اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب.. ماتحرمش نفسك.. كلمات يرددها الشباب فيما بينهم كدعوة للاستمتاع باللحظة دون التفكير فى المستقبل أو الادخار لمواجهة ما يخبئه القدر، فهل أصبح أبناء جيل اليوم لا يعرفون معنى الادخار؟ أم أن هناك أشكالا كثيرة للتوفير يمكن أن تكون متاحة لهم؟
في البداية يقول محمد عبدالفتاح، مهندس معماري: علمنى والدي فوائد الادخار، حيث كان يضع دائما مبلغا شهريا في دفتر توفير باسمي منذ ولادتي ما جعلني أصر على استكمال الفكرة, فبدأت أرشد في استهلاكي كي أوفر مبلغا من مصروفي الخاص وبهذه الطريقة تمكنت من شراء شقة تمليك لي.
أماعلاء السعيد، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة فيقول: صنعت "حصالة" خشبية كبيرة وتعمدت أن تكون دون قفل حتى لا أفتحها إلا وقت احتياجي الشديد للمال، وكانت هذه الحصالة بالنسبة لي كنزا كبيرا وقت أن اتفقت مع أصدقائي لافتتاح مطعم دون مساعدة من والدي حيث مكننى المبلغ الذى ادخرته بها من اتخاذ أول خطواتى في حياتي العملية.
وتقول نيرمين إبراهيم: انتابني شعور بالاحباط عندما نويت الادخار لشراء مكونات شقة الزوجية حيث كان المبلغ الذى أضعه شهريا ضئيلا جدا لدرجة أننى تساءلت هل هذا المبلغ سيمكننى من شراء ما يلزمنى للزواج؟ لكننى تفاجئت عند فتح "الحصالة" بعد عشر سنوات حيث وجدت بها 50 ألف جنيه والتى تمكنت من خلالها شراء الأجهزة الكهربائية.
التوفير وليس التقطير
يعلق د. مراد حكيم، أستاذ التربية والمناهج وطرق التدريس بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية على أساليب الشباب للادخار قائلا: على الأسرة تقديم أفكار لأشكال التوفير لأولادها حتى يدخروا في بادئ الأمر لشراء ملابسهم والمشاركة في تكلفة النزهات، ومن الممكن أن يقوم الوالد بعمل وديعة تعطي أرباحا كل ثلاثة أشهر في البداية لأبنائه، وعندما يرى الشاب الفائدة وراء ذلك يقدم على الادخار، كما يمكن للوالدين تحفيزه على ذلك بالعديد من الأساليب كوعده إذا وفر مبلغا من مصروفه الشهري إعطائه ضعف مصروفه الشهر المقبل.
ويرى د. سامي نصار، أستاذ بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة أن الادخار سلوك مكتسب لا يمكن الإقدام عليه إلا إذا كان هناك فائض مادى عن الحاجات الأساسية للشاب، مشددا على ضرورة أن يدرك الشاب قيمة المال ويتعلم حسن تدبير الموارد المتاحة لديه.
أسلوب حياة
يقول د. طارق شحاتة، أستاذ التربية بجامعة عين شمس: لا شك أن الشاب يقلد ما يفعله الوالدان خاصة إذا كان لديهما ثقافة الادخار والانفاق بحذر وتوفير الباقي لوقت الحاجة، لذا يجب أن نعلم أولادنا أن يكون لديهم هدف قريب للادخار، إلى جانب استخدام أسلوب القصة من خلال سرد حكايات عن فوائد التوفير لتحفيز الشباب على اعتماد ثقافة الادخار والاعتدال أسلوب حياة.
أما وفاء شلبي، خبيرة اقتصادية فتقول: هناك أشكال متعددة أخرى للادخار منها شراء حصالة ووضع النقود الزائدة عن الحاجة بها، أو فتح حساب في أحد البنوك، إلى جانب البعد عن العادات السيئة التي تستنزف النقود مثل التدخين.
ساحة النقاش