أحمد شاكر.. ليس مجرد فتى أول شديد الوسامة، ولا نجم مسرحى وتليفزيونى من الطراز الأول.. ولكنه فوق هذا وذاك.. فنان مثقف، صاحب مبدأ، شديد الإخلاص لفنه، حتى أنه قضى جزءا من شبابه يضىء المسارح والتليفزيون، ونسى فى خضم العطاء حياته الخاصة وحقه فى أن يكون له بيت وأسرة..

فى هذا الحوار الأول له بعد توليه مهمة إدارة المسرح القومى العريق، يتكلم عن أحلامه للمسرح القومى.. ثم يختتم الحوار بمفاجأة البحث عن عروسة!.

فى البداية صف لى شعورك وأنت تتلقى خبر اختيارك لإدارة المسرح القومى العريق؟

- شرف كبير لى تولى إدارة فرق المسرح القومى، فأنا ولدت فى هذا المكان وعشت بين جدرانه، وكنت شاهداً على ميلاد عدد كبير من روائعه وكلاسيكياته وتأثرت بجمهور المسرح القومى وهو يتفاعل مع نجومه، كما تأثرت بمشهد لا يغيب عن ذاكرتى عندما حصل والدى المخرج المسرحى شاكر عبداللطيف على جائزة الدولة التقديرية من الرئيس الراحل أنور السادات «وسام العلوم والفنون» عن مسرحية «عودة الغائب» بطولة الفنان القدير محمود ياسين، ومسرحية «رابعة العدوية» بطولة القديرة سميحة أيوب، كما عشت منذ الطفولة وسط عمالقة المسرح القومى من ممثلين ومخرجين، ولاحظت طريقة إدارتهم لهذا الصرح العظيم، الذى يصح أن أطلق عليه «المحراب»، لذلك كله فأنا أقدر المسئولية الجسيمة وهذا الشرف العظيم.

هل تجور أعباء المنصب على عملك واحترافك الأساسى كممثل ونجم أمام الكاميرا؟

- أتعشم ألا يؤثر ذلك على عملى كممثل، باعتبار التمثيل هو الأساس، وأنا أعلم أن «الكرسى ليس باق لأحد» وأننى مهما نجحت ففى النهاية سوف أسلم الراية إلى غيرى، بعكس الفن فهو الباقى وأنا حريص على كسب ثقة جمهورى والحفاظ عليه، ولهذا أتصور أن يقربنى المسرح القومى من فنى الباقى كممثل.

هل ترى أن المسرح القومى تنقصه عوامل الإبهار كبقية مسارح الدولة؟

- نعم أوافقك تماماً، وأنا كنت مؤخراً فى لقاء تليفزيونى حضره نحو خمسمائة شاب كجمهور للحلقة، فألقيت عليهم سؤالا: من منكم حضر عروضا مسرحية بالمسرح القومى، لأكتشف أنه لا أحد منهم تردد على المسرح، رغم أنه معروف بأنه مزار أساسى للأسرة المصرية بالنسبة لجيل الآباء، ولكن علينا أن نجذب جيل الشباب إليه، وأنا أعذرهم، فالأعمال المعروضة لم تكن جاذبة لهم، وكل فن يشهد مرحلتى صعود وهبوط، وأعود إلى سؤالك لأؤكد أنه حتى نستعيد هؤلاء الشباب علينا أن نستخدم الكثير من أدوات وعناصر الإبهار، وأوافقك تماماً فى أن المسارح القومية العالمية تستخدم الإبهار البصرى الممتع للمشاهد.

ألا تحتاج إلى مراجعة أسعار التذاكر؟

- لا أتصور أن نلجأ لهذا الآن، حيث أعتقد أن أسعار الدخول فى متناول الجميع، وهى تتراوح بين 30 أو 20 جنيها، والصف الأول «150» جنيهاً وهى أسعار هزيلة بالمقارنة مع مسرح القطاع الخاص.

