تعد قناة النيل الدولية أهم قناة إخبارية تنقل صورة مصر إلى العالم، فهي القناة المصرية الأولى الناطقة باللغتين الأجنبيتين عالميا: الإنجليزية والفرنسية، وعندما تنامى إلى علمنا أن قضية “ تمكين المرأة” تشكل حقيقة وواقعا في هذه القناة التي احتفلت باليوبيل الفضي 25 عاما من عمرها المديد، كان لزاماً على  “حواء”  أن تقوم بزيارة إلى ستوديوهاتها للوقوف على سر من أسرار نجاحها وشبابها الدائم لنمضي يوماً رائعاً بين جنبات هذه المنصة الإعلامية المزهرة..

فى البداية تقول تغريد حسين رئيسة القناة اللامعة، إنها تحتفل هذه الأيام بمرور 26 عاماً على التحاقها بالقناة، سبق ذلك فترة من الوقت أمضتها مع قناة المعلومات المرئية برئاسة الإعلامي الكبير حسن حامد الأب الروحي للنيل الدولية وصاحب الفضل على أبناء وبنات جيلها، وكان  “حامد”  يشغل قبل ذلك مستشار مصر الإعلامي باليابان، وعاد إلى ماسبيرو بفكر جديد.

بدأت تغريد عملها في النيل كمحرر مترجم عندما صدر القرار بإنشائها كقناة تحمل الروح المصرية وتخاطب الآخر على المستوى الدولي، وسرعان ما بدأت الاختبارات وكانت على دراية تامة بالمطبخ التليفزيوني، ومن ثم اجتازت الاختبارات بنجاح، لتكون من بين 3 أول مذيعات يفزن بالظهور على شاشة القناة الوليدة، حتى فوجئت بقرار حسن حامد بالاستمرار في التدريب وثقل الخبرات حتى بعد إطلالتها على المشاهد.

تبتسم تغريد في سعادة وهي تتذكر الإطلالة الأولى لها على الشاشة، التي لم تتعد الدقائق الثلاث، وكان ذلك من خلال موجز الأنباء  "شعرت أنهم 3 أيام!!

تضيف.. كنا من جيل محظوظ، عملنا مع قيادات تؤمن بالشباب وتخرج أحسن ما فيهم، أسندوا لنا مسئوليات كبيرة ونحن في العشرينات من العمر، أكدوا ثقتنا بأنفسنا، كان المايسترو حسن حامد يقول لنا “مش عايز أفكار تقليدية..  اتجننوا وأنا أساندكم!

عن النقلة الكبرى في حياتها تقول: إن ذلك كان من خلال مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة عام 1994، كنا نعد ونكتب التعليق ونقوم بعملية المونتاج "على الهوا"، وبدأت العيون تتجه صوب النيل الدولية سواء من الداخل أو الخارج، خاطبنا العالم بلغاتهم، حققنا خبطات صحفية كبيرة من خلال لقاءات حصرية مع رؤساء دول، ومع هذا النجاح صدر القرار ببث القناة على الأرضي إلى جانب الفضائي..

وبعد تنهيدة ارتياح تصل تغريد إلى محطة التتويج، فبعد  15عاماً من العمل كمراسلة ومذيعة ومترجمة لخطب رؤساء الدول، متزامنة مع دراسات نظرية وأكاديمية حصلت خلالها على درجة الماجستير، تم إسناد مهمة القائم بأعمال رئيسة القناة إليها ..

وتعلق: أشعر بالفخر والامتنان لهذه القناة التي كانت ولا تزال بيتي الأول، وآن الأوان لأرد لها الجميل، وأبدأ رحلة جديدة من العمل الشاق، ليتم تكريمي من بين 25 إعلاميا عالميا من قبل مجلة “دبلوماتيك”.

عن فلسفة  “تمكين المرأة ” التي نادى بها رئيس الجمهورية ورأيناها مطبقة في أروع حالاتها بالقناة، تقول تغريد: إن جميع النساء العاملات معي هن مبدعات ومتميزات جداً، ويتحملن المسئولية بوعي شديد، وأنا فخورة بأن لدينا أكبر نسبة من السيدات المديرات العموم، كلهن وجوه مشرفة، وإحساس بالمسئولية ويسعدني التعاون معهن، فهن إضافة كبيرة لقناة النيل الدولية التي ليس لها منافس على الساحة، حيث إننا القناة المصرية الوحيدة التي تتحدث باللغات الأجنبية.

صلابة النساء

خلود مرعي مدير عام البرامج الثقافية والخاصة، امرأة شديدة التهذيب، تتحدث بصوت منخفض ولا تقول إلا ما تعلم، بدأت عملها بالقناة العام 1993 كمخرجة لبرامج البث المباشر والبرامج الثقافية وفي نفس الوقت تعمل كمخرجة تنفيذ، حاليا تشرف على المجلة الثقافية، وهو أحد أهم برامج القناة، بالإضافة إلي برامج المرأة والشباب.

ترى خلود أن نجاح النساء في العمل التليفزيوني يعود إلى اهتمامهن بالتفاصيل وهذا ما يؤهلهن لمزيد من الإبداع ، وعن المرأة  “الرئيسة”  تري أنها الأفضل لتمكين النساء، وأيضاً لتحقيق الشفافية بين الزملاء بغض النظر عن النوع، كما أن المرأة حريصة على تحقيق العدالة في اختيار القيادات المعاونة، وإسناد المهام المناسبة لهم، أما عن اتهام المرأة بالعاطفية فتؤكد خلود على كذب هذه المقولة، وإن المرأة القائدة تثبت جدارتها في كل موقع تتولاه.

شباب متحمس:

مها المهدي: مسئول إدارة المذيعين للغة الفرنسية، تقول وهي تضغط على حروفها لتؤكد كل معنى تريده، إنها تتشرف بكونها من جيل المذيعين النجوم بالإذاعة المصرية التي التحقت بها منذ العام  1987، وعندما علمت بتأسيس قناة النيل الدولية، والتي التحقت بها منذ الدفعة الأولى زميلها نجم التقديم باللغة الفرنسية "نيقولا بركات"، فلم تتردد في التقدم لاختباراتها قبل أن يصبح للقناة مقر، تحمست عندما علمت أن المسئولين عن القناة يبحثون عن شباب غير معروف و “أفكار مجنونة غير تقليدية”  ومع أول موجز للأنباء ظهرت على الشاشة، ومع تكرار الظهور عرفها المشاهد، وتدرجت في المناصب من مذيع إلي رئيس تحرير، مشيرة إلى الاعتماد الكبير الذي توليه القيادات الإعلامية على جهد النساء، كاشفة عن أن العمل الإعلامي مناسب تماماً للمرأة بسبب مرونة ساعات العمل وتوقيتاته، مما يمنحها الفرصة المناسبة لرعاية أسرتها والتوفيق بينه وبين إتقانها لعملها.

تمكين المرأة

يمنه توفيق مدير البرامج التسجيلية، والتي التحقت بالقناة منذ تأسيسها، بعد أن عملت لفترة كمساعد مخرج بالسينما، تتذكر بابتسامة لا تفارقها أنه منذ اليوم الأول لالتحاقها بالقناة أسندت إليها مهمة تقديم برنامج بعنوان  “أماكن وشخصيات”، ولم تنقطع عن العمل حتى تم اختيارها لمنصبها الحالى منذ نحو خمس سنوات، وفى الوقت الحالى تقدم برامج للمرأة و “بروفايل”  لشخصيات نسائية بارزة..

تقول  “يمنه”  بصدق: لا نريد شيئاً أكثر مما قدمه الرئيس للمرأة المصرية "ما فيش أحسن من كده"، لا أريد أن أسمع أصوات المتاجرين بقضايا المرأة، فنحن حققنا مكاسب كنا نحتاج إلى عدة عقود لتحقيقها، أما عن تولى المرأة للمناصب القيادية فهذا يحدث لكونها الأكثر كفاءة وليس بسبب نوعها.

أولويات العمل

• إيمان إبراهيم مقلد: مدير إدارة المنوعات، حاصلة على درجة الدكتوراه فى أساليب المعاملة الأسرية فى الدراما المصرية  “بصفة خاصة دور الأم فى تنشئة الأبناء”، اختارت أن تعطى فضل نجاحها فى عملها إلى زوجها، الذى لعب دوراً كبيراً فى تشجيعها علمياً وعملياً، باعتباره زميل دراسة وزميل عمل، مما جعله متفهماً لطبيعة عملها، ثم تتوجه بالامتنان لرئيسة القناة التى اختارتها هى وزميلتها "عفاف جورج" لتكونا أحدث مديرتين بالقناة.. أما عن المهمة التى تراها "ممتعة وشاقة فى آن واحد" لها فى القناة، فهى إخراجها لـ  “برومو”  ثابت على شاشة القناة بعنوان  “الرئيس”، لتوصيل الرسالة المباشرة من خلال خطابات السيد الرئيس، ومن أولها بالطبع دعم سيادته للمرأة المصرية وتكريمها بشكل متواصل ومشرف.

صورة مصر

• غادة سيف: مدير إدارة الترجمة ورئيس تحرير البرنامج السياسي، ترى أن الدراسة فى مجال قريب من عملها كفيل بتحقيق النجاح، فهى باعتبارها خريجة لغة إنجليزية وآدابها، فإن ذلك كان له الأثر فى تقدمها العملي، حيث إنها تساهم فى تغطية النشاط الرئاسي، وهى مهمة ممتعة باعتبار ذلك يضعها فى خضم الأحداث، وهى لا تتذمر من عملها لساعة متأخرة من الليل، طالما أن أسرتها تقدر عملها وتتفهمه.

العمل بروح الفريق

• منى مصيلحي: مشرف على المذيعين والقائم على عمل الإدارة العامة للبرامج الإخبارية، وهى مذيعة معروفة بالقناة ومراسلة للشئون العربية لمدة 17 عاماً، تطالب بالتعامل مع المرأة الإعلامية من منظور الكفاءة وليس النوع، وتشيد بقدرة المرأة المصرية وبراعتها وابتكارها فى العمل بكافة القطاعات بدءاً من مهامها كفلاحة وموظفة إلى أعلى مناصب القيادة، فهى قادرة على أداء الواجب الذى يفرضه عملها فى أى موقع.

المصدر: تحقيق: طاهــر البهــى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 799 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,696,550

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز