيال السابقة أكثر تحفظا من جيلنا، فقد حُرموا هم أيضا من "حق التربية الأسرية الصحيحة", وكان ذلك مبررا قبل عصر السماوات المفتوحة الذى نعيشه اليوم، حيث لم يعد الأبناء يحتاجون لأكثر من ضغطة زر فتنفتح لهم شتى أبواب المعرفة، وما عليهم إلا القيام بعملية فرز واختيار وفق منظومته القيمية والأخلاقيةوهنا مكمن الخطر، لذا فإن التعليم فى المدارس أفضل كثيرا.
ساحة النقاش