كان لك تصريح أعتبره (صادما) عقب تكليفك بالمسئولية، حيث قلت إنك ترحب بنجوم الغناء الشعبى «أوكا» و«أورتيجا» على خشبة المسرح القومى؟

- بقليل من الانفعال قال شاكر: أرجو ألا يساء فهم ما نشر عن لسانى فى هذا السياق، وأرجو من الصحافة الفنية ألا تجتزئ الكلام، فأنا قلت إن سيد درويش وهو نجم شعبى، هو أيضاً نجم للمسرح الغنائى، وقلت ما نصه: «أرحب بكل مبدع على خشبة المسرح القومى بشروط هذا الصرح التى تأسس عليها وتشكل منها وجدان المصريين، بما يخدم المسرح القومى، وعلى من يتعامل معه أن يحترم تاريخه ويقدم ما يليق به، ولكن لا مانع من أن نساهم فى تطوير الفلكلور ليلائم البيت المصرى».

 تنازلت عن نصف أجرك فى المسلسل التليفزيونى «مشرفة»، فما هى الشخصية التى تجعلك تتنازل عن (كل) أجرك إذا قدمتها تليفزيونياً؟

- تنازلت بالفعل عن نصف أجرى فى هذا المسلسل من أجل أن أقدم نموذجا محترما يكون قدوة للشباب المصرى والعربى، وكان تنازلى للتليفزيون المصرى من أجل أن يخرج العمل بهذه الصورة المشرفة، فى سابقة للتليفزيونات العربية أن تقدم مسلسلا علميا بهذا المستوى والذى تطلب التصوير فى العاصمة البريطانية «لندن» حتى نعطى مصداقية للأحداث، ولأن العمل الصادق يصادقه تكريما وتقديرا، فقد فوجئت بالعالم المصرى الراحل دكتور أحمد زويل أن جاء فى زيارة خصيصاً ليقيم لى حفل تكريم قائلاً لى: «من حقك أن تفخر أنك أول ممثل عربى يقدم مسلسلاًعن العلم يتضمن مصطلحات ونظريات علمية».

أنت نجم مسرحى قدير، ونجم تليفزيونى لك جماهيرية عريضة.. ولكن نلاحظ أن هناك خصاما بينك وبين السينما؟

- السينما تقوم على شباك التذاكر، يعنى الجمهور الذى يدفع، ومن أجل ذلك فإنها تعتمد على «المشهيات» والتوابل، ولعلك تلاحظ تراجع عنصر «القيمة» فى معظم الأفلام السينمائية المعروضة خلال السنوات الأخيرة وربما ما قبلها، ويمكننى أن أقول لك إنه قد عرض ويعرض علي أعمال لتقديمها سينمائياً، ولكننى لا أتردد فى رفضها لأنها باختصار لن تحقق لى إضافة لرصيدى الذى أفتخر به فى علاقتى مع الجمهور.

إذاً.. بماذا تنصح المواهب الجديدة المهرولة إلى السينما؟

- أنصحهم بالتنويع واختيار الجيد من الأعمال وعدم حصر أنفسهم فى «نمط» محدد لن يستطيعوا الفكاك منه مستقبلاً، وهو خطأ يقوم عليه الإنتاج السينمائى حالياً ويقع فريسته أصحاب الوجوه الجديدة.

ما سر نبوغك فى تجسيد شخصية الفنان فريد الأطرش؟

- شخصية فريد الأطرش ربنا وفقنى فيها وحصلت عنها على جائزة أحسن ممثل من المهرجان العربى للتليفزيون، وواجب علي أن أرجع الفضل لأهله، فقد كان فريق العمل متكامل من ورق وموسيقى وإخراج، وإذا كان هناك من سر كما تقول فهو «الصدق» الذى هو مفتاح لكل نجاح، بالإضافة إلى أننى أحببت شخصية فريد الأطرش وذاكرته جيداً، كما أننى لدي موهبة تقمص الشخصيات، بالإضافة إلى كون فريد الأطرش شخصية محبوبة وهو جدير بالاحترام.

هل تفكر فى إعادة العروض الناجحة مثل «أهلاً يا بكوات» و«الملك لير» للاستفادة من جماهيريتها؟

- بالفعل هذه العروض وغيرها من الأعمال الناجحة جديرة بإعادة عرضها، خاصة وأن المسرح القومى يقوم على «الريبرتوار» ليعيد الكلاسيكيات الناجحة، لكن لا تنسى أن «أهلاً يا بكوات» نفسها كانت عرض جديد وقت تقديمها، لذلك سوف أسعى لإيجاد «ورق» جديد يعيد أمجاد القومى، وهذا هو التحدى وسوف أسعى إلى تحقيق نوع من التوازن بين القديم والجديد.

بمناسبة الشخصية التى قدمتها فى مسلسل «أم كلثوم» وهى شخصية غير حقيقية.. هل هذا من حق المؤلف فى أعمال السيرة الذاتية؟

- هذه الشخصية بالفعل كانت من خيال المؤلف، ولكنها مكتوبة بشكل رائع، ولكن المؤلف - الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن - قال لى سرا أن هذه الشخصية تعبر عنه شخصياً لو كان عاش هذه الفترة، وأنها مزيج من ثلاث شخصيات اقتربت من أم كلثوم، وأحب أن أقول إن المسلسل ليس فيلماتسجيليا ومسموحا للمؤلف أن يستحدث شخصيات أو مواقف تثرى العمل لتوصيل وجهة نظر جمالية أو تاريخية.

ما زلنا نسأل بالنيابة عن آلاف الفتيات المعجبات.. متى يتزوج أحمد شاكر؟

- بجدية شديدة يقول: الزواج بالنسبة لى حتى أيام مضت مشروع مؤجل، والآن فقط أهمس فى أذنك أننى اليوم أدرك أن الوقت لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل.

وماذا عن مواصفات شريكة الحياة؟

- لا توجد شروط، بل كل ما فى الأمر أننى أريد «عروسة» أشعر أننى قادر على الحياة معها ما تبقى من الحياة، أصارحك أكثر أننى كلما كبرت أكثر أدركت أن الاختيار أصبح أكثر صعوبة.

من فضلك.. نحتاج توضيح أكثر؟

- مبتسماً ابتسامته الرقيقة: اطمئن.. لا شروط تعجيزية، وأنا لا أبحث عن مثاليات ولكنى أبحث عن أمنيات بسيطة جداً ولكنها أصبحت نادرة الوجود فى هذا العصر، ولكنى أعلم أنه عندما يدق «النصيب» بابك وتحدث كيمياء بينك وبين من تحب فإنك سوف تتنازل عن الكثير من الشروط.

هل اقترب الموعد لنقول «مبروك»؟

- لم أقل هذا الكلام لأحد قبل «حواء»، أشعر أن هذا التوقيت هو المناسب تماماً لأتزوج من ابنة الحلال، مهم جداً التوازن بين النجاح فى الحياة العملية والحياة الشخصية.. قريباً ستكون كل قارئات حواء مدعوات فى حفل زفافى.

أشعر أن الكثير من الفنانين استغنوا عن الصحافة الفنية مكتفين «بالسوشيال ميديا»؟

- السوشيال ميديا أصبحت منافسا خطيرا ليس للصحافة فقط ولكن لوسائل العرض التقليدية، حيث إن بعضنا يعرض أعماله من خلالها بالإضافة إلى أخباره الفنية والخاصة، وفى المقابل فإننا نعانى من أنه أصبح منصة لإطلاق الشائعات، ولا مفر من أن تلعب الصحافة دور ما فى تصحيح المغالطات بلغتها الراقية.

المصدر: حوار: طاهر البهى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1426 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,834,408

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز